كارثة بيئية تهدد سكان "مجاورة 16" بمدينة 15 مايو (صور)

في قلب مدينة 15 مايو، وتحديدًا في مجاورة 16 – مجموعة 6، يعيش الأهالي واقعًا مريرًا، يخالطه الخوف والقلق من مصير مجهول، بعدما تحولت أساسات العمارات إلى قنابل موقوتة بفعل تآكلها بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، وسط تجاهل تام من الجهات المعنية، وصمت يخيم على من يفترض بهم التحرك العاجل.

أساسات مهددة بالانهيار

يؤكد سكان العمارات أن المياه الجوفية والصرف الصحي تتسرب من أسفل المباني منذ شهور، مسببة تشققات في الحوائط، وضعف في الأعمدة، ورائحة كريهة لا تطاق، ورغم البلاغات المتكررة إلى جهاز المدينة وحى مدينة 15 مايو والشكاوى الرسمية، إلا أن الاستجابة كانت شبه منعدمة، "بقالنا شهور بنشتكي.. وكل اللي بيحصل إنه بييجوا يصوروا ويمشوا.. أساس العمارة بيتآكل حرفيًا، وبقينا حاسين إننا ساكنين فوق حفرة ممكن تقع في أي وقت"، تقول إحدى المقيمات بالمنطقة.

مجاري في باطن الأرض.. وخطر صامت

في جولة ميدانية للمكان، يمكن لأي زائر ملاحظة تكون برك مياه آسنة خلف العمارات، بالإضافة إلى أصوات تقطير وتجويف تحت الأرض، مما يرجّح وجود تسرب مستمر من شبكة الصرف الصحي، ورغم خطورة الأمر، لا توجد أي لافتات تحذيرية، ولا محاولات لعزل المنطقة أو البدء في إصلاح فعلي، وكأن حياة مئات الأسر لا تهم أحدًا.

لا حياة لمن تنادي

يقول أحد السكان: "قدمنا أكتر من شكوى على تطبيق الشكاوى الحكومية، ورحنا لجهاز المدينة، واتكلمنا مع المسؤولين.. وفي الآخر، بنرجع نلاقي الميه لسه طالعة من تحت الأرض، والمباني بتتآكل أكتر يوم ورا يوم"، ويضيف آخر: "إحنا مش بنطلب رفاهية.. إحنا بنطلب حد يمنع موت جماعي ممكن يحصل لو عمارة وقعت فوق سكانها".

أين المسؤولون؟

هذه الواقعة تفتح بابًا مهمًا للمساءلة ويطرح عدة اسئلة منها هل جهاز مدينة 15 مايو والحى على علم بتقارير التربة وأساسات المباني؟، وأين دور الهيئة الهندسية في إجراء معاينات عاجلة؟ وهل تم تحويل أي مسؤول للتحقيق في إهمال الرد على الشكاوى؟، ولماذا لا تتحرك وزارة الإسكان أو محافظ القاهرة رغم خطورة الوضع؟.

سكان في مواجهة الموت

المأساة في مجاورة 16 ليست مجرد مشكلة صرف صحي، بل هي كارثة إنشائية، قد تؤدي إلى انهيار عمارات سكنية فوق رؤوس أصحابها، ومع ذلك، لا تزال الجهات الرسمية تلوذ بالصمت، وفرق الصيانة غائبة عن المشهد.

نداء واستغاثة

من داخل "مجموعة 6 – مجاورة 16"، يطلق السكان نداء استغاثة عاجل إلى كل من وزير الإسكان، ومحافظ القاهرة، جهاز مدينة 15 مايو، وحي مدينة 15 مايو، والنيابة الإدارية، وهيئة الرقابة الإدارية، والمطلوب فحص هندسي عاجل + إصلاح شبكة الصرف وتدعيم أساسات المباني ومحاسبة المقصرين.