رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حصاد 2023.. هل خدعت الدعاية «الأوڤر» جمهور دراما المنصات الإليكترونية؟

بطن الحوت
بطن الحوت

لا أحد يستطيع أن ينكر دور المنصات الإليكترونية في تحقيق انتعاشة قوية ومنافسة ساخنة على الصعيد الدرامي، خلال الآونة الأخيرة، إذ شجعت صناع المسلسلات على تقديم أعمال جديدة، بشكل مختلف، وأتاحت الفرص للكثيرين من المواهب الشابة للظهور أمام الجمهور، كما جعلت عجلة الإنتاج لا تتوقف داخل «البلاتوهات» على مدار السنة كلها، وليس بموسم واحد فقط.

إلا أن بعضًا من هذه المسلسلات، نالت ضجة واسعة بشكل مبالغ فيه، وحرص أصحابها على أن يكون لها دعاية هائلة، بشكل أو آخر، أملًا في جمع أعلى نسبة مشاهدة، حتى تفاجأ المشاهدون وقت العرض، أنها لم تكن تستحق كل ذلك، وأنها دون المستوى، وأن الضجة، التي صاحبتها، راحت هباء.

وفي المقابل، كانت هناك مسلسلات ثانية، فاجأت الجمهور بدرجة نجاحها، في حين أن دعايتها كانت طبيعية، وبشكل معتدل، لتثبت أن العمل الجيد لا يحتاج إلى ضجيج عال أو صخب ملحوظ، ليشد الانتباه إليه، وأنه يفرض نفسه على الساحة بكل هدوء.

ومع قرب نهاية عام 2023، يستعرض «النبأ الوطني» النوعين من المسلسلات السابقة، التي عرضت طوال العام.

جاء مسلسل «بطن الحوت»، الذي يعرض على منصة «شاهد» الرقمية، على رأس القائمة، إذ خلق صناعه حالة كبيرة من الدعاية له قبل عرضه، حتى أصبح الجمهور متشوقًا لمشاهدته، وظنوا أنهم سيكونوا على موعد مع عمل مميز، لا سيما وأن أبطاله، نجوم كبار.

ومع عرض الحلقات الأولى، خاب ظن الكثيرون، الذين قالوا، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إن المسلسل ملىء بالسقطات الواضحة والأخطاء الظاهرة، وأنه بلا حبكة درامية مُحكمة، وأن السيناريو ضعيف و«مهلهل»، وأن بعض أحداثه غير منطقية، بجانب انتقادهم لـ كادرات المخرج، وظهور «التيك توكر» كروان مشاكل في عدة مشاهد مع الفنانة زينب غريب.

ولم تشفع جودة أداء كل من «باسم سمرة، ومحمد فراج، وأسماء أبو اليزيد» التمثيلي، للمسلسل، الذي وصفه قطاع عريض من المتابعين، بأنه نال ضجة «على الفاضي»، وأن صناعه لجأوا إلى الاستعانة بـ«كروان» لخطف «التريند»، ليس أكثر.

شارك في «بطن الحوت»، بجانب «فراج» و«سمرة» و«أبو اليزيد»، كل من: سماح أنور، وعبد العزيز مخيون، وبسمة، وزينب غريب، وهو تأليف أحمد فوزي صالح ومحمد بركات، وإخراج أحمد فوزي صالح.

وفي شهر سبتمبر الماضي، تصدر اسم مسلسل «السفاح» قائمة محرك البحث «جوجل»، بعد عرضه على «شاهد»، والذي يحكي عن قصة سفاح الجيزة الحقيقي «قذافي فرج عبد العاطي»، الذي قُبض عليه عام 2020، بعد ارتكابه العديد من جرائم القتل.

وسيطر المسلسل على المشهد الدرامي باكتساح، وقتها، واستحوذ على اهتمام المشاهدين والنقاد معًا، وأعاد إلى الأذهان القصة الحقيقية.

