رئيس التحرير
خالد مهران

ضحايا الشهرة..

أسرار انتشار عمليات النصب على الشباب داخل مكاتب «الكاستينج» باسم التمثيل

النبأ

شهدت الساحة الفنية في مصر -خلال الفترة الأخيرة- انتشارا لعدد كبير من مكاتب الكاستينج التي تقدم نفسها كوسيط موثوق للحصول على فرص تمثيل لكن خلف هذا الواجهة يظهر جانب مظلم من المكاتب الوهمية التي تستغل طموحات الشباب وتطلب منهم مبالغ مالية مقابل وعود غير واقعية.

هذه الظاهرة أثارت قلق كثير من المهتمين والمختصين ودفع الجهات الأمنية والنقابية إلى تحركات مستمرة لمواجهة هذا التحدي وحماية الممثلين الطموحين من الوقوع ضحايا.

بلاغات متكررة ومداهمات أمنية

رصدت الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية عدة بلاغات ضد مكاتب كاستينج غير مرخصة تعمل دون رقابة قانونية.

ففي أحد أبرز الوقائع مؤخرا تم القبض على سيدة تدير مكتبا بمنطقة العجوزة كانت تقوم بتصوير مشاهد تمثيلية بمعدات مخالفة دون الحصول على ترخيص من الجهات المعنية.

تم مداهمة وإغلاق عدد كبير من تلك المكاتب الوهمية خلال السنوات الأخيرة على مستوى الجمهورية ما بين كيانات تعمل من خلال مقار على أرض الواقع وأخرى تستقطب ضحاياها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كيانات معروفة وأخرى وهمية

تتراوح خريطة مكاتب الكاستينج في مصر ما بين كيانات معروفة تتعامل مباشرة مع شركات الإنتاج وأخرى وهمية.

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر أن عدد المكاتب المعروفة والموثوق فيها لا يتجاوز عددها بضع عشرات وتعمل بتنسيق مباشر مع شركات الإنتاج الكبرى وتلعب دور الوسيط لتوفير الكومبارس والمجاميع وأصحاب الأدوار الصغيرة.

في المقابل تنتشر كيانات وأشخاص وهمية يقدر عددهم بالمئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقومون بنشر إعلانات لاستغلال أحلام الشباب للمشاركة في الأعمال الفنية مقابل دفع مبالغ مالية تحت ستار «رسوم استمارة» أو «فتح ملف» بقيم تتراوح ما بين 100 إلى 300 جنيه، وتصريح نقابة مزعوم بقيمة تتراوح ما بين 600 إلى 1500 جنيه، ورسوم أخرى لضمان الحضور والتصوير وتصل إلى 5000 أو 7000 جنيه.

وأوضحت المصادر، أن تلك الأموال يتم دفعها عبر المحافظ الإلكترونية ليقوم عقب ذلك المحتال بغلق هاتفه والاختفاء.

المكاتب المعروفة وتفاوت الأجور

تتعامل شركات الإنتاج مع مكاتب الكاستينج المعروفة لتوفير المجاميع وتقوم بمنح المكتب ميزانية محددة، مثالا نصف مليون جنيه لتصوير مشهد جماعي في جامعة، بينما لا تتدخل في الأجور الفردية لكل كومبارس، وهو ما يؤدي ذلك إلى تفاوت كبير في الأجور رغم توحد المهمة والمشهد وهنا نجد مكتب يقوم بدفع 200 جنيه للمجاميع في اليوم، بينما آخر يعطي 400 أو حتى 600 جنيه في اليوم رغم أن كليهما تعاقد على نفس المشهد.

أما في حالة الممثل الذي يؤدي دورا متكلما في خط درامي فإن المنتج يوقع معه عقدا مباشرا ويحصل المكتب على نسبة تصل إلى 40% من أجره كمقابل لفرصة العمل دون أن يتحمل الممثل أي رسوم لاختبارات أو ترشيحات.

ضحية يروي تجربته

من جانبه روى الشاب سيد سليم، -ممثل صاعد تلقى تدريبه في إحدى ورش نقابة المهن التمثيلية- تفاصيل تعرضه لعمليات نصب متكررة من قبل جهات وهمية تزعم توفير فرص للعمل في المجال الفني في حين أن هدفها الحقيقي هو تحصيل الأموال من الشباب الحالمين.

وقال «سليم» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-: «أنا ممثل وأخدت ورشة نقابة المهن التمثيلية وبقالى فترة بدور على فرصة لكن للأسف بقينا عرضة لأي نصاب خصوصا بعد ما بقوا كتير في المجال ده وبيستغلوا حلم الناس وطموحهم علشان يلموا فلوس».

