رئيس التحرير
خالد مهران

اللواء عبد الحميد شرارة في حوار لـ«النبأ»: إسرائيل مرعوبة من الجيش المصرى..و«السيسي» ليس «عبد الناصر»

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري مع سيادة اللواء عبد الحميد شرارة

«السيسي» ليس «عبد الناصر» ويضع مصر فوق أي اعتبار

خالى الشهيد أحمد حمدى كان يعشق الجيش 

بعد حرب أكتوبر تم تعيينى مرافقا لزوجة أكبر قادة إسرائيل

فقدت السمع بأذنى اليسرى بسبب أصوات القنابل 

قمت بزيارة إسرائيل 3 مرات لهذه الأسباب

مصر لا يزال لديها نصب تذكارية داخل إسرائيل

كنا نشعر بحزن ونحن نشاهد الأعلام الإسرائيلية على الناحية الشرقية للقناة

المشير أبو غزالة هو الوحيد الذى زارني فى المستشفى ومعه كيس برتقال بصرة

بسبب الدماء أصبحت أعانى من «فوبيا اللون الأحمر»

مشهد «العبور» من أسعد لحظات حياتى 

شعرت بالسعادة لحظة زيارة الرئيس السادات لإسرائيل 

الإسرائيليون مازالوا يعتبرون سيناء ملكا للشعب اليهودى

ما يحدث فى غزة مهزلة والرئيس يتعامل مع الأمور بحكمة

إسرائيل مرعوبة من الجيش المصرى وستدمر نفسها 

مشروع إسرائيل الكبرى من النيل للفرات محكوم عليه بالفشل

مصر رفضت إقامة مخازن أسلحة أمريكية على أراضيها 

لن يتم حل الصراع في الشرق الأوسط دون حدوث مصيبة لأمريكا

إسرائيل ستبقى هى العدو ومصدر التهديد

إيران جزء أصيل من المنطقة 

«المصالح» تحكم الموقف العربى من قضايا المنطقة

مصر لن تحارب نيابة عن أحد 

قال اللواء أركان حرب عبد الحميد شرارة، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، إنه فقد السمع في أذنه اليسرى بسبب أصوات القنابل والمدافع، وأنه أصيب بفوبيا من اللون الأحمر بسبب الدماء وبعض المشاهد التي رأها في الحروب.

وأضاف -في حواره لـ«النبأ»-، أنه كان يشعر بحزن رهيب وهو يشاهد الأعلام الإسرائيلية على الناحية الشرقية للقناة، مؤكدا أن مشهد العبور هو من أسعد اللحظات التي عاشها في حياته، مشيرا إلى أن  المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة هو الوحيد الذي زاره في المستشفى ومعه كيس برتقال بصرة.

وأشار إلى أن خاله الشهيد أحمد حمدي كان يعشق الجيش وكان بالنسبة له الأخ الأكبر والقدوة. 

كما تحدث اللواء عبد الحميد شرارة  في حواره لـ«النبأ»، عن شعوره بعد زيارة الرئيس محمد أنور السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وعن رأيه في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوقعه لمستقبل إسرائيل في المنطقة، وتوقعاته لمشروع إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.. وإلى تفاصيل الحوار

في البداية حدثنا عن نشأتك وقصة التحاقك بالكلية الحربية؟

أنا من مواليد 1946 بمحافظة المنصورة، ثم انتقلنا إلى مدينة المحلة الكبرى، حيث كان والدي يعمل في شركة الغزل والنسيج، ثم انتقلنا للعيش في مصر الجديدة، وهناك حصلت على الثانوية العامة من مدرسة النقراشي ثم التحقت بالكلية الحربية، خالي الشهيد أحمد حمدي، قائد لواء المهندسين في حرب أكتوبر كان يسكن في الشقة التي تقع أعلى شقتنا، والدي كان يعمل كثيرا، فكان خالى بالنسبة لي أخي الكبير، وكان يعشق الجيش، وكان عنده كتب كثيرة، وأنا كنت أحب القراءة، فكنا مرتبطين ببعض جدا، وكان دائما يصطحبني معه للسينما، وكان بالنسبة لي قدوة، حتى بعد تخرجي في الكلية الحربية، وعندما كنت أنزل إجازات، كان يأخذني معه إلى لواء الكباري لكي ألقي محاضرات وأقوم بتدريب سرية استطلاع اللواء، وكان يحدد لي الموضوعات التي أتحدث فيها.

