رئيس التحرير
خالد مهران

متى يحتاج الطفل إلى تعديل في السلوك؟.. خبيرة تجيب

عبير عبدالله الاخصائية
عبير عبدالله الاخصائية الاجتماعية والتربوية

أكدت عبير عبد الله، الأخصائية الاجتماعية والتربوية، أن عناد الأطفال وسلوكياتهم في التعبير عن الرغبات والعصبية يعتمد بشكل كبير على ذكاء الطفل وفهمه لكيفية التأثير على الأهل، مشيرة إلى أن الطفل العنيد يعلم أن البكاء والصراخ قد يُجبر الأهل على تلبية طلباته، مما قد يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة إذا لم يتم التعامل معها بحزم.

متى يحتاج الطفل إلى تعديل في «السلوك»؟.

 

وقالت خلال لقائها مع الإعلامي نوح غالي، ببرنامج "كلمة حرة"، المذاع على قناة "الشمس"، إن المرحلة المناسبة لبدء تطبيق قواعد وضوابط لسلوك الطفل تبدأ من عمر سنة ونصف إلى سنتين، حيث يبدأ الطفل باللعب ومحاولة السيطرة على ما حوله، موضحة أنه لا يجب تلبيه كل طلبات الطفل، لأن ذلك يُعد تدليلًا مفرطًا ويسمى بـ "التربية التسهيلية"، والتي قد تضر بتكوين شخصية الطفل.

ولفتت إلى وجود اختلافات في التعبير عن الغضب بين الذكور والإناث، حيث تميل الفتيات إلى التعبير عن مشاعرهن بالبكاء والانطواء، بينما يُعبر الأولاد عن غضبهم بطرق مثل الصراخ أو إحداث الفوضى.

 

وأوضحت أن طريقة مواجهة أخطاء الطفل تختلف حسب المرحلة العمرية، فالأطفال الصغار يُعلّمون بشكل تربوي دون مواجهة حادة، أما المراهقين فيكونون أكثر وعيًا بسلوكهم ويتطلبون تعاملًا مختلفًا.

وتابعت عبير عبد الله، الأخصائية الاجتماعية والتربوية، أن السلوك الطبيعي عند الطفل هو السلوك الملائم الذي لا يتضمن أي انحراف عن قواعد السلوكيات الأدبية والاجتماعية، مثل العناد أو الكذب أو العنف.

وأضافت أن هذا النوع من السلوك يُعتبر سلوكًا صحيًا يتناسب مع مراحل نمو الطفل؛ أما السلوك غير السوي فهو السلوك الذي يخرج عن هذه القواعد، ويشمل تصرفات مثل العنف الشديد، والحركات اللا إرادية، أو عدم قدرة الطفل على التحكم في انفعالاته، كالغضب المُفرط والمبالغ فيه، وهذه الحالات تستدعي تدخلًا وتعديلًا للسلوك.

 

 

وأشارت إلى أن تحديد ما إذا كان الطفل يحتاج إلى تعديل سلوك يعتمد على ملاحظة عدة علامات، منها التصرف بعنف، أو وجود ردود أفعال لا إرادية تؤثر على حياته اليومية، بالإضافة إلى طريقة التعبير عن الغضب التي قد تكون مُفرطة أو غير مناسبة.

وعن أسباب ظهور سلوكيات العناد والعصبية عند الأطفال، كشفت عن أن الأسباب متعددة، وأبرزها البيئة التي ينشأ فيها الطفل، فالطفل لا يولد بهذه الصفات بحد ذاتها، بل البيئة المحيطة به تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل طباعه؛ فإذا كان الطفل يعيش في أسرة تسودها التوترات والمشاكل، مثل الشجار المستمر أو الأصوات العالية، فإن ذلك قد يدفعه إلى أن يُصبح عنيدًا أو عصبيًا، وربما يظهر لديه مشاكل نفسية نتيجة هذا التوتر.