علي جمعة يكشف عن مكان وشكل الدابة

كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن مكان خروج الدابة، التي تكلم الناس قبل يوم القيامة، والتي تُعد من علامات يوم القيامة، حيث تخرج دابة تكلم الناس بلغتهم، وخروجها يعتبر علامة خطيرة، وذلك لانغلاق باب قبول التوبة والإيمان بظهورها.
مكان خروج الدابة وعلامة يوم القيامة
وقال الدكتور علي جمعة عن مكان خروج الدابة إن: "العلماء اختلفوا في حقيقة الدابة وهيئتها، اختلفوا كذلك في موطن خروجها في مكان خروج الدابة إلى عدة أقوال".
وأوضح على جمعة أن "القرطبي قال: (واختلف من أي موضع تخرج، فقال عبد الله بن عمر: تخرج من جبل الصفا بمكة؛ يتصدع فتخرج منه. قال عبد الله ابن عمرو نحوه وقال: لو شئت أن أضع قدمي على موضع خروجها لفعلت وروي في خبر عن النبي، صلى الله عليه وسلم: (إن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى، وإنها تخرج من الصفا فتسم بين عيني المؤمن هو مؤمن سمة كأنها كوكب دري، وتسم بين عيني الكافر نكتة سوداء كافر)
وأكد علي جمعة "ذكر في الخبر أنها ذات وبر وريش؛ ذكره المهدوي. وعن ابن عباس أنها تخرج من شعب فتمس رأسها السحاب ورجلاها في الأرض لم تخرجا، وتخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام".
دابة الأرض تخرج ثلاث خروجات
وقال علي جمعة: "عن حذيفة: تخرج ثلاث خرجات؛ خرجة في بعض البوادي ثم تكمن، وخرجة في القرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء، وخرجة من أعظم المساجد وأكرمها وأشرفها وأفضلها، الزمخشري: (تخرج من بين الركن حذاء دار بني مخزوم عن يمين الخارج من المسجد؛ فقوم يهربون، وقوم يقفون نظارة. وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة).
وأشار علي جمعة إلى أنه "روي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنور نوح عليه السلام؛. وقيل: من أرض الطائف؛ قال أبو قبيل: ضرب عبدالله بن عمرو أرض الطائف برجله وقال: من هنا تخرج الدابة التي تكلم الناس وقيل: من بعض أودية تهامة؛ قال ابن عباس، وقيل: من صخرة من شعب أجياد؛ قال عبدالله بن عمرو. وقيل: من بحر سدوم؛ قال وهب بن منبه. ذكر هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة الماوردي في كتابه".
وذكر البغوي أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز، قال: (حدثنا علي بن الجعد عن فضيل بن مرزوق الرقاشي الأغر - وسئل عنه يحيى بن معين فقال ثقة- عن عطية العوفي عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها)، تفسير القرطبي.
علاقة خروج دابة الأرض بمكة
ويوضح الدكتور علي جمعة أنه "يمكن أن نجمل الأقوال السابقة في قولين، الأول: أنها تخرج من جبل الصفا أو من المسجد الحرام بمكة المكرمة؛ الثاني: أن لها خرجات، الأولى من أقصى البادية، ثم تختفي، ثم تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة، وعلى هذا القول يمكن جمع الأقوال المختلفة في ذلك".
وعما تفعله الدابة بعد خروجها، قال الدكتور علي جمعة: "بعد أن تعرفنا على هيئة الدابة، ومكان خروجها، بقي لنا أن نعرف ماذا تفعل هذه الدابة مع الناس عند خروجها قبل يوم القيامة، فقد ورد في الأحاديث أنها تسم الناس المؤمن والكافر.
وأشار علي جمعة لقول ابن كثير: "وعن ابن عباس: تكلمهم، تجرحهم، يعني تكتب على جبين الكافر كافر، وعلى جبين المؤمن مؤمن، ومنه تخاطبهم، وتخرجهم، وهذا القول ينتظم من مذهبين وهو قوي حسن جامع، والله تعالى أعلم"
وقال علي جمعة أن عمل الدابة يتخلص في: "إنها دابة تكلم الناس، وأنها تسم المؤمن بعلامة وتجلو وجهه حتى ينير، وأنها تسم الكافر بعلامة قيل: هي خطم الأنف. قال أبن الأثير: يعني تصيبه فتجعل له أثرًا مثل أثر الخطام".
وأضاف "الذي يجب على المؤمن في هذا الشأن أن يؤمن بخروج مخلوق من مخلوقات الله يكلم الناس، وأن هذا الخروج علامة على اقتراب الساعة، نسأل الله أن يرزقنا النجاة من الفتن، وحسن الخاتمة"
وأكد علي جمعة عن خروج الدابة تكلم الناس "أن المسلمين يؤمنون بأن من علامات يوم القيامة خروج دابة تكلم الناس بلغتهم، والدابة في اللغة كل ما يدب على الأرض، ولقد اقتصر استعمالها على الحيوانات، وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى خروج الدابة في كتابه فقال: (وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ)