ترامب: الولايات المتحدة تشهد حربًا من الداخل بسبب الجريمة والهجرة

حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه مع كبار الجنرالات والأدميرالات في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا، من أن الولايات المتحدة تواجه ما وصفه بـ "حرب من الداخل"، مشيرًا إلى أن تصاعد معدلات الجريمة والهجرة غير النظامية يهددان الأمن القومي الأميركي. وأكد ترامب أنه وقّع على أمر بإنشاء قوة عسكرية للاستجابة السريعة لمواجهة الاضطرابات المدنية.

الجيش في مواجهة الداخل

أمام القادة العسكريين الذين استدعاهم وزير الدفاع بيت هيغسيث من مختلف أنحاء العالم، شدد ترامب على أن دور الجيش لا يقتصر على المهام الخارجية، بل يشمل أيضًا المشاركة في عمليات قمع في مدن أميركية تسيطر عليها سلطات ديمقراطية. 

وأضاف أن "هذه أيضًا حرب من الداخل، وعلى الجيش أن يتعامل مع العدو الداخلي قبل أن يخرج عن السيطرة"، في إشارة واضحة إلى الأزمة الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة.

توجيهات جديدة من البنتاغون

أعلن وزير الدفاع هيغسيث عن سلسلة من الإجراءات الجديدة داخل المؤسسة العسكرية، تضمنت تشديد معايير اللياقة البدنية والانضباط، وإلزام جميع الجنود باختبارات دورية. كما هاجم ما وصفه بـ "أيديولوجية اليقظة" داخل الجيش، مؤكدًا أن وزارته لن تكون بعد اليوم مجرد "وزارة يقظة"، بل ستعود إلى جوهرها كـ "وزارة حرب"، في خطوة تعكس التوجه الجديد للإدارة الأميركية.

أبعاد سياسية للخطاب

خطاب ترامب لم يخلُ من الطابع السياسي، إذ هاجم الصحافة التي وصفها بـ "الخبيثة" ومعارضيه الديمقراطيين، وهو ما اعتبره مراقبون خروجًا عن التقليد الذي اتبعه الرؤساء الأميركيون السابقون بالابتعاد عن السياسة الداخلية في لقاءاتهم مع القوات المسلحة. 

يعكي هذا التسييس التوتر المتصاعد في الداخل الأميركي، ويزيد من حدة الاستقطاب بين الحزبين في الولايات المتحدة.

 النزاع الداخلي والخارجي

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات على أكثر من صعيد، من الاضطرابات الداخلية إلى العمليات العسكرية الخارجية. 

ففي وقت سابق من العام، نفذت القوات الأميركية حملة غارات استمرت قرابة شهرين ضد الحوثيين في اليمن، إضافة إلى ضربات استهدفت مواقع نووية في إيران. ومع هذه التحديات الخارجية، يظل خطاب ترامب متمحورًا حول ما يصفه بـ "حرب الداخل"، في إشارة إلى أن أولوياته الأمنية بدأت تميل نحو التركيز على الوضع الداخلي.