رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سفير سابق يكشف لـ«النبأ»: تحطيم 3 أساطير وهمية للجيش الإسرائيلى على يد المقاومة الفلسطينية

تحطيم 3 أساطير وهمية
تحطيم 3 أساطير وهمية عن الجيش الإسرائيلى على يد المقاومة

السفير محمد الشاذلى: رد الفعل الإسرائيلى بربرى وغاشم ومرحلة جديدة من التطهير العرقى

العرب لن يسترجعوا حقوقهم إلا بالقوة وليس بالقانون الدولى

مساعد وزير الخارجية الأسبق: المصريون لم يحرروا أرضهم إلا بعد أن حملوا السلاح وحطموا خط بارليف

وتأتي أهم مكاسب المقاومة الفلسطينية نتاج عملية «طوفان الأقصى» في كسر صورة الجيش الإسرائيلي وهدم الأساطير الوهمية التي ما دام يذكرها الجانب الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، يقول السفير محمد الشاذلي، سفير مصر السابق في السودان ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما قامت به المقاومة عملية في منتهى الأهمية لأنها حطمت مجموعة من الأساطير، الأولى أسطورة المخابرات الإسرائيلية والموساد والشباك وغيرها، التي فشلت في كشف آلاف الصواريخ التي تم تخزينها في قطاع غزة، ولم تستطع رصد حشد آلاف المقاتلين بالأسلحة والطائرات الشرعية والمظلات، الثانية وهي أسطورة التفوق التقني الإسرائيلي، حيث تم اختراق القبة الحديدية، بالإضافة إلى هدم أسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر بعدما شاهد العالم الجندي الإسرائيلي الذي تم جذبه من داخل الدبابة، وكذلك الجنرال الذي تم أسره بالملابس الداخلية، كل هذه الأساطير تحطمت.

وأضاف السفير محمد الشاذلي، أن رد الفعل الإسرائيلي بربري وغاشم، وهو مرحلة جديدة من التطهير العرقي، مشيرا إلى أن ما يميز عملية «طوفان الأقصى»، أنها استهدفت قوات الجيش والشرطة، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يقول إن ما حدث عملية إرهابية، هذه عملية حربية ضد جنود مدججين بالسلاح، حتى وإن تم فيها إصابة بعض المستوطنين، لأنه سبق لإسرائيل أن أعلنت أن هؤلاء المستوطنين جزء من احتياطي الجيش الإسرائيلي، وكلهم مدججين بالسلاح، كل ذلك يجعل هذه العملية ذات خصوصية وذات مغزى كبير، على عكس العملية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والبيوت والعمارات السكانية وتدمير كامل للبنية التحتية، وهذا شيء لا يمكن قبوله، وخاصة عند العالم الذي يطلق على نفسه العالم المتحضر.

وتابع: «هذا عالم بربري إذا قبل ذلك، وما تقوم به إسرائيل يتعارض مع القانون الدولي الذي يمنع استخدام القوة أو التلويح بها في العلاقات الدولية، في الوقت الذي يصف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ما يحدث بأنه عملية بربرية وإرهابية، لأن الفلسطينيين يدافعون فيها عن حريتهم واستقلالهم وعن بلادهم وهم عزل يتعرضون للإهانة ولكل أنواع البربرية، نجد الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يدافعون عن حرية أوكرانيا ويمدونها بالسلاح».

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن كل يوم تتعرض الأماكن المقدسة ورجال الدين الإسلامي والمسيحي في فلسطين للانتهاكات، ويتعرض الشعب الفلسطيني لكم كبير من المهانة على حواجز المرور اليومية، وهذه عملية لا يمكن قبولها بأي منطق قانوني أو إنساني.

وأشار إلى أن العرب والفلسطينيين يواجهون عدوا غاشما وهي إسرائيل مدعوما من عدو أكثر غشومية وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم العربي غير قادر على توحيد صفوفه، الفلسطينيون منقسمون إلى فتح وحماس، وإلى الضفة والقطاع، والعرب يقتتلون فيما بينهم في سوريا والعراق وليبيا واليمن.

وأكد أنه في ظل هذا الوضع العربي الراهن لا يمكن الحديث عن الدبلوماسية والقانون الدولي، موضحا أن إسرائيل احتلت سيناء في 1967 وخرجت عشرات القرارات من مجلس الأمن، وعندما حمل المصريون السلاح وعبروا القناة وحطموا خط بارليف فرضوا الأمر الواقع، القانون الدولي عملة تستخدمها الدول في الحوار السياسي، في النهاية القوة ووحدة الصف ووحدة الجبهة هي التي تحسم الأمور.

وتابع السفير محمد الشاذلي، أن الموقف العربي من الأزمة لم يأت بجديد، وهو كالعادة اقتصر على الشجب والإدانة وضبط النفس، مشيرا إلى أن حادثة الإسكندرية هي تكرار لعملية سليمان خاطر، وتدل على ثقافة وفكر محدود، لافتا إلى أن هذه العملية لا تخدم القضية ولا تفيد مصر ولا تفيد صورة مصر في العالم، لكن الكراهية عندما تتراكم داخل النفوس تؤدي إلى تصرفات غير محسوبة وغير منطقية، والعنف لا يولد إلا العنف.

وأضاف: «وطالما أن الصف العربي مشرذم والجبهة العربية الموحدة غير موجودة فلا مستقبل للعرب، مؤكدا على أن هذا الحدث لن يفيد القضية الفلسطينية ولا الدول العربية، ولكنه حطم أساطير كثيرة، وتحطيم الأسطورة يعني مواجهة الواقع والعدو في حجمه الطبيعي، وهذا سوف يفيد الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الصهيونية، وقد يكون حافزا لتوحيد الصف الفلسطيني على الأقل، لا سيما إذا كان الصف العربي مستعصي على التوحد».

وشدد أن ما حدث ليس عملًا إرهابيا، ولكنه عمل قام به جيش لشعب مقهور هاجم قوات جيش وشرطة مسلحة أكثر من تسليحه مائة مرة، معقبًا: «ما حدث هو عمل بطولي وعمل عسكري محترف، حطمت فيه المقاومة الكثير من الأساطير التي كانت تقال عن إسرائيل، كما حطم الجيش المصري الكثير من الأساطير الإسرائيلية في حرب 1973 منها، تحطيم خط بارليف، وقهر الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر، وقهر المخابرات الإسرائيلية التي لا تقهر».