رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف يؤثر التوقيت الشتوي على صحتك؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أظهرت الدراسات أن تغيير الوقت إلى التوقيت الشتوي يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، ومن المقرر أن تعود الساعة إلى الخلف لمدة 60 دقيقة، بداية من صباح الجمعة المقبل، مما يشير إلى بداية أيام أقصر.

هذا العام، ستعود الساعات إلى الوراء عند الساعة الثانية عشر صباح يوم الجمعة 27 أكتوبر إيذانا ببدء التوقيت الشتوي، مما يمنحنا ساعة إضافية في السرير بينما نستعد لأشهر الشتاء الباردة.

على الرغم من أن اليوم الذي تعود فيه الساعات إلى الوراء غالبًا ما يكون موضع ترحيب لأننا نحصل على ساعة إضافية في السرير، إلا أن نظام تغيير الساعات مرتين في السنة يمكن أن يكون مثيرًا للجدل.

وفي عام 2019، صوت البرلمان الأوروبي لصالح التخلص من تغيير الساعات بعد أن وجدت دراسة أن 84% من الأشخاص في البلدان التي شاركت في التوقيت الصيفي يرغبون في إيقافه.

ومع ذلك، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية البريطانيين يؤيدون الإبقاء على النظام بشكل هامشي، حيث صوت 44% لصالح الإبقاء على النظام الحالي وصوت 39% لصالح إلغاء التوقيت الشتوي.

وهناك أيضًا بعض المخاوف الصحية المرتبطة بتغير الوقت، حيث أظهرت بعض الدراسات أنه يعطل دورات النوم الطبيعية للجسم، مما قد يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية.

إذن ما هو تأثير إعادة عقارب الساعة إلى الوراء على صحتنا؟

كيف يؤثر التوقيت الشتوي على الصحة البدنية؟

وفقًا لمايو كلينيك، يمتلك الدماغ البشري ساعة بيولوجية، تُعرف أيضًا باسم إيقاع الساعة البيولوجية، والتي تعمل على مدار 24 ساعة.

وسواء كان الأمر يتعلق باكتساب ساعة إضافية أو فقدان ساعة من النوم، فإن هذا يتسبب في تعطيل دورة النوم وقد يكون من الصعب على بعض الأشخاص التكيف مع الجدول الزمني الطبيعي. 

كما يمكن أن يؤدي النوم المضطرب إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث فحصت دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام عام 2019، تأثير قلة النوم على أمراض القلب لدى الفئران. 

ووجدت أنه بعد 16 أسبوعًا، تطورت لدى الفئران التي تعطلت دورات نومها لويحات شريانية أكبر مقارنة بالفئران ذات أنماط النوم الطبيعية.

كما كان لدى الفئران التي تعاني من نقص النوم ضعف مستوى بعض خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية، وكميات أقل من الهيبوكريتين، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم حالات النوم والاستيقاظ.

وتم ربط فقدان ساعة من النوم خلال تغير الوقت في الربيع بزيادة في النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وفي الولايات المتحدة، أبلغت المستشفيات عن ارتفاع بنسبة 24% في زيارات النوبات القلبية كل عام في يوم الاثنين بعد تقدم الساعات.

وأظهرت الأبحاث أيضًا زيادة في حوادث السيارات عندما تعود السيارات إلى العمل في الأشهر الباردة حيث يتكيف السائقون مع تغير الوقت.

وفقًا لبيانات شركة زيوريخ للتأمين، من المرجح أن يتعرض السائقون لحادث بين الساعة 4 مساءً و7 مساءً في شهر نوفمبر، حيث تصبح الأمسيات أكثر قتامة في وقت مبكر. وبعد تغيير الساعات، لاحظت الشركة زيادة بنسبة 10 إلى 15% في حجم الحوادث خلال تلك الفترة مقارنة ببقية اليوم.

كيف يؤثر تغيير الساعة على الصحة العقلية؟

عندما تعود الساعات إلى الوراء في الخريف، نحصل على ساعة إضافية من ضوء النهار في الصباح، ومع ذلك، يستمر هذا أسبوعين فقط قبل أن يقصر النهار ويتأخر شروق الشمس أكثر فأكثر.

ويمكن أن تؤدي زيادة ساعات الظلام إلى انخفاض الحالة المزاجية والاكتئاب لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى التعب وآلام العضلات وضعف العظام بسبب نقص فيتامين د نتيجة التعرض لأشعة الشمس.

يعاني بعض الأشخاص أيضًا من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) نتيجة لقصر الأيام. وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، تشمل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي استمرار انخفاض الحالة المزاجية، وفقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، والتهيج، ومشاعر اليأس أو الذنب، والنوم لفترة أطول من المعتاد، فقلة ضوء الشمس قد تمنع جزءًا من الدماغ يسمى منطقة ما تحت المهاد من العمل بشكل صحيح، مما قد يؤثر على إنتاج الميلاتونين (هرمون النوم) والسيروتونين (هرمون المزاج)، بالإضافة إلى إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم.