الجيش السوداني يقضي على قيادي بارز بالدعم السريع في كردفان

لقي الجنرال التاج يوسف أبو كدير، المعروف بلقب "فولجانق"، مصرعه يوم الأربعاء، إثر غارة جوية نفذتها طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني استهدفت موقعًا لقوات الدعم السريع في مدينة أبو زبد بولاية غرب كردفان، في تطور لافت ضمن التصعيد العسكري المتواصل في إقليم كردفان، حسب صحيفة "سودان تريبيون" السودانية.
واستهدفت الغارة الجوية استهدفت فولجانق أثناء وجوده في المنطقة، وأسفرت أيضًا عن مقتل قياديين بارزين آخرين من مجموعة الدعم السريع (13)، هما الصادق حميدان حمودي وحسين عيسى.
وتقود المجموعة (13) بقيادة فولجانق عمليات ميدانية واسعة النطاق، وقد لعبت دورًا محوريًا في المعارك التي اندلعت في جنوب الخرطوم منذ بداية الحرب، لا سيما في الهجمات التي استهدفت سلاح الإشارة، وسلاح المدرعات، ومقر شرطة الاحتياطي المركزي.
ومع تراجع نفوذ قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم خلال الأشهر الأخيرة، انسحب فولجانق بقواته إلى غرب كردفان، واتخذ من مدينة الفولة مقرًا له.
وتشير معلومات استخباراتية إلى أنه تولى لاحقًا تنسيق عمليات تهريب الوقود، والسلع الغذائية، والعتاد العسكري من جنوب السودان، عبر سوق "النعّام" الحدودي، لتأمين الإمدادات لمليشيات الدعم السريع في الإقليم.
ويُعد فولجانق من أبرز القادة المنتمين إلى قبيلة المسيرية ضمن صفوف الدعم السريع، إلى جانب كل من حسين برشم، الذي فُرضت عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي بسبب ارتكابه انتهاكات متزامنة مع اندلاع الحرب، والعقيد صالح الفوتي، قائد محور بابنوسة، والعقيد التاج التجاني، قائد قطاع غرب كردفان.
وكان فولجانق قد ظهر في تسجيل مصور قبل يومين فقط من مقتله، بالقرب من مدينة الأبيض، محاطًا بعدد كبير من مقاتليه، مهددًا باجتياح عاصمة شمال كردفان، في ما بدا أنه استعراض للقوة ورسالة تحدٍ للجيش.
إثر مقتله، سادت حالة من التوتر والانقسام داخل صفوف قوات الدعم السريع في كردفان، حيث تبادل عناصرها الاتهامات حول الجهة المسؤولة عن تسريب تحركات القائد القتيل. ووجه أحد القادة الميدانيين اتهامًا مباشرًا لعناصر استخباراتية "مزروعة" داخل صفوف الدعم السريع، بالضلوع في رصد وتصوير تحركات فولجانق خلال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى تحديد مكانه واستهدافه بدقة.
وتأتي هذه العملية في سياق تصعيد واضح للطيران الحربي التابع للجيش، والذي كثف خلال الفترة الأخيرة غاراته على عدد من مدن إقليم كردفان، مستهدفًا مواقع استراتيجية للدعم السريع، وهو ما أوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المليشيا، لكنها تسببت أيضًا في سقوط ضحايا مدنيين.