الشهيد لواء أركان حرب مهندس أحمد حمدي

حدثنا عن قصة استشهاده؟

يوم استشهاده كنت على درجة رائد، وكنت قائد سرية الشرطة العسكرية التي تم تشكيلها للالتحاق بالجيش الثالث كاحتياط لقائد الجيش، وكانت مسئولة عن تنظيم المرور على كل الكباري التابعة للجيش الثالث في حرب أكتوبر 1973، وكان هو قائد لواء المهندسين في حرب أكتوبر، وكان مسئولا عن كل كباري القناة، وقبل استشهاده بساعات قليلة، ويوم 14 أكتوبر 1973 كنت أتحدث معه عند الكيلو 137 على كوبري الفرقة السابعة على القناة، وأوصاني ألا يتم دفنه في مقابر الأسرة إذا استشهد، ولكن يتم دفنه مع الجنود، وأثناء وقوفي معه كان اليهود يضربون علينا بالطائرات، وكانت القنابل تضرب في الساتر الترابي، وكان العساكر يجرون من فوق الكوبري الذي يتم إنشاؤه ويختبئون، وكان يحث العساكر على الثبات وعدم الخوف، وبعد أن تركته مباشرة جاءني فرد من الشرطة العسكرية وأخبرني أن هناك مشكلة في منطقة اسمها منطقة الانتظار، وأثناء عودتي من هناك بعد أن قمت بحل المشكلة، التقيت بفردين من سلاح المهندسين وسألتهم عن أخبار الكوبري، فأخبروني باستشهاد خالي أحمد حمدي، ذهبت إلى مكان استشهاده فوجدتهم نقلوه إلى مقابر الشهداء التابعة للجيش الثالث في السويس وهو ملفوف في بطانية، وهي مقابر كانت مؤقتة، ثم نقلوه بعد ذلك مرتين، الأولى إلى النصب التذكاري التابع للجيش الثالث عند الكيلو 14 في السويس، وبعد 50 سنة تم نقل جثمانه ورفاته إلى مقابر الشهداء عند الكيلو 61 طريق السويس، لم أره عندما استشهد، ولكنني رأيتهم وهم يقومون بنقله من مقابر الجيش الثالث المؤقتة، إلى النصب التذكاري التابع للجيش الثالث عند الكيلو 14 في السويس، وكنت قائد لواء، وعندما كشفت عن وجهه، وجدته نائما وكأنه يريد أن يفتح عينيه ويكلمني، وكان بزيه وحذائه الميري، وكانت بياناته مكتوبة في زجاجة مدفونة بجواره وله رقم، وأنا مصور قبره في مذكراتي، وكنت دائما وأنا راجع من عملي أقوم بزيارة قبره وأقرأ له الفاتحة.

كان وطني جدا، وكان مثقف جدا، وكان يجيد التحدث بأكثر من لغة، وكان مثل الخواجة، عيونه زرقاء عميقة، وشعره أصفر، وكان من النادر أن يذهب إلى البيت، لذلك زوجته ست عظيمة، هي التي ربت الأولاد، والأولاد متفوقين جدا في الدراسة.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

هل تعتقد أنه حصل على حقه من الدعاية والتكريم من قبل الدولة؟

الدولة كرمته كويس جدا، عملت نفقين باسمه، نفق في عهد الرئيس محمد أنور السادات والثاني في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأول دفعة تخرجت من الكلية الحربية بعد حرب 1973 كانت باسمه، وكل عام في الاحتفال بحرب أكتوبر يتم تكريمه، كان وطني جدا، وكان شاطر في سلاحه، وخاصة في إزالة الألغام، وكان يقف مع العساكر ويشتغل بيده معهم.

