رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إعادة تدوير الأعمال الفنية القديمة.. إفلاس فكري أم خطة مضمونة لتكرار النجاح؟

فيلم شمس الزناتي
فيلم شمس الزناتي

كريم محمود عبد العزيز يقدم «البحث عن فضيحة» لـ عادل إمام.. ومحمود عبد المغني مكان نور الشريف في مسلسل «جري الوحوش»

 

خالد النبوي ينافس بـ«إمبراطورية م» في رمضان 2024.. ومحمد إمام يراهن على «شمس الزناتي 2»

 

طارق الشناوي: لا مشكلة في الأمر.. والجمهور هو الحكم

 

محمود قاسم: مخاطرة.. ولا يوجد داع للبحث في ما مضى

 

 

بين رؤية فريق لها على أنها إفلاس فني، واقتناع الفريق الآخر أنها محاولة للتجديد والتغيير، اختلف الكثيرون حول فكرة إعادة تقديم الأعمال الفنية، التي سبق عرضها، كفيلم أو مسلسل أو حتى مسرحية، بشكل مختلف، وخلق الأمر جدلًا واسعًا مرارًا وتكرارًا، بين النقاد وحتى الجمهور.

وعلى ما يبدو أن أنظار العديد من صناع السينما والدراما، اتجهت، مؤخرًا، بشكل ملحوظ، إلى ذاكرة التسعينيات، وباتوا يفكرون في عرض أفلامها ومسلسلاتها مرة ثانية، زاعمين أنها بزواية ومعالجة جديدة، إذ ينتظر المشاهدون حوالي 6 أعمال، تعرض خلال الفترة المقبلة، قائمة على المبدأ السابق.

تعاقد الفنان كريم محمود عبد العزيز على بطولة فيلم «البحث عن فضيحة» للمخرج رامي إمام، ليعيد تقديم نفس الفيلم، الذي قدمه الفنان عادل إمام، مع كل من: «ميرفت أمين، وسمير غانم، ويوسف وهبي، وميمي جمال، وجورج سيدهم، وتوفيق الدقن»، عام 1973، للمخرج نيازي مصطفى.

كذلك يعرض مسلسل «جري الوحوش» في الموسم الرمضاني المقبل، وهو عن الفيلم، الذي يحمل نفس الاسم، وعرض عام 1987.

وتعاقد على بطولة المسلسل، كل من: محمود عبد المغني، ونضال الشافعي، ومحمود حجازي، وجار ترشيح واختيار باقي فريق العمل، وهو إخرج عبد العزيز حشاد، وسيناريو أحمد صبحي.

ومن المقرر أن يقدم «عبد المغني»، شخصية «سعيد أبو الدهب»، الذي جسد دوره الفنان نور الشريف، إذ يسعى للإنجاب بأي شكل، ويحاول إقناع «عبد القوي شديد» وهو محمود عبد العزيز، المعروف بقدرته على الإنجاب، باستئصال جزء صغير «أد العدساية»، من الغدة النخامية، وزرعها لديه، للتغلب على العقم، الذي يعانيه، بعد نجاح هذه التجربة على «قرد».

ويدخل صناع المسلسل في رهان ليس سهلًا، يقوم على قدرتهم على توصيل نفس رسالة وهدف الفيلم، وهي «الرضا»، التي عرضت في 120 دقيقة فقط، في 30 حلقة.

وانتهى الفيلم بإصابة «سعيد» بالشلل، بينما فقد «عبد القوي» عقله، وسيطر الندم على الطبيب، الذي قام بالعملية، وهو حسين فهمي، بعد فشله.

في سياق متصل، يشارك الفنان خالد النبوي، خلال الموسم الرمضاني المقبل، بمسلسل «إمبراطورية م»، المأخوذ عن الفيلم، الذي قدمته الفنانة فاتن حمامة والفنان أحمد مظهر.

وانضم إلى فريق عمل المسلسل، كل من: حلا شيحة، ونشوى مصطفى، وإيمان السيد، ومحمود حافظ، ونور النبوي، ومحمد محمود عبد العزيز، وهو تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد سلامة.

وربما لا يعلم الكثيرون أن الفيلم، الذي عرض عام 1972، كان عن رواية للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، وكان البطل الأساسي فيه، رجلًا، لأب يتمرد أولاده عليه ويرغبون في  عمل انتخابات واختيار حاكم للأسرة، وتحت الضغط، يوافق الأب، ويفاجأ أن أولاده اختاروه حاكمًا للبيت، بسبب حبهم له.

كذلك أعلن الفنان محمد إمام بدء تصويره فيلمه الجديد «شمس الزناتي»، بعد مرور 33 عامًا على تقديم الفنان عادل إمام، للفيلم الأصلي، عام 1991.

وشارك مع «الزعيم»، كل من: سوسن بدر، ومصطفى متولي، وعبدالله محمود، ومحمود الجندي، ومحمود حميدة، وأحمد ماهر، ونهى العمروسي، وإبراهيم نصر، وعلي عبد الرحيم، ورشدي المهدي، وإخراج سمير سيف، وتأليف مجدي هداية.

