رئيس التحرير
خالد مهران

ما هو داء السكري الكاذب؟ وما الفارق بينه وبين الحالة الشائعة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يحظى داء السكري - المعروف بالنوعين الأول والثاني من داء السكري - باهتمام واسع نظرًا لانتشاره العالمي المتزايد وارتباطه بأسلوب الحياة وأمراض المناعة الذاتية. 

وفي الوقت نفسه، يؤثر قريبه الأقل شهرة - داء السكري الكاذب - بغموض أكبر حول العالم، ولكنه حالة مختلفة تمامًا، لا علاقة لها بسكر الدم.

يشترك كلا النوعين في نفس الأعراض المميزة: كثرة التبول، ولكن في داء السكري الأكثر شيوعًا، يتراكم السكر في الدم؛ لأن الجسم إما لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو لا يستطيع استخدامه بشكل صحيح، وعندما يحدث هذا، يدخل السكر الزائد إلى البول، ويسحب هذا السكر الماء من الجسم معه.

قد يلاحظ مرضى داء السكري حاجتهم للتبول أكثر وبكميات أكبر من المعتاد، وفي بعض الأحيان، قد يكون للبول رائحة حلوة، حيث تقول الأسطورة إن أبقراط، "أبو الطب"، كان يتذوق بول مرضاه لتشخيص المرض. 

الفارق بين مرض السكري وداء السكري الكاذب

يختلف مرض السكري الكاذب اختلافًا كبيرًا عن داء السكري، فليس له علاقة له بسكر الدم، بل تكمن المشكلة في هرمون يُسمى أرجينين فاسوبريسين (AVP)، والمعروف أيضًا باسم الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، والذي يساعد الجسم عادةً على التحكم في كمية الماء التي يحتفظ بها أو يفقدها.

ويعمل هذا الهرمون الكيميائي، الذي تنتجه الغدة النخامية في قاعدة الجمجمة، كنظام لحفظ الماء في الجسم. وعندما تحتاج إلى الاحتفاظ بالسوائل - على سبيل المثال، عندما تكون مصابًا بالجفاف - يُنبه هرمون أرجينين فاسوبريسين كليتيك لإعادة امتصاص الماء بدلًا من تركه يتسرب في البول، وعندما يتعطل هذا النظام، تكون النتائج وخيمة.

دون كمية كافية من AVP، أو عندما يفشل الهرمون في أداء وظيفته بشكل صحيح، تفقد كليتاك قدرتهما على الاحتفاظ بالماء. مهما شربت، ستظل عطشانًا ومُصابًا بالجفاف باستمرار، مما يُنتج كميات كبيرة من البول الشاحب والمُخفف. 

أسباب داء السكري الكاذب

السبب الأكثر شيوعًا هو نقص AVP (الذي كان يُسمى سابقًا داء السكري الكاذب المركزي)، حيث تكمن المشكلة في إنتاج AVP نفسه، حيث يُصنع في منطقة من الدماغ تُسمى الوطاء قبل أن يُنقل إلى الغدة النخامية، حيث يُطلق منه.

ويمكن أن تُلحق أورام الدماغ الضرر بهذا الجهاز الدقيق، وكذلك إصابات الرأس أو جراحة الدماغ، كما تلعب الوراثة دورًا في بعض الأحيان، كما يُمكن أن تُسبب العدوى العصبية مثل الزهري أو السل خللًا في إنتاج الهرمون. ومع ذلك، في بعض الحالات، لا يستطيع الأطباء تحديد سبب واضح.

ويُسبب الحمل نوعًا فريدًا من داء السكري الكاذب الحملي، حيث تُنتج المشيمة النامية إنزيمًا يُفكك AVP في مجرى الدم قبل أن يتمكن من أداء وظيفته، ولحسن الحظ، عادةً ما تُشفى هذه الحالة النادرة بعد الولادة.