ميكروباص الموت.. مصرع 6 أشخاص في ترعة بمنية سندب

يشهد مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية صباح اليوم حادثًا مروعًا أودى بحياة ستة أشخاص، من بينهم أربع سيدات ورجلان، إثر واقعة صادمة هزت مشاعر المواطنين في منطقة منية سندوب، بعد أن اصطدمت سيارة نقل بعمود إنارة على الطريق، مما أدى إلى سقوط الأسلاك الكهربائية في ترعة مجاورة، وتسبب في صعق ركاب ميكروباص انقلب في المياه المكهربة.
تبدأ تفاصيل الحادث عندما تسير سيارة نقل ثقيل بسرعة غير متوازنة على أحد الطرق الفرعية في نطاق منية سندوب، التابعة لمركز المنصورة، ويفقد السائق السيطرة فجأة ليصطدم بعمود كهرباء ضخم على جانب الطريق. الاصطدام العنيف يؤدي إلى انكسار العمود وسقوط كابلات كهربائية حيّة داخل الترعة المجاورة للطريق، التي كانت تعاني بالفعل من ارتفاع منسوب المياه بفعل الري المتواصل للأراضي الزراعية.
وبينما يحاول سائق ميكروباص كان يقل عددًا من الركاب تجاوز مكان الحادث والابتعاد عن الفوضى، تنحرف عجلة القيادة بسبب حالة الطريق والارتباك المفاجئ، وينقلب الميكروباص في الترعة في توقيت كارثي تزامن مع وجود الأسلاك المكهربة داخل المياه، ما تسبب في حدوث صعق كهربائي للركاب داخل الميكروباص وخارجه، ولم يتمكن المتواجدون من تقديم المساعدة بسبب خطورة الموقف وانتشار الكهرباء في المياه.
تبين من التحريات الأولية أن الضحايا كانوا جميعًا في طريقهم لأداء مهام يومية عادية، بعضهم متجه إلى أعمالهم، وآخرون في طريقهم لزيارة أقارب، قبل أن يتحول المشهد في لحظة إلى كارثة إنسانية، وسط صرخات واستغاثات لم تجد من ينقذها في الوقت المناسب.
تنتقل قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري إلى مكان الحادث على الفور بعد تلقي البلاغ، حيث تم فصل التيار الكهربائي عن المنطقة بالكامل، وبدء عمليات انتشال الضحايا والمصابين، كما هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجثامين إلى مستشفى المنصورة العام، وسط حالة من الحزن والانهيار التي خيمت على أسر الضحايا الذين تجمعوا على ضفاف الترعة في انتظار أي خبر عن ذويهم.
وقد أكد مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن الدقهلية أن المعاينة الأولية أثبتت وفاة 6 أشخاص حتى الآن، بينهم أربع سيدات ورجلان، فيما يتم حاليًا فحص بقية الركاب للتأكد من حالتهم الصحية، كما تم تحرير محضر بالواقعة وجارٍ العرض على النيابة العامة التي باشرت التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
في السياق ذاته، أشار مسؤول بشركة الكهرباء إلى أن خطوط الضغط المتوسط التي سقطت في المياه كانت تنقل تيارًا قويًا بما يكفي لصعق أي كائن حي فور ملامسة المياه، وهو ما أدى إلى الوفاة الفورية للضحايا، مضيفًا أن المنطقة الآن مؤمنة كهربائيًا بعد فصل التيار، وجارٍ إصلاح الخطوط المعطوبة.
أما الأهالي، فعبّروا عن غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث بسبب تهالك بعض أعمدة الكهرباء وعدم وجود سياج واقٍ حول الترع التي تمر بجوار الطرق، مطالبين الجهات المسؤولة بسرعة التحرك لرفع كفاءة البنية التحتية، وتكثيف الحملات المرورية لضبط السرعة على الطرق الداخلية والفرعية.
الحادث المؤلم يعيد إلى الأذهان أهمية مراجعة إجراءات السلامة في الطرق والإنارة العامة، وتفعيل الرقابة على المركبات الثقيلة التي كثيرًا ما تكون سببًا في حوادث مفجعة، كما يسلط الضوء على خطورة الإهمال في تأمين مصادر الكهرباء ومرورها بجوار قنوات المياه المكشوفة.
ويظل المشهد في منية سندوب هذا الصباح مزيجًا من الصدمة والحزن، بعد أن تحول طريق بسيط إلى شاهد على مأساة لن تنسى، جددت الألم وأثارت في القلوب تساؤلات حول مصير البسطاء الذين يدفعون دومًا الثمن في صمت.