مفاجأة صادمة تكشف خيوط قضية تنقيب عن الآثار بقصر ثقافة الأقصر

تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في قضية تنقيب شركة مقاولات عن الآثار داخل قصر ثقافة الطفل بالأقصر، تحت ستار مشروع تطوير وترميم، لتكشف عن تناقضات مثيرة للجدل. ففي مفاجأة غير متوقعة، تبين أن الموافقة على طلب الشركة بمد فترة أعمال الترميم جاءت بعد تاريخ الكشف الواقعة بثلاثة أيام، مما يثير تساؤلات حول طبيعة الموافقات والإجراءات المتخذة.
تفاصيل الكشف الواقعة: هبوط أرضي يكشف المستور
بدأت خيوط هذه القضية تتكشف يوم 29 مايو 2025، عندما لاحظ أحد موظفي مجلس مدينة الأقصر، خلال مروره الروتيني لمتابعة أعمال البناء بحي وسط، هبوطًا أرضيًا مفاجئًا أمام قصر ثقافة الطفل. لم يتردد الموظف في إبلاغ رئيسه المباشر، الذي قام بدوره بإخطار غرفة العمليات. وفي اليوم التالي، تم إعداد مذكرة رسمية من رئيس الحي إلى رئيس مدينة الأقصر، تفيد بوجود شبهة تنقيب.
تحركات سريعة ومحضر رسمي
بعد 48 ساعة من اكتشاف الهبوط الأرضي، وتحديدًا يوم السبت 31 مايو 2025، أصدر محافظ الأقصر، المهندس عبد المطلب عمارة، تعليمات فورية باستدعاء مدير قصر الثقافة. كما قرر المحافظ تشكيل لجنة خماسية موسعة تضم ممثلين عن الآثار، الحي، ومدير قصر ثقافة الأقصر، لمعاينة الموقع وتحديد حجم المخالفات.
وعقب المعاينة، فوض مسئول الثقافة أحد الموظفين لتحرير محضر رسمي بقسم الشرطة، متهمًا شركة المقاولات المسؤولة عن المشروع بالتنقيب عن الآثار دون الحصول على التراخيص اللازمة داخل حرم القصر.
موافقة بمد العمل بعد القبض على المتهمين
المفاجأة الأبرز التي كشفت عنها التحقيقات، وتضع علامات استفهام كبيرة، هي أن شركة المقاولات كان من المفترض أن تنهي أعمالها رسميًا في مشروع الترميم يوم 25 مايو 2025، أي قبل أربعة أيام من اكتشاف واقعة التنقيب. ولكن تبين وجود طلب مقدم من الشركة لمد فترة التنفيذ حتى 25 يوليو. المثير للدهشة أن الموافقة على هذا الطلب تم تأريخها في 31 مايو 2025، وهو التاريخ الذي صدرت فيه التعليمات بتشكيل اللجنة الأمنية وتحرير المحضر الرسمي بعد الكشف الواقعة بثلاثة أيام! هذا التناقض الزمني يثير تساؤلات حول توقيت الإجراءات ودور كل جهة معنية.
حبس المتهمين: استمرار التحقيقات في القضية
يُشار إلى أن قاضي المعارضات بمحكمة الأقصر الجزئية، كان قد قرر الأسبوع الماضي تجديد حبس صاحب شركة المقاولات، وشيخ روحاني، و3 عمال لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في واقعة التنقيب غير المشروع عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود. ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات القضية وتحديد كافة المتورطين.