رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة: الختم على القلوب والأسماع تحذير من بلوغ درجة لا يُرجى بعدها الرجوع

على جمعة
على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل وصف القلوب في القرآن الكريم بصفات متعددة، منها الختم، والطبع، والران، والقفل، مشيرًا إلى أن كل واحدة من هذه الصفات تحجب القلب عن إدراك معنى معين، وتُعد تحذيرًا من الوصول إلى حالة من الانغلاق الروحي يصعب معها الرجوع إلى الإيمان.

وأوضح علي جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} يدل على أن الختم وقع على القلوب والأسماع، بينما الأبصار عليها غشاوة، وهي حالة من الحجب لا تصل إلى الإغلاق التام كالختم.

الختم على القلوب والأسماع 

وأضاف أن معنى "الختم" هو الإغلاق الكامل الذي لا يُفتح إلا بإذن صاحبه، وهو تعبير عن حالة من الكفر الشديد، والإصرار على العناد، والأذى للناس، حتى يُختم على القلب بالسوء، والعياذ بالله، فلا يعود صاحبه قادرًا على الاستجابة لنداء العقل أو الفطرة أو النصيحة.

وأشار إلى أن قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} يُظهر أن هناك درجة من الكفر لا يستطيع الإنسان بعدها أن يعود، حتى لو أراد، مؤكدًا أن هذا التحذير موجه للناس جميعًا كي لا يُستدرجوا إلى تلك المرتبة المنحطة.

وأكد علي جمعة أن الغشاوة على الأبصار هي نتيجة العناد واستمرار الكفر، وهي لا تمنع الرؤية تمامًا، لكنها تحجب الحقائق عن الإدراك السليم، فلا يرى الإنسان الحق حقًا، ولا يقرأ الوقائع قراءة صحيحة، ولا يحللها تحليلًا سليمًا.

وختم حديثه بدعوة الإنسان إلى الإفاقة قبل أن يُغلق عليه باب العودة، قائلًا: "إذا خُتم على قلبك، خُتم على سمعك، فلا تستجيب للنصيحة، ولا لنداء العقل، ولا للفطرة، فتورد نفسك موارد الهلاك في الدنيا والآخرة. نسأل الله السلامة."