وأوضح أنه قبل أيام صادف منشورا على أحد جروبات الكاستينج عبر «فيسبوك» من شخص يدعى «أ.ع» يطلب فيه ممثلين للمشاركة في عمل فني فتواصل معه عبر الرسائل الخاصة وطلب منه الشخص إرسال 100 جنيه كاستمارة تقديم.

وتابع: «اكتشفت بعدها إنه نفس الشخص اللي كلمني من قبل على نفس الرقم وقال لي إن فيه مسلسل اسمه المداح وطلب مني 600 جنيه علشان يطلعلي تصريح من النقابة، ومن سلامة نيتي بعت له المبلغ لأني كنت عايز أشتغل لكنه أخد الفلوس وعمل لي حظر».

وأشار «سليم» إلى أنه تعرض لمحاولة نصب جديدة في نفس اليوم قائلا: «لقيت واحد تاني كاتب منشور كلمني على الخاص وقال لي مبروك أنت معانا في مسلسل اسمه ابن النادي وهتصور 5 مشاهد في 3 أيام، وبعد شوية طلب مني ادفع  1200 جنيه علشان يضمن إني هاجي وقالي بعد ما تشتغل الدور وتخلص الفلوس هترجعلك أنا قولتله لا شكرا مع ألف سلامة».

وأضاف: «أنا عارف إن اللي بيشتغل بياخد فلوس مش بيدفع وأنا حتى مستعد اشتغل من غير أجر نفسي بس أحقق حلمي مش كل شوية حد ياخد مني فلوس».

وأكد أنه ليس الضحية الوحيدة، مشيرا إلى أن الكثير من زملائه تعرضوا لنفس المواقف.

وقال: «أنا أصلا من بورسعيد وببيت في الشارع في القاهرة علشان أتعلم وأدور على فرصة وفي الآخر ألاقي ناس تشتغلني بالشكل ده».

وتساءل عن دور النقابة في حماية الشباب قائلا: «الدكتور أشرف زكي كان قال في تصريحات قبل كده إن اللي هياخد ورشة نقابة هيشتغل وهياخد تصريح نقابي.. طب فين الكلام ده؟! هو كله تحصيل فلوس وخلاص؟! نفسي أقابل النقيب وأقوله ليه سبتنا نكون عرضة لأي لاي حد ينصب علينا».

واختتم حديثه قائلا: «أنا اتعلمت على إيد الدكتور محمد عبد الهادي وده من أكبر مدربي التمثيل في الوطن العربي واشتغلت معاه في الورشة وعملنا مشروع تخرج ودفعت فيها 3،000 جنيه، أنا معنديش مشكلة أدفع بس ألاقي شغل في الآخر مش أفضل أدفع وكل حاجة يا إما وسايط يا إما نصاب».

مكاتب النصب

من جانبه، حذر الريجيسير إبراهيم عمران، أحد أقدم العاملين في مجال الكاستينج بمصر، من انتشار ظاهرة مكاتب الكاستينج الوهمية التي تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد «عمران» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن هناك من ينشئ صفحة على السوشيال ميديا ويعلن عن مكتب كاستينج في منطقة معينة ويتواصل معه الشباب من القاهرة أو الأقاليم ويطلب منهم تحويل مبالغ مالية عبر فودافون كاش مقابل وعود بالتمثيل وهذا نصب واضح يستغل حلم الناس البسيطة.

وأضاف: «المشكلة أن الناس غلابة ومش فاهمة فبيصدقوا وبيبعتوا فلوس وفي الآخر يكتشفوا إنهم اتنصب عليهم وده حصل كتير الشغلانة باظت بسبب الشللية وغياب الرقابة والمصنفات الفنية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن مكاتب الكاستينج مش نقابة المهن التمثيلية».

وتابع: «أنا بقالي 50 سنة في المجال وعدد المكاتب المحترمة في السوق لا يتجاوز 10 مكاتب أما المكاتب غير المرخصة فتتراوح بين 15 و20، وفيه عدد كبير من المكاتب الوهمية اللي بتشتغل عن طريق سماسرة».

وأشار إلى أن «المكاتب الكبيرة والمعروفة لا تطلب ولا مليم من الممثل بالعكس هي بتشغله وتاخد نسبة من شركة الإنتاج لكن إن حد يطلب منك فلوس علشان تشتغل أو يطلعلك تصريح ده نصب علني».

وكشف تلقيه شكاوى كثيرة من ضحايا قائلًا: «ناس اتنصب عليهم في 3000 جنيه وناس في 5000 وجاتلي أم معاها طفل صغير كانت بتكلمني بتعيط وقالتلي إن فيه حد طلب منها 750 جنيه علشان يطلع تصريح من النقابة قولتلها دول نصابين ومفيش حاجة اسمها تصريح بفلوس».