ماذا كان دوركم في حرب 1967؟

يوم 6 يونيو 1967 تم تكليفي من قبل العميد سعيد إبراهيم سعيد، قائد اللواء 114 التابع للكتيبة 342، وكان مقرها في جنوب جبل لبنى عند الطريق الأوسط وسط سيناء، قبل الحدود مع إسرائيل، بالخروج بالفصيلة «دورية استطلاع مقاتلة» والذهاب للكوبري المنسوف، لأن هناك كتيبة صاعقة، الاتصالات بها كانت مقطوعة، وبعد أن قطعنا نحو 60 كيلومتر للوصول إلى الكوبري المنسوف، التقينا بأحد الضباط الذي أبلغني أن كتيبة الصاعقة تركت المكان، وأن هناك جهنم، ورغم ذلك أكملنا الرحلة، وأثناء السير صعدت فوق الكابينة والرشاش في يدي، وأصوات نار فوق رأسي، فجأة تعطلت السيارة، قمنا بتصليحها ثم رجعنا إلى قائد اللواء، وأبلغته بكل التفاصيل، وبعد أن رجعت إلى الفصيلة وتناولت كوب من الشاي وجدت الدماء تسيل من ساقي دون أن أشعر، ويوم 7 يونيو 1967 فقدت السمع في أذني اليسري بسبب أصوات القنابل والدانات والهاون والمدفعية، في معركة لبنى هجم علينا لواء إسرائيلي مدرع مكون من 111 دباية، دمروا الكتيبة بالكامل، واستشهد عدد كبير من الجنود، وتم أسر عدد كبير آخر، كانت أصوات الدبابات في الصحراء مرعبة، أنا ومن تبقى معي من الجنود والضباط صبرنا على أمل القيام بهجوم مضاد، ولكن بعد أن فقدنا الأمل جمعنا الجرحى والشهداء، والذي يستطيع المشي أخذناه وذهبنا إلى جبل لبنى، وهو جبل شاهق الارتفاع، انقسمنا نصفين، نصف سلك طريق فلم يعد منهم أحد، أما أنا ومن معي فسلكنا طريق آخر حتى وصلنا إلى بورسعيد، دخلنا مستشفى هناك وكانت عبارة عن مدرسة، ركبونا القطار الحربي، ونحن في القطار الحربي كنا نشاهد الأعلام الإسرائيلية على الناحية الشرقية للقناة، كنا نشعر بحزن رهيب، ثم أرسلونا  للكلية الحربية ثم إدارة المشاة، بعدها بيومين رجعونا لكتائبنا، بعدها بيومين أو ثلاثة أرسلونا إلى أبو بلح ونفيشة في الإسماعيلية.

الرئيس جمال عبد الناصر

وماذا عن دوركم في حرب الاستنزاف؟ 

بعد أن تمت ترقيتي من قائد فصيلة إلى ضابط استطلاع الكتيبة، بدأوا في تشكيل سرايا فدائيين متطوعين من الوحدات، تم اختياري ضمن سرية الفدائيين المشكلة من كل كتائب اللواء، كنت قائد مجموعة الاقتحام يمين، وكانت أصعب مهمة في سرية الفدائيين، مكثت 6 أشهر لم أحصل على إجازة لدرجة أنني كنت أضع راتبي وكان ثلاثين جنيها في كيس نايلون وأضعه في جيبي، مع العلم الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قائد استطلاع كتيبة. 

وماذا عن القصص والمواقف التي لا تزال في ذاكرتك حتى الآن ولن تنساها؟

كثيرة، منها قصة إنقاذ الديك الرومي، مرة قائد اللواء أبلغنا أنه عازم نفسه عندنا على العشاء، جمعنا فلوس من بعض واشترينا ديك رومي بـ36 قرشا، واشترينا 40 فرخة، الفرخة كان سعرها 12 قرشا، وعملنا أرز وبطاطس وسلطة وفرشنا الأرض والطرابيزات واستقبلناه ووضعنا الديك الرومي وفرختين أمامه، جلس على الطرابيزة فوقع الديك الرومي، قمت طاير وأخذت الديك الرومي في حضني، كان مشهد أكشن سينمائي، أجلسني قائد اللواء بجواره وأعطاني قطعة من الديك الرومي مكافئة لي على إنقاذه.

ومرة كنت أقوم بتدريب المجموعة على اقتحام ملجأ للعدو، وكنت أقوم بتدريب الجنود على تفجير قنابل يدوية دفاعية إف1، فجرنا نحو 1000 قنبلة في التدريبات، وأثناء التدريب قام أحد الجنود برمي قنبلة داخل الملجأ بقوة، فجاءت في سقف الملجأ وارتدت إلينا في الخارج وانفجرت، وجدت نفسي غارقا في الدماء، حتى أن الرمال اخترقت الأفارول ورشقت في الجلد، قام الجنود بنقلى إلى المستشفى، وما زالت آثار القنبلة موجودة في جسدي حتى الآن، الوحيد الذي قام بزيارتي في المستشفى هو المشير عبد الحليم أبو غزالة، وكان برتبة عقيد قائد مدفعية فرقة، وجاب لي معاه كيس برتقال بصرة. 