بينما تعاقد على النسخة الجديدة مع «إمام»، حتى الآن، عدد من النجوم، منهم: أمينة خليل، وأحمد داش، وطه دسوقي، وأحمد خالد صالح، ومصطفى غريب، وعمرو عبد الجليل، وكريم الحسيني، الذي ظهر طفلًا في الجزء الأول، وهو سيناريو وحوار محمد الدباح، وإخراج عمرو سلامة.

ويقدم محمد إمام دور «شمس الزناتي»، الذي قدمه والده، ويظهر طه دسوقي بدور «سلامة»، الذي جسده الراحل محمود الجندي، بينما انتشرت أنباء حول تقديم عمر مصطفى متولي، دور «سيد سبرتو»، الذي ظهر به والده.

ومن المقرر أن تعود الأحداث، في الفيلم، إلى الوراء 15 عامًا، أي قبل حادث الواحة، الذي عرض بالنسخة الأصلية، لتحكي لنا الأحداث كيف تعرف «شمس الزناتي» على أصدقائه، وكونوا فريقًا معًا.

أما المخرج محمد عبد العزيز؛ فـكشف عن نية ابنه الفنان كريم عبد العزيز في إعادة تقديم فيلمه «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط»، الذي عرض عام 1981، بطولة: عادل إمام، وسهير البابلي، ومديحة كامل، وعمر الحريري، وأحمد ماهر، وأحمد راتب، وجمال سليمان، وتأليف وحيد حامد.

وأوضح أن المخرج سيكون مروان حامد، وأن الفيلم سيكون بآلية جديدة، تتماشى مع العصر الحالي.

وفي الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عُرض فيلم «أنف وثلاث عيون» للمرة الأولى، بمشاركة: ظافر العابدين، وسلمى أبو ضيف، وجيهان الشماشرجي، وصبا مبارك، وسلوى محمد علي، ونور محمود، وصدقي صخر، وإخراج أمير رمسيس، وسيناريو وحوار وائل حمدي.

ومن المقرر طرح الفيلم بدور العرض السينمائية خلال شهر يناير الجاري، وهو معالجة جديدة للفيلم الأصلي، الذي عرض عام 1972، لكل من: محمود ياسين، ونجلاء فتحي، وماجدة، وميرفت أمين، وإخراج حسين كمال.

تظهر صبا مبارك بدور الفنانة ماجدة، والفنانة سلمى أبو ضيف بشخصية نجلاء فتحي، بينما يقدم ظافر العابدين دور محمود ياسين.

وتدور أحداث الفيلم، حول طبيب التجميل «هاشم»، ذائع الصيت، وعلاقاته النسائية المتعددة، فـكلما يقترب من فتاة، يجد أسبابًا للابتعاد عنها، وعلى مدار سنوات طويلة متتالية، يرتبط بـ4 فتيات، إحداهن تصغره بـ25 عامًا، كما أن نهاية النسخة الجديدة مختلفة عن نهاية الفيلم القديم.

من ناحيته، علق الناقد الفني طارق الشناوي على ظاهرة إعادة تقديم الأعمال الفنية القديمة، مرة ثانية، قائلًا إنه لا يوجد مشكلة في ذلك، ما دام أن المعالجة مختلفة، وأن هذه الأعمال الأصلية ليست حكرًا على أحد.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن التجارب السابقة التي اعتمدت على تقديم مسلسل أو فيلم، للمرة الثانية، حققت نجاحًا كبيرًا، مثل: مسلسل «أرض النفاق» للفنان محمد هنيدي، والمأخوذ عن فيلم فؤاد المهندس، ومسلسلي «العار» و«الكيف»، ومسلسل «الباطنية» للفنانة غادة عبد الرازق، والمأخوذ عن فيلم نادية الجندي، ومسلسل «لاتطفىء الشمس» للفنانة ميرفت أمين، ومحمد ممدوح، وريهام عبد الغفور، المأخوذ عن فيلم عقيلة راتب، وشكري سرحان، وفاتن حمامة، ومسرحية «سيدتي الجميلة» للفنان أحمد السقا وريم مصطفى، عن مسرحية فؤاد المهندس وشويكار، وفيلم «أولاد حريم كريم» للفنان مصطفى قمر، وغيرهم.

وأكمل «الشناوي» أن الأمر عادي جدًا، وأن الجمهور هو الحكم، وأن الأذواق مختلفة، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يُعجب، بعض من الجمهور، بالعمل الجديد، ولا يلقى أثرًا طيبًا لدى البعض الآخر، وأنه لا يجوز الحكم على أي عمل فني إلا بعد عرضه ومشاهدته للنهاية.

على الجانب الآخر، وصف الناقد الفني محمود قاسم، هذه الظاهرة، بـ«المخاطرة» و«الإفلاس الفني»، موضحًا أنه لا يحب الفكرة، وأن الواقع حولنا ملىء بقصص وحكايات، تصلح لتقديمها في أعمال، بها تفاصيل مختلفة وجديدة.

وقال، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إنه لا يوجد داع للبحث في الدفاتر القديمة، وإنه إذا لجأ أحد إلى هذه الفكرة، فـ عليه أن ينظر في الأعمال أو الروايات التي لم تقدم كفيلم أو مسلسل، من قبل، مؤكدًا أن ذلك سيكون «أضعف الإيمان».