رئيس التحرير
خالد مهران

هل يمكن علاج السرطان بعصير البروكلي؟

البروكلي
البروكلي

تُعدّ جرعات عصير البروكلي أحدث صيحة في عالم العافية تجتاح عالم الرياضيين المحترفين، وقد لفتت انتباه رواد الصالات الرياضية وممارسي رياضة الجري أيضًا.

وقد تصدّرت هذه الجرعات علامات تجارية مثل نوميو، التي أطلقت خلطة علمية مُعدّة من براعم البروكلي الصغيرة وعصير الليمون والسكر كمكمل غذائي رياضي.

وقد لاقى هذا العصير استحسانًا كبيرًا في عالم الرياضيين المحترفين، بمن فيهم عدّائي المسافات الطويلة، وبطل العالم الدنماركي في ركوب الدراجات مادس بيدرسن، والعداء السويدي أندرياس ألمغرين.

وطوّر خبراء من معهد كارولينسكا والمدرسة السويدية للرياضة والصحة في ستوكهولم مشروب نوميو، ويكمن سرّه في احتوائه على نسبة عالية من مادة تُسمى إيزوثيوسيانات (ITC).

وهذه مركبات عضوية موجودة في خضراوات مثل البروكلي، تساعد على مكافحة تراكم حمض اللاكتيك، وهو نفايات طبيعية تتراكم في العضلات أثناء التمرين.

وتُشير الدراسات التي أجرتها الشركة إلى فعاليتها، ففي إحدى الدراسات، أعطى العلماء مجموعة من المتطوعين جرعة من Nomio ومجموعة أخرى دواءً وهميًا.

وأُعطي المتطوعون مشروباتهم صباحًا ومساءً، بالإضافة إلى جرعة إضافية قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من ممارسة تمارين مُختلفة.

كانت هذه التجربة "مزدوجة التعمية"، أي أن العلماء والمتطوعين لم يكونوا على دراية بما إذا كانوا قد حصلوا على الجرعة الحقيقية أم الدواء الوهمي.

نتائج الدراسة

في النهاية، أظهرت النتائج أن من تلقوا الحقنة تحسن أدائهم الرياضي، وتحديدًا انخفاضًا بنسبة 12% في مستويات حمض اللاكتيك وانخفاضًا بنسبة 10% في علامات الإجهاد على الجسم نتيجة ممارسة الرياضة.

ولكن هذه ليست الفائدة الصحية الوحيدة المرتبطة بالبروكلي، إذ ربطت أبحاث سابقة تناوله بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان.

في حين أن مصنعي نوميو لا يدّعون أي علاقة بين منتجهم وخطر الإصابة بالسرطان، إلا أن العديد من الأبحاث تشير إلى وجود صلة.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة إسبانية، نُشرت العام الماضي، وشملت أكثر من 1.5 مليون شخص، أن الأفراد الذين تناولوا المزيد من البروكلي كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين الثلث والخمس.

ووجدت دراسة صينية، نُشرت أيضًا في عام 2024، أن تناول البروكلي بانتظام أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 40%، على الرغم من أن الفوائد لا تزال ملحوظة حتى مع انخفاض مستويات الاستهلاك.

تُضاف هذه الدراسات الحديثة إلى عقود من الأبحاث التي تشير إلى أن تناول هذه الخضراوات من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًا يُمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدراسات التي تُوضح كيف يُمكن لتناول البروكلي أن يُقلل من خطر الإصابة بالسرطان لها حدود.