حركة سودانية مسلحة ترفض إيصال المساعدات إلى مدينة الفاشر المحاصرة

أعلنت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، في خطوة مثيرة للجدل، رفضها السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر السودانية، رغم موافقة الجيش السوداني على هدنة إنسانية لتمكين إيصال الإغاثة. وتعيش المدينة أوضاعًا مأساوية في ظل الحصار المستمر والمعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
أبلغت حركة تحرير السودان، المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، برفضها السماح بإيصال المساعدات إلى الفاشر، معتبرة المدينة منطقة عمليات عسكرية بعد أن فرّ معظم سكانها من القتال المستعر إلى مناطق أكثر أمنًا.
وأوضح المتحدث باسم الحركة، عبد العزيز عبد الكريم، أن قوات تحالف تأسيس، الذي يضم فصائل مسلحة عدة، وفّرت خلال الشهور الماضية ممرات آمنة لإجلاء آلاف المدنيين من المدينة، مشيرًا إلى أن المناطق المحيطة أصبحت ملاذًا رئيسيًا للنازحين مثل "طويلة، كورما، مليط، جبل مرة، وغيرها.
ورغم المجهودات الإنسانية المعلنة، إلا أن تقارير تحدثت عن تعرض نازحين لانتهاكات أثناء تنقلهم من الفاشر إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة.
ودعت الحركة المنظمات الدولية لتوجيه المساعدات نحو المناطق التي تؤوي النازحين حاليًا بدلًا من محاولة إيصالها إلى الفاشر، موجهة نداء عاجلًا لمن تبقى من المدنيين في المدينة بمغادرتها فورًا حفاظًا على أرواحهم.
يذكر أن الفاشر تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء وتدهور في الأوضاع الصحية، في ظل استمرار المعارك التي أودت بحياة العديد من المدنيين، وتسببت في تدمير واسع للبنية التحتية في المدينة.
تأتي هذه التطورات ضمن سياق الحرب الأهلية السودانية الدائرة منذ منتصف 2023، والتي دفعت بملايين السودانيين إلى النزوح والاحتماء بمناطق غير آمنة. وتعتبر مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أحد أبرز بؤر الصراع، حيث تخضع لحصار خانق من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وسط اشتباكات متكررة بين الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه ضد قوات الدعم السريع.