انتبه عادات خاطئة السبب..
سر انتهاء «باقة» إنترنت الموبايل بسرعة

«الباقة خلصت بسرعة!»، كلمات ترددت على لسان كثير من الشعب المصري، خلال الأيام الماضية، وخاصة أنها تنتهي مع الاستخدام العادي أو المحدود أحيانًا، ولكن تتعدد التفسيرات بين استهلاك التطبيقات، وجود تحديثات أوتوماتيكية، أو حتى سياسات شركات الاتصالات في تقسيم الباقات.
وكشفت إحصائيات حديثة، عن أن إجمالي عدد خطوط الهاتف المحمول النشطة في مصر وصل إلى 116 مليون خط في مطلع عام 2025، بما يغطي ما يعادل 99% إجمالي السكان، وسجل عدد متصفحي الإنترنت 96.3 مليون فرد في مطلع عام 2025، مما يشير إلى أن معدل انتشار الإنترنت في مصر وصل إلى 81.9% من جملة السكان، وبلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي 50.7 مليون شخص في يناير 2025، وهو ما يعادل 43.1% من إجمالي السكان.
ومن جانبها، رصدت «النبأ»، بعض شكاوى المواطنين حول انتهاء باقة الموبايل بسرعة، حيث قال محمود، موظف: «أنا بستخدم الإنترنت في شغلي بس، واتساب وإيميلات، وبرغم كده الباقة بتخلص قبل نص الشهر، كل ما أكلم الشركة يقولوا التطبيقات هي السبب، مع إني قافل التحديثات الأوتوماتيكية».
ولم يختلف الحال كثيرًا مع أميرة، طالبة جامعية والتي قالت: «بحس إن الباقة بتطير من غير ما أفتح فيديوهات كتير، مجرد استخدام بسيط للفيسبوك والواتساب بيخلصها، المشكلة إن كل شوية أضطر أشحن إضافية وأسعارها غالية».
فيما قال حسن، صاحب محل: «أنا بدفع مبلغ كبير على الباقة الشهرية للموبايل وبستخدمها ساعات بسيطة وأنا خارج المنزل، لكن مش بتكمل معايا أكتر من أسبوع، الشركات دايمًا تبرر إن الاستهلاك عالي، مع إن نفس الاستخدام زمان كان بيكفي».
مع كثرة الشكاوي خرج الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، لتبرير السبب، قائلًا: متوسط سرعة الإنترنت في 2019 كان يبلغ 5 ميجابت، بينما ارتفع حاليًا إلى 70 ميجابت، مما أدى إلى زيادة دقة الفيديوهات التي يتم تشغيلها عبر الإنترنت.
وأضاف: «اليوم، 90% من الفيديوهات التي يشاهدها المستخدمون تكون بجودة عالية، وهو ما يؤدي إلى استهلاك أكبر للبيانات مقارنة بالسابق».
وفقا لجهاز تنظيم الاتصالات، فأن استهلاك الإنترنت المحمول سنويا يزداد بنسبة تصل إلى 74%، بينما في الإنترنت الأرضي ارتفع الاستهلاك بنسبة 29% ما يعكس الزيادة المستمرة في استهلاك البيانات، وهو ما يساهم في سرعة نفاد الباقات.
الأمر طبيعي
وفي هذا السياق، قال عصام بدر الدين، المدير التنفيذي للجنة النقابية لتجار الاتصالات والمحمول، ورئيس شعبة الاتصالات والمحمول بغرفة الجيزة سابقًا، إن هناك عادات خطأ لدى العديد من المواطنين تؤدي إلى سرعة نفاد الباقة الخاصة بالموبايل.
وأضاف -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-، أن من هذه العادات تحديثات «السوفت وير» والتي يصل حجمها لـ2 جيجا في بعض الهواتف مثل الآيفون، والتطبيقات الخاصة بالفيديوهات مثل التيك توك واليوتيوب والريلز في الفيسبوك وانستجرام والتي «تأكل الباقة» بطريقة غير طبيعة، بجانب أن دقة الصورة والفيديو تفرق في حجم الاستهلاك.
وأشار «بدر الدين»، إلى أن بعض العملاء يخرجون من الأبلكيشن ولكنه يظل مفتوح هو ما يسحب أيضًا من الباقة ولكن ليس بشكل كبير، بالإضافة إلى آخرين بتركون الفيديو يتم إعادته مرة واثنان وثلاثة دون انتباه هو أيضًا يعتبر استهلاك.
وتابع: «الموبايلات الحديثة في شركات أبل وسامسونج وأوبو والتي يصل الرامات فيها إلى 12 جيجا، والمساحة إلى 256 جيجا، تحتاج إلى باقات عالية وتسحب استهلاك كبير جدًا، حيث كلما كان هاتف حديث كلما ارتفع استهلاك الإنترنت».
وأكد أن الشركات توفر تطبيقات مخصصة لمتابعة استهلاك البيانات، مما يساعد المستخدمين في مراقبة حجم البيانات المستخدمة، في هذه التطبيقات وتمنح المستخدمين فكرة أفضل عن كيفية استهلاك الباقة، كذلك متاح في أعدادات الهاتف.
ونفى المدير التنفيذي للجنة النقابية لتجار الاتصالات والمحمول، وجود أي سرقة من شركات المحمول أو انخفاض حجم الـ«جيجات» التي تصل للمواطن عن الذي يشحنها، مؤكدًا أنه لم يرسل إليه أي شكاوى بهذا الشأن.
وأوضح أن الأمر يعتبر سوء استخدام وعدم وعي من قبل العملاء ولكن دون قصد، وهو ما يؤدي إلى سرعة نفاذ الباقة، وغضب المواطنين واعتقادهم بوجود خلل في شركات الاتصالات، ولكن الأمر طبيعي.
تطبيقات خفية
بدوره، قال الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن نفاذ باقات الإنترنت الخاص بالموبايل غالبًا ما يكون نتيجة لسوء استخدام ووجود تطبيقات خفية تساعد على زيادة الاستهلاك.
وأضاف -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-، أنه في الوقت الحالي أصبح جميع المواطنين يلجئون إلى تطبيقات الـ«AI»، مثل «chat GPT»، وهو ما يستهلك من باقة الإنترنت في الموبايل بشكل كبير.
وأشار «مصطفى»، إلى أن التطبيقات أيضًا الخاصة بالسوشيال ميديا مثل التيك توك، تسحب من استهلاك الباقة دون علم المواطن، نافيًا وجود أي خلل أو مشكلة في شركات الاتصالات.
وأوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، أن شركات الاتصالات، تتيح للعملاء معرفة حجم الاستهلاك الخاص بكل «أبلكشن» يتم تحميله على الموبايل، لافتًا إلى أن الاستهلاك معلوم ولا يمكن العب في حجمه من قبل الشركات.