وأوضح أن «أي مكتب كاستينج محترم عنده قاعدة بيانات وداتا مش هيطلع ينشر إعلان على فيسبوك يقول أنا عايز ممثلين أو ممثلات اللي بيعمل كده نصاب وهدفه يلم فلوس من الناس وبعد كده بيقفل تليفونه ويختفي».

واختتم حديثه قائلًا: «أنا بنفسي طلعت في برامج فضائية وقلت للناس احذروا النصب لأن اللي بيحصل ده بيسيء للمهنة وخلى الزملاء المحترفين في المجال يخبطوا في بعض بسبب الفوضى والنصابين اللي شوهوا شغلانة الكاستينج».

تحذيرات متكررة

وأصدرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، في مناسبات عدة تحذيرات من مكاتب الكاستينج والكيانات غير الرسمية التي تستغل حلم الشهرة لدى الشباب، مؤكدة أنها لا تعترف بتلك الورش أو المكاتب.

وأوضحت أن هذه الكيانات تمارس النصب باسم التمثيل وتسيء إلى المهنة وتبتز البسطاء ماليا بدعوى استخراج تصاريح وهمية.

وشددت النقابة أنها لا تعترف بأي ورش أو مكاتب تدّعي قدرتها على منح تصاريح عمل وأن أي جهة تقوم بذلك تعرض نفسها للمساءلة القانونية، موضحة أن الجهة الوحيدة المخولة بمنح تصاريح التمثيل هي النقابة ذاتها عبر إداراتها وورشها الرسمية فقط.

رد النقابة

ومن جانبه قال الفنان أحمد سلامة عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، إنّه لا توجد مكاتب كاستينج مرخصة وإنما توجد فقط مكاتب تتعاون مع النقابة من خلال الاستعانة بأعضاء النقابة ولكن هذا في الأساس ممنوع لأن هناك جهات تعليمية معتمدة مثل أكاديمية الفنون «المعهد العالي للفنون المسرحية».

وأضاف «سلامة» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-: «أنا مقدرش أتعامل مع مكتب كاستينج غير اللي بيستعين بأعضاء النقابة».

وتابع «سلامة» حديثه متحدثا عن أزمة تشغيل الحاصلين على ورش نقابة المهن التمثيلية قائلًا: «خريجي الورشة ليس لهم تصريح مفتوح ولكن لو في شغل وهم مطلوبين ممكن ياخدوا تصريح عادي».

واستكمل: «لكن ده بيختلف عن البلوجر لأنه بقى مشكلة كبيرة المنتج بيجيب البلوجر علشان عنده 15 أو 20 مليون متابع وبيستعين بيه علشان العمل يتشاف ومادام هو جايبه علشان المشاهدة فا يدفع مقابل التصاريح  مليون جنيه».

واختتم: «هذا مختلف تماما عن الشخص العادي الراغب في التمثيل لأن ده بيكون اختيار المخرج وعندنا نسبة 10% من عدد المشاركين في العمل ممكن يشتغلوا بتصاريح من المخرج وشركات الانتاج لكن متجبش بلوجر لأننا بندافع عن المهنة».

بيزنس ضخم

بينما يرى الناقد الفني أمين خيرالله، أن هناك تداخلا كبيرا بين مكاتب الكاستينج وورش تعليم التمثيل، موضحا أن مكاتب الكاستينج أصبحت بديلا عن «الريجيسير» الذي كان يرشح الفنانين في الماضي وأصبح الكاستينج دايركتور حاليا هو من يرشح الممثلين ويدير الورش في نفس الوقت.

وأضاف «خيرالله» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن البعض من الكاستينج دايركتورز باتوا يعلنون عن تنظيم ورش تدريبية ويعدون المتدربين بفرص للمشاركة في أعمال فنية، لافتًا إلى أن «من بين 15 مشاركًا في الورشة لا يعمل سوى اثنين أو ثلاثة فقط»، أما الباقي فلا يحصلون على أي فرص حقيقية في ظل التوسع الكبير في عدد الورش ووجود مدربين غير مؤهلين أو غير دارسين.

وأضاف: «الموضوع أصبح بيزنس ضخم فأي شخص يرغب في دخول المجال يبحث عن كاستينج دايركتور ليلتحق بورشة تمثيل دون التحقق من كفاءة المدرب أو جدوى الورشة التي قد لا يديرها صاحب المكتب بنفسه بل يستعين بمدرب خارجي».