الكاتب الصحفي على الهواري مع اللواء عبد الحمدي شرارة

أين كنت عند لحظة وفاة الرئيس جمال عبد الناصر؟

كنت في السرية 24 شرطة عسكرية في السويس، وعرفت الخبر لما نزلت إجازة.

وما شهادتك على خطاب التنحي؟

البلد كلها كانت حزينة، شاهدت عسكري يضرب نفسه بالنار، والستات كانت ترتدي الملابس السوداء.

حدثنا عن دورك في حرب أكتوبر المجيدة؟

يوم 6 أكتوبر 1973، كنا في معسكر في الهايكستب، عندما مر الطيران فوق روؤسنا بكثافة توقعت الحرب، رحنا نهلل ونتبادل الأحضان من الفرح، كنا مستعدين نفسيا جدا للحرب.

أثناء الحرب كنت قائد التدريب العام في مدرسة الشرطة العسكرية، وكنت قائد السرية 24 شرطة عسكرية في السويس، وتم تكليفي بتنظيم المرور والعبور على كباري الجيش الثالث.

هل شاهدت لحظة العبور؟ 

نعم، وكانت من أسعد لحظات حياتي، صيحات الله أكبر كانت تهز الدنيا، الروح المعنوية كانت في قمتها، حتى الأن لم يستطيع أحد إخراج لحظة الفرحة بعد عبور الطيران المصري قناة السويس، مشهدين لم أنسهما أبدا، مشهد العبور، ومشهد أحد الجنود وهو يحتضر أمامي في 1967، من ساعتها وأنا عندي فوبيا من اللون الأحمر.

كيف تقيم دور الجيوش العربية في حرب أكتوبر؟

الجزائريون والعراقيون كانوا أبطالا، فيهم ناس أصيبت واستشهدت.

وماذا عن موقفك من توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وكيف تقيم موقف العرب وقتها؟

كنت مبسوط جدا، وخاصة بعد المآسي التي رأيتها في الحروب، واسترداد أرضنا، وللأسف العرب طلعوا عندهم قصر النظر. 

حدثنا عن تفاصيل تكليفك بمرافقة زوجة أحد قادة الجيش الإسرائيلي في زيارتها للقاهرة بعد الحرب؟

في أحد الأيام فوجئت بتعييني مرافقا لزوجة الجنرال إبراهام ماندلر، وهو واحد من أكبر قادة إسرائيل، وكان قائد مجموعة عمليات في حرب 1973 على طريق الجدي، وكان قائدا لمدرعات سيناء، وهو من أصل بولندي، هاجر إلى إسرائيل وهو طفل.

يوم 13 أكتوبر 1973، أحد الضباط المصريين كان لبلب في اللغة العبرية، وكان يجيد ويتقن لكنات كل قادة إسرائيل، اعترض مكالمة بين الجنرال شموئيل جونين قائد الجبهة، والجنرال ماندلر، عن طريق الكود وفك الشفرات استطاع معرفة مكان تواجد الجنرال ماندلر وقواته وقام على الفور بإبلاغ القيادة، التي قامت بإبلاغ اللواء منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث، فتم الهجوم على ماندلر وقواته، وتم قتلهم جميعا.