ومع كل ذلك، لم يكن على المستوى المنتظر، ونال قدرًا كبيرًا من الهجوم، بسبب أداء أبطاله، وخاصة «أحمد فهمي»، الذي قال الجمهور إنه كان باردًا في تصرفاته وردود أفعاله ومشاعره، بشكل لا يتماشى مع كونه سفاحًا، بالإضافة إلى داليا شوقي، التي سخر الكثيرون منها في مشاهد معينة، ظهرت فيها وهي تبكي، ووصفوها بأنها مشاهد كوميدية هزلية.

وأوضحوا أن المسلسل سىء للغاية، وأنهم لم يتمكنوا من فهم نهايته، إلا بعد مشاهدتها أكثر من مرة، مشيرين إلى أن هذا الغموض، أصابهم بملل.

«سفاح الجيزة» تكون من 8 حلقات فقط، وهو من تأليف محمد صلاح العزب، وإخراج هادي الباجوري، وبطولة: باسم سمرة، وركين سعد، وميمي جمال، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم، بحانب «فهمي»، و«داليا».

لم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لمسلسل «أزمة منتصف العمر»، الذي كان حديث الكثيرين وقت عرضه على «شاهد»، بسبب جرأة قصته، التي كانت تدور حول شاب، يقع في حب زوجة والد زوجته، وتنتهي بانتحار هذا الشاب وحماته، بالسم.

وتعرض المسلسل لانتقادات شديدة، واعتبره متابعي «السوشيال ميديا»، يحث على نشر الفسق والفجور، خاصة بعدما كشف صناعه، أنه مأخوذ عن قصة حقيقية، في محاولة منهم، للترويج بشكل أكبر لعملهم.

وعلى الرغم من ذلك، جاء أداء بطله كريم فهمي ضعيفًا للغاية، ولم يكن السيناريو مكتوبًا بشكل جيد، كما كان قائمًا على المط والتطويل في أحداثه بشكل ملحوظ.

وشارك فيه مع «فهمي»، كل من: ريهام عبد الغفور، ورشدي الشامي، ورنا رئيس، وهند عبد الحليم، وعمر السعيد، وهو تأليف أحمد عادل، وإخراج كريم العدل.

على الجانب الآخر، نال مسلسل «بالطو»، إعجاب الجمهور، وخطف الأنظار منذ عرض الحلقات الأولى منه، لا سيما أنه كان يناقش قضايا اجتماعية مهمة، وتصدر قائمة الأكثر مشاهدة على منصة «Watch it».

وأشاد المشاهدون بخفة دم الأبطال، وتلقائية وبساطة أدائهم، كما أوضح النقاد أن المسلسل يعتمد على كوميديا الموقف، وليس «الإيفيهات»، وأن عصام عمر ممثل موهوب، وسيكون له مستقبلًا باهرًا.

وشارك «عصام» كل من: مريم الجندي، ومحمد محمود، ومحمود حافظ، وعارفة عبد الرسول، وإخراج عمر المهندس، كما أنه مأخوذ عن رواية «بالطو وفانلة وتاب».

أما مسلسل «على باب العمارة»، فـ حقق، هو الآخر، نجاحًا هائلًا، على منصة «Watch it»، وهو بطولة: حاتم صلاح، وآية سماحة، ومحمد محمود، وريهام الشنواني، ومحمد رضوان، ومحمد عبد العظيم، وإخراج خيري سالم، وتأليف مصطفى حمدي.

نفس الحال لمسلسل «موضوع عائلي» بجزأيه الأول والثاني، إذ لاقى تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مشهد مناجاة ماجد الكدواني إلى الله في المسجد، بعد علمه بمرضه، ومشهد زفاف ابنته، حتى تصدرت أغنية «بنت أبويا» للفنانة هنا يسري، «التريند» وقت عرضه، وأصبحت جزءًا ثابتًا في الأفراح في الحقيقة.

وهو بطولة: رنا رئيس، وطه دسوقي، وسماء إبراهيم، ومحمد رضوان، ومن ممدوح، ومحمد شاهين، وهو تأليف وإخراج أحمد الجندي.