رئيس التحرير
خالد مهران

دار الإفتاء تكشف عن حوار وحديث أهل النار والجنة

دار الإفتاء
دار الإفتاء

ردّت دار الإفتاء المصرية على استفسار ورد إليها حول تعارض ظاهرٍ بين آيتين قرآنيتين، تتحدثان عن أهل الجنة والنار؛ حيث ورد في سورة الأعراف أن أصحاب الجنة يخاطبون أهل النار، بينما تنفي آية في سورة الأنبياء سماع أهل النار بقوله تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾.

حديث  أهل النار والجنة

وأوضحت الإفتاء أن هذا ليس من باب التناقض، بل يعكس اختلاف الأحوال والمراحل التي يمر بها أهل النار يوم القيامة، مشيرةً إلى أن القرآن الكريم محكم، لا يأتيه الباطل، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ۞ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت: 41-42].

وبيَّنت الدار أن أهل النار قد يُحشَرون أحيانًا صُمًّا وبُكْمًا وعُمْيًا، كما ورد في قوله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ [الإسراء: 97]، وأحيانًا يُسمعهم الله تعالى نداء أهل الجنة، كما ورد في سورة الأعراف، وهو نداء توبيخ وتقرير.

واستشهدت بما نُقل عن ابن مسعود رضي الله عنه حول خلود أهل النار في توابيت من نار، ما يجعلهم في عزلة سمعية تامة عن غيرهم، ويظنون أنهم وحدهم المعذَّبون، في تأكيد على أن عدم السماع يعني الحرمان من سماع ما ينفعهم أو يخفف عنهم.

كما نوَّهت إلى رأي الإمام أبو مسلم الأصفهاني، الذي يرى أن الضمير في "لا يسمعون" قد يعود إلى المعبودين من دون الله، وليس إلى أهل النار، فيكون المعنى أن المعبودين لا يسمعون استغاثات من عبدوهم، وهذا لا يتعارض مع حوار الجنة والنار الذي ورد في سورة الأعراف.