رئيس التحرير
خالد مهران

"النبأ" ترصد صرخات آلاف المواطنين: "الأنبوبة غالية ومش بتكفي أسبوع"

ارشيفية
ارشيفية

عادت أزمة أنابيب البوتاجاز لتتصدر المشهد اليومي لدى الآلاف من المواطنين في الريف والحضر على حدٍ سواء، لا سيما عقب صدور قرار خلال الأسابيع القليلة الماضية من لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية برفع سعر الأنبوبة لـ200 جنيه بدلا من 150 جنيها.

واشتكى عدد من الأهالي من عدم كفاية أسطوانة البوتاجاز سوى لأسبوع واحد فقط، مشيرين إلى وجود رواسب تشغل حيزا كبيرا من سعة أغلب الأسطوانات المتوفرة بالمستودعات مما يؤثر على الحجم الفعلي للغاز الموجود بالأسطوانة مما يعد غشا تجاريا واضحا.

وفى هذا الصدد، أكدت «سهام.ف»، سيدة مقيمة فى محافظة دمياط، أنها تقوم بشراء أسطوانة الغاز ولا تكفي 10 أيام.

وأضافت: «أنا أعمل معلمة فى مدرسة وأقوم بطهي الطعام للأسبوع كاملًا فمثلا أقوم بشراء ثلاث دجاجات وكيلو لحم وأقوم بتسويتهم جميعًا فى نفس القدر فهنا أقوم بترشيد استهلاكي من الغاز، وعقب مرور 10 أيام وأحيانا أقل اكتشف أن الأنبوبة أصبحت فارغة وعقب ارتفاع أسعار الغاز وثبات الراتب فماذا أفعل، نريد تشديد الرقابة على مستودعات الغاز بشكل أكبر من ذلك».

صرخة مواطن

وقال «محمد.و»، البالغ من العمر 60 عامًا ويسكن فى محافظة الجيزة: «أنا على المعاش والمعاش لا يكفي لأسبوع فى ظل الغلاء الذي نعيشه، وأنا أعيش فى منزلى مع زوجتى وابنتى وابنها طفل صغير يبلغ من العمر 7 سنوات، وفوجئت بزوجتى تشتكي من أن أسطوانة الغاز لا تكفيها أسبوع واحد على الرغم من أننا لا نستهلك الغاز كثيرا سوى لتحضير وجبة الغداء فقط فالفطار والعشاء نقوم بشرائه من الشارع ونعتمد على الغلاية فى تحضير الشاي طوال النهار، وأنا الآن أقوم بالحصول على معاش قدره 4 آلاف جنيه وابنتى تتقاضى نفقة شهرية لطفلها خمسمائة جنيه».

وتابع: «حينما نقوم بتغيير أسطوانة الغاز بمعدل 4 مرات شهريًا فهى تصل للمنزل بـ230 جنيهًا فنحن نحتاج لحوالى 1000 جنيهًا للغاز فقط فى المنزل فهل 3500 تكفي لحياة أسرة أربعة أفراد منهم 2 مسنين يحتاجون علاج شهريا، فأنا أطالب بالرحمة فقط، وأبسط حقوقى أن تكفيني الأـنبوبة لشهر كامل أو أقوم بتغيير اثنين كل شهر، فلا بد من متابعة دورية لأسطوانات الغاز».

والتقطت أطراف الحديث «نسمة.ش»، ربة منزل مقيمة بمحافظة الدقهلية، قائلة إنها تقوم بتغيير أسطوانة الغاز 5 مرات شهريًا والأسطوانة تتكلف 240 جنيهًا وهي تلاحظ دومًا أن الأنبوبة ثقيلة الوزن عقب انتهائها، وبسؤالها عن فتحها يدويًا للتأكد من وجود غاز بها، أكدت أنها قامت مرارًا وتكرارا بفتحها خشية أن يكون هناك ثمة مشكلة فى الخرطوم أو البوتاجاز نفسه ولكنها لم تجد هناك غاز نهائيًا فهي مليئة بالرواسب.

وأضافت: «لا بد من تدخل وزارة التموين لتقوم بتفريغ هذه الرواسب والتى تشغل حيزًا كبيرًا من حجم أسطوانة الغاز».

وفي هذا السياق، قال مجدى عبد الكريم، وكيل وزارة التموين بمحافظة دمياط، إنه يقوم بمتابعة مستودعات الغاز بشكل شبه يومي ويقوم بنفسه بالوقوف على وزن الأسطوانة ومتابعتها، ولم يتم تسجيل شكاوى فى الفترة الأخيرة من وزن الأسطوانة.

وعن مشكلة وجود رواسب بها، أكد أنه سيقوم بالتواصل مع الجهات المختصة للوقوف على المشكلة والعمل فورًا على حلها.

الحل فى تعميم الغاز الطبيعي

بينما يرى الدكتور خالد الشافعي، خبير اقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، أن مشكلة وجود رواسب فى أسطوانات الغاز هى مشكلة كبيرة وتتعلق بوزارة التموين ولا بد من متابعة الأوزان من قبل الوزارة ومفتشيها.

وأضاف «الشافعي»: «مشكلة وجود رواسب فى أسطوانة الغاز هي عبارة عن مشكلة فى وزن الأسطوانة نفسها فلا بد لوزارة التموين أن تتضافر جهودها من أجل التأكد من إزالة كافة الرواسب مع أسطوانات الغاز بطريقة صحية آمنة وغير ضارة بالبيئة وحتى يتيقن المواطن من حصوله على كافة حقوقه الشرعية».

وعن الحل الأمثل لتلك الأزمة، أوضح الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، أنه من الأفضل الإسراع في تعميم وصول الغاز الطبيعي لكافة الأماكن فى شتي مدن وقرى جمهورية مصر العربية.

وتابع: «وبهذا نتجنب مشكلة وجود رواسب فى أسطوانات الغاز، وكافة المشاكل الأخرى المتعلقة بها سواء من انفجارها فى بعض الأوقات، أو استغلال بعض بائعيها لمن لا يستطيع حملها للأدوار العليا ومطالبتهم بمبالغ كل حسب هواه».

وأكد أن مستوى زيادة أسعار المحروقات فى مصر يتناسب مع الأسعار العالمية، معقبا: «كانت مصر تعطي دعم كبير للمحروقات وهى الآن تقوم بإزالة الدعم شيئًا فشيئًا، وفى رأي الشخصي أنا أثق في رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي وحسن إدارته للأمور فنحن نمر بأزمة اقتصادية عالمية ونأمل أن تخرج مصر من هذه الأزمة بسلام فيما لا يتعارض مع مصلحة المواطن العادي».

واختتم «الشافعي» حديثه قائلا: «لا بد لنا أن نثق فى قيادتنا الحكيمة الرشيدة، وليحفظ الله مصر شعبًا وجيشًا وحكومة».