بعد الحرب.. حقيقة محاولة البشير التواصل مع قوات الدعم السريع

حاول الرئيس السوداني السابق عمر البشير حاول مؤخرًا التواصل مع قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" عبر وسيط عسكري، غير أن الأخير رفض هذه المبادرة بشكل قاطع، حسبما نقلته قناة العربية، في تقرير مصور.
ووفق التقرير، فإن الخطوة عكست مساعي البشير، رغم عزله وإقامته المحدودة، للعودة إلى التأثير في المشهد السياسي والعسكري من خلال اتصالات غير رسمية مع قيادات عسكرية. لكن هذه المحاولات، حسب المصادر، اصطدمت برفض حميدتي الذي بات يمثل قوة مستقلة واسعة النفوذ.
عزلة متزايدة
التقرير أشار إلى أن البشير يعيش عزلة سياسية واضحة بعد فشل محاولاته في استعادة نفوذه داخل المؤسسة العسكرية، التي كانت أحد أعمدة حكمه قبل سقوط نظامه عام 2019. واعتُبر موقف حميدتي مؤشرًا على تغيّر موازين القوى في السودان، ورفض أي عودة لرموز النظام السابق.
دلالات الرفض
محللون اعتبروا أن رفض حميدتي يحمل رسائل داخلية وخارجية، مفادها أن المرحلة الحالية لا تسمح بعودة البشير أو غيره من رموز الماضي، وأن المشهد السوداني يعاد تشكيله وفق تحالفات جديدة بعيدة عن إرث النظام السابق.
أُطيح بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في أبريل 2019 بعد احتجاجات شعبية واسعة استمرت أشهرًا، لتطوي البلاد ثلاثة عقود من حكمه. ومنذ ذلك الحين، يواجه البشير عزلة سياسية وقضائية، حيث يُحاكم في قضايا فساد وانتهاكات، فيما تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
أما محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فقد برز كأحد أقوى الفاعلين في السودان عقب سقوط النظام، مستندًا إلى نفوذ قوات الدعم السريع، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الصراع الجاري منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.
هذا السياق يجعل محاولات البشير للعودة إلى الواجهة أكثر تعقيدًا، ويعزز عزلة رموز النظام السابق في ظل تغير موازين القوى داخل البلاد.