وعكة صحية تُفاجئ قاضي لجنة انتخابية بدمياط.. والمستشار تحت الملاحظة بالمستشفى

في مشهد مؤثر يعكس حجم الضغط الذي يتحمله المشرفون على العملية الانتخابية، تعرّض أحد المستشارين المشرفين على لجنة فرعية بمحافظة دمياط لوعكة صحية مفاجئة، أثناء إشرافه على التصويت في آخر ساعات اليوم الانتخابي، وتم نقله على الفور إلى أحد المستشفيات لتلقي الرعاية اللازمة.
وأكد المستشار محمود صلاح الدين، رئيس اللجنة التي شهدت الواقعة، أن زميله القاضي تعرّض لهبوط حاد في الدورة الدموية، نتيجة الإرهاق الشديد وعدم تناوله أي طعام أو سوائل منذ بداية اليوم، بالإضافة إلى التزاحم الكبير داخل اللجنة من قِبل المواطنين في الساعة الأخيرة قبل غلق صناديق الاقتراع.
وأوضح أن المستشار المصاب كان يؤدي عمله بكامل الانضباط والمهنية، غير أن الإقبال المفاجئ والتكدس تسبب في حالة من الضغط الجسدي والنفسي الشديد، ما أدى إلى فقدانه التوازن، ليتم التعامل مع الموقف بسرعة من قبل فرق الإسعاف، التي نقلته إلى المستشفى حيث لا يزال تحت الملاحظة الطبية.
وتأتي هذه الواقعة بالتزامن مع تسجيل لجان عدة في مدينة الزرقا ومراكز دمياط الأخرى، إقبالًا ملحوظًا من الناخبين، خاصة في الساعات الأخيرة من اليوم الثاني للتصويت في انتخابات مجلس الشيوخ، ما خلق ضغطًا كبيرًا على أعضاء الهيئات القضائية والموظفين الإداريين، وسط أجواء من الحماس والمشاركة المجتمعية.
وطالبت جهات قضائية ومحلية بضرورة إعادة النظر في آليات تنظيم دخول المواطنين إلى مقار اللجان، منعًا للتكدس المفاجئ، والعمل على توفير بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا للمشرفين، خصوصًا مع طول ساعات العمل وارتفاع درجات الحرارة.
كما صدرت توجيهات من جهات الإشراف العليا بتوفير سيارات إسعاف مجهزة بالقرب من المقرات الانتخابية، وتخصيص فترات راحة دورية للقضاة والموظفين، خاصة في اللجان ذات الكثافة المرتفعة، مع ضرورة التأكد من وجود أدوات الإسعاف الأولي داخل كل لجنة فرعية تحسبًا لأي طارئ صحي.
من جهتهم، أعرب عدد من المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم الكامل للمستشار المصاب، داعين له بالشفاء العاجل، وموجهين التحية لكل القضاة ورجال الدولة القائمين على إدارة العملية الانتخابية، مؤكدين أن ما يتحملونه من ضغوط يُجسّد الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن.
وتعكس هذه الواقعة الجانب الإنساني لما يحدث خلف الكواليس خلال الانتخابات، حيث يقف رجال القضاء على مدار ساعات طويلة لضمان سير العملية بكل نزاهة وشفافية، ويواجهون تحديات ميدانية حقيقية تستدعي المزيد من الرعاية والدعم.
وبينما تتواصل عمليات التصويت حتى اللحظات الأخيرة، يظل الأمل قائمًا في أن تُستكمل العملية الانتخابية بسلام، وأن يستعيد المستشار المصاب عافيته سريعًا ليعود إلى ميدان عمله، وسط دعوات المواطنين وتضامنهم الكامل معه.