وأكد أن الورشة قد تكون مفيدة للموهوبين فقط لكنها لا تصنع الموهبة، مشيرا إلى أن نقابة المهن التمثيلية دخلت أيضا على خط تنظيم الورش بعد أن رأت أن هناك عائدًا ماليًا جيدًا منها لكنها لا ترغب في وجود منافسة من الخارج وهو أمر «غير لطيف» -حسب وصفه-، مضيفًا: «النقابة لها حق الإشراف وليس الاحتكار».

وأشار إلى أن «النقابة من حقها أن تراجع أوراق القائمين على الورش وتتأكد من أنهم أعضاء نقابيون، دون أن تمنع إقامة الورش»، موضحا أن هناك مدربين كبار في مصر مثل الدكتور محمد عبد الهادي من أبرز مدربي التمثيل في الوطن العربي ولهم الحق في العمل بشكل مستقل.

وفيما يخص مكاتب الكاستينج، قال «خيرالله» إنها نوعان، الأول عدد محدود من المكاتب المحترفة التي تعمل بالعلاقات المباشرة والثاني هو الأغلبية وهم أصحاب المكاتب غير المرخصة الذين يستغلون الشباب ماديا من خلال تصويرهم وأخذ مبالغ صغيرة منهم، لكنها تُكوِّن مبالغ ضخمة عبر عدد كبير من الضحايا دون توفير فرص عمل حقيقية لهم.

وتابع: «هناك نوع آخر من النصب حين يكتشف المكتب أن المتقدم ميسور الحال فيطلب منه مبالغ مالية كبيرة نظير ترشيحه وهذا استغلال مرفوض تمامًا».

وأشار إلى أن بعض الكاستينج دايركتورز يستغلون علاقاتهم الشخصية مع المنتجين ويعدون المتدربين بالترشيح أثناء الورشة لكن في النهاية لا يتم ترشيح سوى عدد محدود للغاية مؤكدا أن «الفيصل في هذا المجال هو الموهبة الحقيقية فقط».

وضع فاضح

فيما يرى الناقد الفني عماد يسري، أن مهنة «الكاستينج دايركتور» لم تكن تُعرف بهذا الاسم في الماضي بل كانت تعرف بمهنة «الريجيسير» مشيرا إلى أنه عاصر تلك المرحلة قبل ظهور المسميات الحديثة.

وأضاف «يسري» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن أشهر الريجيسيرات في تاريخ السينما المصرية كان قاسم وجدي الذي بدأ مع بداية عصر التلسينما، وكذلك علي وجدي وأسماء كثيرة مثل أحمد حسن الذي توفي مؤخرًا وأحمد تركي وغيرهم الفنانين الكبار المعروفين حاليًا بدأوا من خلال تلك المكاتب حيث كانوا يتركون صورهم ثم تطور الأمر لاحقًا إلى تصوير فيديوهات تُعرض على المخرجين.

وأوضح أن تغيير مسمى المهنة من ريجيسير إلى كاستينج دايركتور كان مجرد تجميل للمظهر الخارجي للمهنة لكن المضمون ظل كما هو، مشيرا إلى أن بعض هذه المكاتب كانت تُستغل في أنشطة غير قانونية منذ فترة مثل استقطاب الفتيات لمجال الدعارة وغسيل الأموال.

وقال: «أنا شخصيا تابعت قضايا لمكاتب من هذا النوع لكن مع الوقت بدأت نقابة المهن التمثيلية تتدخل وتُحكم السيطرة على الأمر خاصة بعدما أصبح الوضع فاضحًا وتم تقنين عدد المكاتب وأصبحت أقل انتشارًا مما كانت عليه في الماضي».

وتابع: «للأسف تراجع الإنتاج السينمائي والدرامي حاليًا أثر بالسلب على هذه المكاتب فلم تعد هناك نفس المساحة للعمل كما كان في الماضي ولا حتى في مجال الإعلانات لأن مكاتب الريجيسير كانت بالأساس معنية بتوفير موديلات للإعلانات والديفيليهات وليس فقط للأفلام والمسلسلات وكان لها طبيعة مختلفة».

وفيما يتعلق بأزمة خريجي ورش نقابة المهن التمثيلية أكد «يسري» أن النقابة لم تعد أي خريج من الورش بالحصول على فرصة عمل، مشيرًا إلى أن الورش تُعد تدريبية فقط مثلها مثل الدراسة في معهد الفنون المسرحية والذي لا يضمن بدوره العمل للخريجين.

واختتم حديثه قائلا: «لو كانت النقابة قادرة على توفير فرص عمل لبدأت أولًا بتشغيل أعضائها الأساسيين والنقيب كان واضحا منذ البداية في هذا الشأن».

الفنان أحمد سلامة

477

الناقد الفني أمين خيرالله

481

الناقد الفني أمين خيرالله

480

الريجيسير إبراهيم عمران

479