رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«سفاح الجيزة» يقلب «السوشيال ميديا».. هل تزيد هذه المسلسلات معدل الجريمة بالمجتمع؟

سفاح الجيزة
سفاح الجيزة

هجوم وسخرية من أداء أحمد فهمي وداليا شوقي.. والأخيرة: أصبت بالشلل بسبب هذا المشهد

 

المؤلف محمد صلاح العزب: ذهبت لطبيب نفسي بعد انتهاء التصوير.. ونفكر في جزء ثان

 

طارق الشناوي: العمل يرصد مدى تأثير العنف الأسري على تكوين شخصية الأفراد

 

 

 

أثار مسلسل «سفاح الجيزة»، الذي كان يعرض على منصة «شاهد» الرقمية، حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولفت أنظار الكثير من النقاد والجمهور.

المسلسل، المستوحى من قصة حياة السفاح «قذافي فرج عبد العاطي»، والذي قتل 4 أشخاص، في الفترة من 2015 حتى 2018، وحصل على حكم بالإعدام، لم يُنفذ بعد، أدى إلى انقسام «السوشيال ميديا» إلى فريقين؛ مؤيد ومعارض.

أبدى الفريق الأول إعجابه بالمسلسل وقوة فكرته، وقال إن أداء الفنان أحمد فهمي شهد تطورًا بشكل ملحوظ، مشيدًا بحرصه على تنوع أدواره، وعدم اكتفائه بالأعمال الكوميدية فقط.

أما الفريق الثاني؛ فـ انتقد فكرة المسلسل، كونها تخلد قصة حياة سفاح، ما زالت قضيته الحقيقية أمام المحكمة، كما هاجم نهايته، وأداء «فهمي»، ووصفه بأن ردود أفعاله في جميع المواقف، واحدة وباردة. _على حد قولهم_، فضلًا عن تأكيدهم على ضعف الحبكة الدرامية للمسلسل.

كذلك نالت الفنانة داليا شوقي قدرًا كبيرًا من السخرية والهجوم، خاصة بعد مشهد الصدمة، بالحلقة السادسة، الذي تكتشف فيه حقيقة زوجها «محيي»، وعلاقته بشقيقتها «زينة»، ووجده البعض أنه كان مبالغًا فيه، للدرجة التي وصلت إلى مطالبتهم باعتزالها التمثيل.

وردت «داليا» على هذه الانتقادات، بأنها أصيبت بالشلل اللحظي، أثناء تصويرها هذا المشهد، جراء اندماجها فيه، وأنها تأثرت بالهجوم عليه، لافتة إلى أن «السوشيال ميديا» سلاح ذو حدين، وأنها أصبحت لا تثق سوى في رأي المقربين منها، أو المخرجين، والمنتجين، والفنانين.

ولفتت إلى أن هناك من انتقدها، دون أن يرى المسلسل أو يعرف أبعاد شخصيتها أو يفهم صدمتها، وأنها باتت تتعامل مع المتجاوزين على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ«البلوك».

في المقابل، وعلى الرغم من اختلاف أصحاب الفريقين، إلا أنهم اتفقوا على أداء بعض نجوم المسلسل؛ وعلى رأسهم: ركين سعد، وحنان يوسف، وباسم سمرة.

من ناحيته، قال مؤلف المسلسل محمد صلاح العزب، إن «سفاح الجيزة» وجبة درامية دسمة، وإنه تعمد إضافة أحداث جديدة، ليست موجودة بقصة السفاح الحقيقية، مشيرًا إلى أن المسلسل ليس عبارة عن قصة حياته، وإنما به بعض الأمور الحقيقية فقط من حياته.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المسلسل ملىء بالمفاجآت، وأنه يميل إلى الغموض والتشويق، حتى تتضح الحقائق في الحلقات الأخيرة، مثل حقيقة «زينة»، وهي ركين سعد، التي انكشفت في الحلقة الخامسة، مؤكدًا أن دورها صعب ومركب، وأنها فنانة موهوبة، وقدمته بشكل جيد للغاية.

وحول إلقاء اللوم على المسلسل في زيادة نسبة الجريمة في المجتمع، أوضح «صلاح» أنه ليس هناك جريمة تحدث بسبب مسلسل، وأن المسلسل جاء من قصة موجودة بالمجتمع، في الأساس، لافتًا إلى أن العمل يقول للناس إن الدين معاملة، ويحذرهم حتى لا ينخدعوا بمظاهر الآخرين، وضرب مثالا بـ«محيي»، فـكان يبدو طيبًا ومتدينًا، ويفعل الخير، ويساعد المحتاجين، ويشتري الأدوية لغير القادرين ماديًا، لكنه في الحقيقة، قاتل.

كما ذكر أنه لم يفكر في زيارة السفاح الحقيقي أو حتى الحديث مع أحد من أفراد أسرته، وأنه قدم عملًا دراميًا، وليس وثائقيًا، ونوه بأنه ذهب إلى طبيب نفسي بعد الانتهاء من كتابة وتصوير المسلسل، لأنه تقمص شخصية «السفاح»، منوهًا إلى أن الأمر أرهقه كثيرًا.

وأكمل أنه استعان في تجهيزه للشخصية، بأطباء نفسيين ورجال مباحث ومحاميين، وأنه اهتم بالاطلاع على تحريات النيابة حول القضية الحقيقية، لمعرفة كل المعلومات والتفاصيل المهمة عن السفاح، لبناء شخصيته في المسلسل.

في سياق متصل، تحدث محمد صلاح العزب حول أن نهاية المسلسل مفتوحة، وأن هناك احتمالية كبيرة لتجهيز جزء ثان له، لكن لم يُحسم أمره بعد.

كذلك تحدث الناقد الفني طارق الشناوي عن المسلسل، قائلًا إنه من نوعية المسلسلات الجريئة، التي تركز عليها المنصات الإلكترونية، وإنه اهتم بمناقشة ورصد فكرة مدى تأثير العنف الأسري على تكوين شخصية الأفراد، من خلال دور والدة «جابر»، الذي قدمته الفنانة جهاد حسام الدين في مشاهد «الفلاش باك»، والفنانة حنان يوسف، في الحاضر.

وأفاد بأن الأحداث كشفت عن تربية الطفل «جابر» بشكل معقد وقاس، وأنه رأى والدته تقتل والده أمام عينيه، وهو في سن صغيرة، وأنه نشأ على الخوف والعنف، مضيفًا أن ذلك جعله يتحول إلى «سفاح» مريض نفسي، عندما كبر.

وأيضًا كل من الشقيقتين «داليا شوقي، وركين سعد»، قال «الشناوي» إنهما تربيا على يد أب، يضرب أمهما بشكل دائم، وأن ذلك دفعهما للتفكير في الخروج من المنزل بأي شكل؛ فـ الأولى فكرت في الاتجاه للتمثيل، على أمل أن الشهرة والمال هما المنقذ الوحيد لها، والثانية تبحث عن عريس، وتحملت سوء معاملة «جابر» لها عدة سنوات، حتى لا تعود لمنزل والدها.

وأعرب عن إعجابه بأداء بطلات المسلسل؛ حنان يوسف، وميمي جمال، قائلًا إن المخرج هادي الباجوري أجاد في اختيارهن، كما وصف الفنانة ركين سعد بأنها تتقدم بقوة من عمل إلى آخر، متنبئًا بأنها ستكون من أبرز النجوم على الساحة الفنية، خلال فترة قصيرة.

واستطرد حديثه أن «سفاح الجيزة» ليس العمل الأول عن سفاح، وأنه استوحى من الواقع لقطات وقضايا، وحولها إلى دراما، منوهًا بأنه اعتمد على الكثير من مشاهد العنف والدم.