مصرع عامل داخل مصنع حلوان يفتح ملف معايير السلامة المهنية

لقي عامل مصرعه داخل أحد المصانع بمدينة حلوان جنوب القاهرة، بعد سقوطه من سقالة بارتفاع ثلاثة أمتار، في حادث جديد يعيد فتح ملف السلامة المهنية داخل المنشآت الصناعية المصرية.
مصنع حلوان
تلقى العقيد رامي عوف، مأمور قسم شرطة حلوان، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة يُفيد بالعثور على جثة داخل مصنع يقع بشارع الحرير، وعلى الفور، انتقلت قوة من رجال مباحث إلى مكان الحادث، حيث عُثر على جثمان العامل ملقى أسفل السقالة، وتبيّن من المعاينة الأولية أن الوفاة نتيجة السقوط، دون وجود شبهة جنائية.
تم نقل جثة عامل حلوان إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، التي صرحت بدفنها بعد انتهاء الإجراءات القانونية، فيما تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
أدوات الحماية
الحادث ليس الأول من نوعه، إذ يتكرر سقوط العمال في مواقع العمل نتيجة غياب أبسط أدوات الوقاية، مثل خوذات الرأس، وأحزمة الأمان، وعدم وجود إشراف فعّال من مسؤولي السلامة. وتواجه مناطق صناعية عديدة، خاصة في ضواحي القاهرة مثل حلوان، ظروف عمل قاسية وسط تدني مستوى الرقابة من قبل الجهات المعنية.
فى هذا الإطار يقول أحد العاملين بالمصنع (رفض ذكر اسمه): "إحنا بنشتغل على ارتفاعات من غير تأمين كافٍ، وكتير من العمال ما عندهمش تدريب أو حتى أدوات حماية، كل اللي يهم الإدارة هو الإنتاج".
القانون
يقول محمد المحلاوى المحامى بالاستئناف العالي ومجلس الدولة أنه وفقًا لقانون العمل المصري رقم 12 لسنة 2003، فإن صاحب العمل مُلزم بتوفير بيئة آمنة للعاملين، وتطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية. لكن الواقع على الأرض يظهر قصورًا في التطبيق، إما بسبب التهاون من أصحاب العمل أو ضعف متابعة مفتشي القوى العاملة.
التحقيق والمحاسبة
طالب خبراء السلامة مع تكرار تلك الحوادث بفتح تحقيق شامل لا يقتصر على سبب الوفاة فحسب، بل يمتد ليشمل تقارير السلامة الخاصة بالمصنع، وهل تم تدريب العاملين على التعامل مع المخاطر؟ وهل كانت هناك أدوات وقائية بالفعل في موقع الحادث؟
واكد الحقوقي والخبير العمالي، أحمد سعيد، في العديد من تلك المواقف أن "تكرار هذه الحوادث يتطلب وقفة حاسمة، ليس فقط لمحاسبة المقصرين، بل لإعادة هيكلة منظومة السلامة المهنية في مصر بشكل جذري".