رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي جمعة يكشف عن فعل واحد يزيل الضيق والهم من الإنسان

النبأ

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أنه عندما يضيق بنا الأمر وتضيق بنا الأرض بما رحبت ويتغير علينا الزمان ونقع فريسة للأمم، أمرنا سيدنا رسول الله ﷺ أن نلتمس الهداية من كتاب الله.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من التمس الهداية في غيره أضله الله"، ومن الهداية التي تركها لنا سيدنا رسول الله ﷺ نكررها وكثيرًا لا نفعلها، ونأمر بها وكثيرًا ما نتغاضى عنها "الوحدة "؛ وحدة القلوب، ووحدة الصفوف، ووحدة الأمة، وعدم الفرقة فيما بيننا حتى نكون يدًا واحدة أمام الناس أجمعين.

وأشار إلى أن الناس ليسوا كلهم أعداء ولا كلهم أصدقاء، ولا كلهم حلفاء ولا كلهم خصماء، الفرقة أصابت الأمة وأصابت الناس، وأصبح المسلمون يتنازعون فيما بينهم أكثر مما يتفقون، ويختلفون أكثر مما يتوحدون، والله تعالى يأبى ذلك ورسوله، تركنا سيدنا رسول الله ﷺ بعد أن وحد قبلتنا ووحد صلاتنا ووحد كلمتنا على كلمة سواء "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كلمة تجمع ولا تفرق،وتوحد ولا تشتت، فإذ بنا تركنا كل ذلك ورائنا ظهريًا ولم نستمع لكلام الله تعالى ولا لكلام رسوله حتى أصبحنا في هذا البلاء الذي نحن فيه، والذي ندعو الله أن يزيله ولا ندعوه سبحانه أن نصبر عليه؛ فإن الصبر على هذا البلاء من الفرقة أمر لا يقره الله ولا يحبه رسوله ولا المؤمنون.

قال تعالى ﴿ واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ فجعل خلاف الاعتصام بحبل الله على سبيل الوحدة طريقًا للضلال والهلاك وجعله على شفا حفرة من النار.

علمنا الله ورسوله الاتحاد، وكثير من الناس ما يسأل لما تقولوا هذا ؟ وهل يتأثر الناس به؟ الكلمة ولو كانت بسيطة متى خرجت لله وبأمر الله ؛ فإن الله يسمّع بها العالمين إلى يوم الدين؛ وعندكم مثالكم الأعظم ونبيكم الأكرم ﷺ وقد أتى وحده فتكلم بالكلام الصدق فإذ به أكثر الناس تبعًا إلي يوم الدين، وإذ به قد رفع الله له ذكره وأعلى شأنه وجعل أتباعه أكثر أتباع دين على وجه الأرض وعلى مر العصور،نبيكم وهو الصادق المصدق الذي كان له قلب هو جوهر القلوب وكانت له روح هي سيدة الأرواح، لما تكلم من قلبه كلمة طيبة خرجت للعالمين بصدق لوجه الله تعالى أثرت في الناس ؛ أثرت فيهم وهزتهم عبر العصور وعلى كر الدهور وفي كل مكان وفي كل الأحوال.