تدور الأيام، وبعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وبالتحديد عام 1982 تقريبا، جاءت زوجة الجنرال ماندلر ومعها ابنتها وأختها وعدد من أهالي القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا مع ماندلر ومعهم حاخام يهودي لزيارة المكان الذي قتل فيه الجنرال ماندلر ورفاقه لقراءة التوراة عليهم، فتم ترشيحي كمرافق معهم، وكنت ساعتها على درجة مقدم، وكان برفقتهم ضابطة إسرائيلية برتبة رائد، وكانت جميلة جدا جدا، جمالها غير عادي، وعينيها زرقاء وواسعة وبدون مكياج، ومعهم شخص من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قال إنه يهودي عراقي، اسمه تامر، لكنه كان يتحدث بلهجة مصرية أفضل مني، وكان معه خريطة بالمكان، والنساء كانوا يرتدين ملابس سوداء، وأثناء وجودنا في المنطقة لاحظت رجل إسرائيلي عجوز وزوجته العجوزة يتعاملن معى بعطف ولطف شديد، فسألت تامر عن الموضوع، فسألهم، فقالوا له أنني أشبه كثيرا ابنهم الذي قتل مع الجنرال ماندلر، فشعرت نحوهم بالشفقة ورحت أعطف عليهم وأتعامل معهم مثل والدي ووالدتي، وبعد عودتنا من المكان عملنا لهم حفلة شاي صغيرة، ووزعنا عليهم قطع حلوى شامية، وأثناء ذلك لفت نظري قيام الضابطة الإسرائيلية بلف قطعتين من الحلوى الشامية ووضعتهم في الشنطة الخاصة بها، ولما سألتها عن السبب، قالت إنهم لزوجي، فطلبت من الجرسون عمل تشكيلة من الحلويات الشامية، وأعطيتها لها، وقلت لها، هذه هدية مني لزوجك، ففرحت جدا، وقد حدث موقف ظريف في هذه الرحلة، فأثناء عودتنا أمسكت بيد الضابطة الإسرائيلية لمساعدتها على ركوب المعدية، بعد أن لاحظت أنها سرحت، فلاحظ ذلك المهندس المسئول عن المعدية، فأخذني على جنب وقام بتقبيل يدي، وقال لي في خفة دم، يدك حلوة أوي لأنك أمسكت بها الضابطة.

هل لا يزال لإسرائيل أطماع في سيناء من وجهة نظركم؟

إسرائيل غرست في الأجيال الجديدة فكرة أن سيناء ملك لليهود، وأنها مقدسة بالنسبة لهم لأن سيدنا موسى عليه السلام صار فيها، أنا قمت بزيارة إسرائيل  3 مرات بصفتي رئيس اللجنة المصرية الإسرائيلية لاستلام النصب التذكارية بين البلدين.

من ضمن اتفاقية السلام، أن مصر وإسرائيل تحافظ على النصب التذكارية للدولة الأخرى داخل أراضيها، مصر لديها نصب تذكارية لشهداء الحروب منذ حرب 1948 داخل إسرائيل، وإسرائيل لديها بعض النصب التذكارية لقتلاها في سيناء، مصر تمتلك 3 نصب تذكارية داخل إسرائيل فاخرة جدا وشيك جدا ومتشطبة من الجرانيت، ومتعاقدين مع البلديات الإسرائيلية للإشراف على النصب، ولاحظت أن المجتمع الإسرائيلي يعيش في خوف ورعب، وذلك بعد أن فوجئت في إحدى المرات وأنا هناك وأثناء زيارة تلاميذ إحدى المدارس لإحدى النصب التذكارية أن المدرس يحمل سلاحا والسائق يحمل سلاحا.

ما تقييمكم لما يحدث في غزة ورؤيتك لمستقبل إسرائيل في ظل التطورات الأخيرة؟

ما يحدث في غزة مهزلة، وإسرائيل ستدمر نفسها بنفسها.

وماذا عن تقييمك لدور مصر في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟ 

الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مثل الرئيس جمال عبد الناصر، الرئيس السيسي يتعامل مع الأمور بحكمة ومسئولية وواقعية سياسية، ويضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار، إسرائيل مرعوبة من الجيش المصري، وخوفها الأكبر من الصاعقة المصرية، وحماس لها مشاكل مع مصر، لكن إسرائيل ستبقى مصدر تهديد دائم لمصر.

ما السيناريوهات المتوقعة في حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل؟

النصر سيكون حليف مصر، مصر أصبح لديها قوة صاروخية رهيبة، مصر لن تسمح لإسرائيل مرة أخرى بنقل المعركة على أرضها.

من عدو مصر والعرب اليهود أم الشيعة؟

الإنجليز هم الذين اخترعوا موضوع السنة والشيعة، لإثارة الفتنة بين المسلمين، وتطبيق نظرية فرق تسد، ونشر الفتن المذهبية في المنطقة، الإنجليز هم وراء كل مصيبة في الشرق الأوسط، إيران جزء أصيل من المنطقة والشرق الأوسط لكن إسرائيل دخيلة على المنطقة، ستبقى إسرائيل هي العدو.

