عادل توماس يكتب: كيف يتحقق السلام فى الشرق الأوسط؟ (١)

لكي يحل السلام ويدوم في الشرق الاوسط يجب ان يقوم على العدل، وأن يكون الإسرائيليون مستعدون للدخول في علاقه جديدة مع جيرانهم الفلسطينيين تبنى على أساس الاحترام، وأن تتخلى إسرائيل على إدعاءات بأن التمسك بالأراضى المحتلة ضرورة أمنية لأنهم لا يملكون عمقًا جغرافيًا، وأن إسرائيل مكشوفة وعرضة للهجوم في حالة تخليها عن تلك الأراضي.

ويجب أن يقتنع المجتمع الدولي أن لا حل من الخارج يفرض على أطراف النزاع وأن النجاح في الوصول إلى السلام في صالح الجميع، وعلى المجتمع الدولي أن يعلم أيضًا أن الشرق الأوسط هو اكثر الأماكن تسلحًا في العالم، حيث أن التكنولوجيا النووية والاسلحة الشاملة قد بدات تنتج في هذه المنطقة، وعلى المجتمع الدولي أن ينظر لهذا الأمر ليحاول الجميع إنهاء الصراع في هذه المنطقة والتخلص من التهديد النووي الذي يتناثر في المنطقة.

وعلى الجميع أن يتأكد أن السلام فى هذه المنطقة ليس حلمًا، والدليل على ذلك معاهده السلام المصرية _الإسرائيلية التي ترسخ أن في إمكان الأعداء السابقين تحقيق السلام والمحافظة عليه، ولن يتحقق السلام دون تنازلات متبادلة وحلول وسطى ومفاوضات مباشرة بين الطرفين، واستماع كل طرف إلى الآخر بناء على ثقة متبادلة بينهما وعلى أساس الأمن لكلا الطرفان.

ولا بد أن يدرك الطرفان أن السلام لمصلحة كلًا منهما، وأن الحرب ليست لمصلحة أيًا منهما، وأن بديل السلام هو العنف والقتل والإحساس بالغضب وفقدان الأمل في المستقبل ومأسى كلا الشعبان، وتعريض أرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال للخطر، وتحويل شوارع المدن والمدارس والمستشفيات وملاعب الأطفال إلى ساحات قتال.

ونرى أنه لا بد ان يقام مؤتمر عالمي في القريب العاجل، ونرشح سيناء أرض السلام لاستضافته، نظرًا لأهمية هذا المكان بالنسبة لكل العالم، ولصعوبة اختيار مكان أفضل منه، ولكونها أرض مقدسة بالنسبة لجميع الديانات، ولإنجاح هذا المؤتمر يجب أن لا يفكر أحد فى تحقيق مكاسب على حساب الآخر، ولا بد أيضًا التغلب على الماضي لخلق السلام الدائم القائم على أساس إحترام الشعب الفلسطيني وحقوقه.