الورقي
5 أسباب تهدد بفشل معارض أهلًا رمضان في 2024
«معارض أهلًا رمضان»، إحدى أهم أدوات الحكومة للسيطرة على الأسواق وتوفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة قبل بداية الشهر الكريم، حيث ينتظر افتتاحها ملايين المصريين وخاصة مع الظروف المالية والاقتصادية التى تمر بها البلاد منذ بداية عام 2024.
ولكن اللافت في الأمر هذا العام، أن معارض أهلًا رمضان، تأخر افتتاحها بشكل ملحوظ، بحانب أن المعارض التى أقيمت بعدد من المحافظات واجهت مشكلات «كبيرة»، وهو ما أثار تساؤلات وشكاوى المواطنين.
وكانت معارض «أهلًا رمضان» 2023 تم افتتاحها في شهر يناير، لكن في المقابل العام الجاري بدأ إقامتها في منتصف ونهاية شهر فبراير الماضي.
ومن ناحيتها، رصدت جريدة «النبأ»، شكاوى المواطنين، خلال الفترة الماضية، والتي من المتوقع أن تهدد بفشل معارض أهلًا رمضان في 2024.
الزحام وبُعد المكان
وقال عبد الحميد علي، مواطن بالمرج: «ليه المعارض تبعد جدا عن مناطق شرق القاهرة المرج وعزبة النخل والمطرية، وعين شمس مع العلم أن هذه المناطق فيها تكدس للسكان وتحتاج إلى المعارض فى ظل الغلاء الفاحش بكل السوبر ماركت».
وأضاف: «نرجو توفير معرض فى عين شمس لأنها منطقة وسطى بين المرج وعزبة النخل والمطرية لكن مدينة نصر بعيدة والذي ستوفره فى السلع سيتم دفعه مواصلات بخلاف الزحمة».
ولم يختلف الحال كثيرًا مع أشرف سعد، مواطن بمنطقة الجيزة، والذي اشتكى من الزحام وخاصة مع تأخر الافتتاح، قائلًا: «لعدم حدوث انفلات أمنى وتكالب المواطنين على معارض أهلًا رمضان من الأفضل وجود دوريات وخدمات أمنية للحفاظ على الأمن والسلم العام وحماية الأشخاص والممتلكات العامة».
عدم توافر السكر
فيما اشتكى بكر قدري، مواطن بالإسكندرية، من عدم توافر السكر، قائلًا: «اللي بيتقال في الإعلام حاجة واللي موجود في الحقيقة حاجة تانية».
وأضاف: «نعم السكر موجود في قائمة أسعار السلع في معارض أهلًا رمضان بـ27 جنيهًا ولكن أين.. هل موجود، بل لم نعثر له على أثر فى المعارض أو فروع مجمعات الإسكندرية الاستهلاكية».
غلاء الأسعار
وقال سيد سيف، مواطن بمصر القديمة، إن الدولة لا تزال تصر على أن معارض أهلًا رمضان تقدم تخفيضات مميزة عن السوق الحر، تصل إلى 30%، ولكن في الحقيقة لا يوجد أي ميزة سواء في أسعار الزيوت أو الأرز بل الأسعار مماثلة للخارج والسكر لا يوجد وإذا وجد يفرض عدد 2 كيس للفرد.
وأضاف أن الأزمة في التجار، فهم يأخذون السلع من الحكومة بأسعار منخفضة ويعرضونها للمواطنين بأسعار مرتفعة.
وقالت لينا أحمد، مواطنة بمدينة نصر: «الأسعار في معارض أهلًا رمضان العام الجاري، نفس أسعار السوق الحر والسوبر ماركت، بخلاف معظم السلع المعروضة ليست كيلو مثل السكر والذي يصل إلى 800 أو 900 جرام فقط».
عزوف الموردين
وكشفت مصادر بالغرف التجارية، رفضت ذكر اسمها لـ«النبأ»، عن عدد من مشكلات التى ظهرت مع افتتاح أول معرض لـ«أهلًا رمضان» في عام 2024 بمنطقة شبرا الخيمة.
وقالت المصادر، إن هناك عزوفا للموردين بشكل كبير، هو الأمر الذي تسبب في عدم توفير لبعض السلع، أبزرها السكر بجانب ارتفاع أسعار السلع الموجودة داخل المعرض ومساواتها بمثيلتها بالأسواق الحرة.
وأضافت المصادر، أن الأرز يصل سعره في المعرض إلى 35 جنيهًا والزيت 90 جنيهًا، وهو الذي اعتبره المواطنون عدم تخفيض في الأسعار، قائلة: «لذلك هتف المواطنون أمام المعرض أثناء الافتتاح برحيل وزير التموين الدكتور علي المصيلحي».
وتابعت المصادر: «كان من المقرر افتتاح جميع معارض أهلًا رمضان منتصف شهر فبراير لكن مع عزوف الموردين تأجلت لآخر الشهر لأول مرة»، متوقعة عدم استمرار المعارض لمدة شهر.
وحاول وزير التموين امتصاص غضب المواطنين، وأصدر قرارًا بتخفيض سعر زيت الخليط زنة 800 مللي إلى 65 جنيها، بدلا من 70 جنيها، وذلك في كل معارض وشوادر «أهلا رمضان» على مستوى الجمهورية، إضافة إلى فروع الشركات الغذائية والاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية.
وبدوره، قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن رفض الموردين عرض السلع في معارض أهلًا رمضان جاء بهدف تحقيق أرباح نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الموردين لا يرغبون في عرض السلع بقيمتها العادلة أو أقل بالمعارض، لافتًا إلى أن ذلك يعتبر احتكارًا وضغطًا على المواطن البسيط، ولكن مشروع رأس الحكمة هدم مخططهم.
وحول ارتفاع أسعار السلع في معرض أهلًا رمضان، أشار «الشافعي»، إلى أن مشروع رأس الحكمة أيضًا سيساهم بشكل كبير على ضبط السوق وانخفاض الأسعار، وخاصة مع تراجع سعر الدولار في السوق الموازية بعد وفرة المعروض منه.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الفترة المقبلة ستشهد وفرة في المعروض من السلع الأساسية، متابعًا: «وهذا ظهر في توجيهات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بسرعة الإفراج عن السلع الموجودة في الجمارك، خلال اجتماعه مع وزيري التموين والزراعة ومحافظ البنك المركزي؛ لمتابعة موقف توفير التمويل المطلوب من النقد الأجنبي للسلع الاستراتيجية لا سيما القمح والزيت والألبان البودرة والأدوية».