كيف يمكن حل الصراع العربي الإسرائيلي من وجهة نظركم؟

إقامة دولة فلسطينية واحدة تضم المسلمين واليهود وكل أصحاب الأديان، وليست دولة يهودية تضم المسلمين، لأن الإسرائيليين يكرهون العرب والفلسطينيين، الصراع في الشرق الأوسط  لن ينتهي إلا بحدوث مصيبة لأمريكا.

لكن إسرائيل ترفض حل الدولتين وترفض أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية؟

إسرائيل تتبع سياسة البقاء للأقوى، وتتعامل مع القضية من منظور القوة وليس من منظور سياسي أو قانوني أو إنساني.

ماتقييمكم للموقف العربي مما يحدث في المنطقة؟

لا يوجد موقف عربي، يوجد مصالح، الدول العربية كلها قواعد عسكرية أمريكية.

العرب يطلبون من مصر أن تحارب نيابة عنهم فما ردك؟

مصر لن تحارب عن أحد، العرب في سلام مع إسرائيل منذ زمن، مصر رفضت إقامة مخازن أسلحة أمريكية على أرضها.

اللواء عبد الحميد شرارة

نبذة من سيرته الذاتية

  • ولد في مدينة المنصورة يوم 17 أبريل 1946 لأسرة عريقة في المجد؛ والده المهندس حسين عبد العزيز شرارة الذي عمل بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وشغل بها العديد من المناصب الرفيعة، ووالدته السيدة فريدة عبد الحميد حمدي وهي أخت اللواء مهندس أ.ح أحمد حمدي عبد الحميد الذي استشهد على خط النار يوم 14 أكتوبر عام 1973.. 
  • انتقل مع الأسرة بعد ذلك إلى الدقي والتحق بمدرسة الأورمان الثانوية بالدقي وقد زامله فيها الموسيقار عمر خيرت، والمخرج علي بدرخان.. ثم انتقلت أسرته بعد ذلك إلى حي مصر الجديدة واستقرت بها منذ عام 1960، وانتقل من مدرسة الأورمان إلى مدرسة النقراشي الثانوية وقد حصل على الشهادة الثانوية عام 1964، ثم التحق بالكلية الحربية في أكتوبر 1964، وتخرج في الدفعة 49 في شهر أغسطس عام 1966.
  • بعد تخرجه من الكلية الحربية وحصوله على الفرقة الأساسية في مدرسة المشاة التحق بالخدمة بإحدى وحدات المشاة باللواء 114 مشاة بالفرقة الثالثة مشاة، وتحركت هذه الكتيبة يوم 15 مايو 1967 إلى سيناء واستقرت بجنوب جبل لبنى.
  • في عام 1971 رقي إلى رتبة النقيب وتولى منصب قائد ثان السرية، وفي مطلع عام 1973 انتقل للعمل بالقاهرة بمدرسة الشرطة القريبة من إدارة التجنيد بجسر السويس، وبعدها بعدة شهور ترقى إلى رتبة الرائد بعد أن أمضى فى رتبة النقيب عامًا ونصف العام..
  • وبعد انتهاء الحرب درس في كلية القادة والأركان (الدورة 26/1974-1975)، وحصل على دورتها هو برتبة رائد، ثم عين رئيسًا لفرع عمليات اللواء 12 مشاه، ونقل عام 1977 إلى فرع عمليات الفرقة السابعة مشاه، ثم تولى قيادة الكتيبة 504 مشاه التابعة للواء 119 مشاة مستقل في ممر سدر بجنوب سيناء.
  • وفي يناير 1988 تولى رئاسة أركان اللواء الخامس مشاة، وفي ديسمبر من نفس العام تولى قيادة اللواء 313 مشاة مستقل.. بعدها عُيِّن فى الدورة ٢٠ دفاع وطني بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وبعد ذلك عُيِّن نائبا ًلرئيس فرع التدريب التعبوي بهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيسا لفرع التنسيق والمتابعة بالأمانة العامة لوزارة الدفاع مع المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، وتم ترقيته إلى رتبة اللواء فى يناير ١٩٩٥ وعين نائبًا لمدير مركز إدارة الأزمات للقوات المسلحة، ثم مديرًا لإدارة التخطيط والمتابعة بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ثم مستشارًا للتخطيط والتسويق لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ثم مديرًا للعمليات بشركة النصر للخدمات العامة والتوريدات إلى أن تقاعد فى يناير ٢٠٠٧.

 

اللواء عبد الحمدي شرارة يصافح محمد عبد الحليم غزالة