رئيس التحرير
خالد مهران

العلماء يكتشفون هرمون غامض مسؤول عن زيادة حالات التوحد

التوحد
التوحد

تشير دراسة إلى أن هرمون غير معروف، أساسي للتواصل الاجتماعي، قد يكون له صلة بطيف التوحد، حيث تُعد الصعوبات الاجتماعية، مثل تكوين صداقات وتفسير إشارات المحادثة، من أبرز علامات التوحد.

ولاستكشاف هذا الرابط، قام باحثون في إسبانيا بتعديل فئران وراثيًا لإحداث طفرة في جين Shank3، الذي يساعد على تنظيم والحفاظ على بنية الوصلات الخلوية المعروفة باسم المشابك العصبية.

وتم ربط طفرات جين Shank3 بالعديد من الاضطرابات العصبية الإدراكية، بما في ذلك مرض الزهايمر والتوحد، ومع ذلك، فإن الآلية الدقيقة لا تزال غير واضحة إلى حد كبير.

لكن الدراسة الجديدة، كشفت أن الفئران التي تحمل طفرات Shank3 لم تُفرز مستويات كافية من هرمون الفازوبريسين بشكل صحيح.

ما هو هرمون الفازوبريسين؟

الفازوبريسين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم توازن السوائل وضغط الدم، ومع ذلك، فهو يرتبط أيضًا بمسارين مختلفين للمستقبلات: أحدهما يُفسر الإشارات الاجتماعية والآخر يُسبب العدوانية، وكلاهما سلوكان غالبًا ما يُعاني منهما الأفراد المصابون بالتوحد.

ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج تُقدم أول دليل على كيفية تسبب طفرة جينية في مشاكل في التفاعلات الاجتماعية والتنظيم لدى الأشخاص المصابين بطيف التوحد.

كما اقترحوا أن استخدام أدوية قيد التطوير لتنشيط هذه المستقبلات بشكل منفصل لإنتاج هرمون الفازوبريسين قد يُحسّن التنشئة الاجتماعية دون التسبب في زيادة العدوانية.

وفي حين أنه من غير الواضح كيف ستُطبق هذه النتائج على البشر، إلا أنها قد تُمثل خطوة أولى نحو تطوير علاجات جديدة لتخفيف اضطرابات السلوك التوحدي.

وتمكن الباحثون من تحسين التفاعل الاجتماعي دون زيادة العدوانية، وهو أمر أساسي إذا كنا نفكر في علاج مستقبلي.

وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي يشهد فيه مرض التوحد ارتفاعًا في الولايات المتحدة، حيث وصل إلى طفل واحد من كل 31 طفلًا، مقارنةً بطفل واحد من كل 150 طفلًا في أوائل الألفية الثانية.

وأرجع الخبراء هذا الارتفاع بشكل كبير إلى تحسن قدرة الأطباء على تشخيص الحالة، وزيادة الاهتمام بفئات كانت مهملة سابقًا، مثل الفتيات والبالغين.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن 40 إلى 80% من خطر الإصابة بالتوحد وراثي، وأن ما يصل إلى حالة واحدة من كل خمس حالات مرتبطة بطفرات في جين واحد.

نُشرت الدراسة في يوليو في مجلة Nature Communications، حيث عدّلت الفئران لتصبح حاملةً لطفرات Shank3، وأخضعتها لسلسلة من الاختبارات السلوكية والاجتماعية، بما في ذلك التجوال الحر، والتفاعل الفردي مع فئران أخرى، وإدخال فأر جديد إلى محيطها.

وأظهرت الفئران المعدلة وراثيًا انخفاضًا في السلوكيات الاجتماعية الطبيعية، مثل استكشاف محيطها أو التفاعل مع فئران أخرى، مقارنةً بالفئران غير الحاملة للطفرات الجينية.

ووجد الباحثون أن الفئران المعدلة وراثيًا لديها عدد أقل من الخلايا العصبية التي تُفرز الفازوبريسين. تُفرز هذه الخلايا العصبية عادةً الفازوبريسين في الحاجز الجانبي، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن تنظيم السلوك الاجتماعي والقلق والخوف.

بالإضافة إلى ذلك، ولأن مسار الفازوبريسين هذا أكثر تطورًا لدى الذكور، قال الباحثون إن هذا قد يفسر سبب شيوع التوحد لدى الذكور أكثر من الإناث.

وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن حوالي 5% من الأولاد يُشخصون بالتوحد مقارنةً بـ 1.4% من الفتيات، أي بزيادة قدرها 3.4 أضعاف.