رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

لسحب البساط من تحت أقدام «السناتر»..

تفاصيل الخطة «B» لمحاربة الدروس الخصوصية بمجموعات الدعم المدرسى

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

تشهد أروقة وزارة التربية والتعليم، طورًا جديدًا في ملف مجابهة ظاهرة الدروس الخصوصية والسناتر، فبعدما فشلت، خلال سنوات، في القضاء على تلك الظاهرة يبدو أن الوزير رضا حجازي أسدل الستار، خلال الساعات الأخيرة، عما في جعبته من «خطة B»؛ لمواجهة الدروس الخصوصية عبر مجموعات الدعم المدرسي مع العمل على تفعيل حضور الطلاب في المدارس.

وشهدت الوزارة اجتماعًا عاصفًا دام لساعات طويلة، ترأسه الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، في حضور مساعده لشئون المديريات الدكتور أحمد المحمدي، والدكتورة رندا شاهين، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، وخالد عبد الحكم رئيس الإدارة المركزية لمكافحة التسرب التعليمي ونائب رئيس امتحانات الثانوية العامة، لاستعراض الإجراءات الجارية لتفعيل مجموعات الدعم المدرسي في مختلف محافظات الجمهورية؛ تمهيدًا للعام الدراسي الجديد 2023/2024.

وأشار الوزير، خلال الاجتماع، إلى أنه تم وضع آليات وضوابط منظمة لتنفيذ مجموعات الدعم المدرسي؛ لتحسين مستوى الطلاب الدراسي، وذلك بمقابل مادي مناسب وتخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور واعتبارها اختيارية في المواد الدراسية للطلاب على مستوى الإدارة التعليمية للشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، وعلى مستوى المدرسة لصفوف النقل، لافتًا إلى أنه يتم حصول المعلم على مستحقاته عقب الانتهاء من المجموعة.

وشدد الوزير، على مواصلة الإدارات التعليمية تكثيف إجراءات تجهيز قاعات خاصة بهذه المجموعات في عدد من المدارس داخل كل إدارة تعليمية، وتزويدها بكافة الإمكانيات، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لكي تكون مجموعات الدعم المدرسي عامل جذب لأبنائنا الطلاب، واختيار أفضل المعلمين المتميزين والبارزين لتدريس المواد المختلفة في مجموعات الدعم المدرسي، وخاصة لمرحلة الشهادات الإعدادية والثانوية، وإعداد الدعاية والإعلان اللازمة لها.

ووجه الوزير، بتعظيم دور وتفعيل المنصات والقنوات التعليمية بمشاركة خبراء متميزين في مختلف المواد الدراسية، بالإضافة إلى دمج التكنولوجيا في عرض التجارب العلمية للمناهج الدراسية على المنصات والقنوات التعليمية من خلال تعزيز تقنية «الواقع المعزز».

وأكد على أهمية مشاركة أشهر المعلمين المتميزين في مختلف المواد الدراسية بمختلف المراحل التعليمية؛ لتقديم حصص على المنصات والقنوات التعليمية على أن يقوموا بشرح المناهج الدراسية وفق النظام الجديد، فضلًا عن شرح نماذج الأسئلة وفق المواصفات الفنية للاختبارات.

وأصدر الوزير، القرار الوزاري رقم «28» بتاريخ 1-2-2023 لتنظيم مجموعات الدعم بحيث تنافس سناتر الدروس الخصوصية، وجاء في القرار أنه يجب أن تراعى أعداد الطلاب في مجموعات الدعم، بما يتناسب مع مساحة الجماعات المخصصة، مع ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للحفاظ على الصحة العامة.

وجاء في القرار، أنه يتم تحديد سعر مجموعة الدعم من خلال مدير عام الإدارة التعليمية بالتنسيق مع مجلس الآباء والأمناء بالإدارة كالآتي:

المدارس الرسمية الحد الأدنى 20 جنيهًا لصفوف النقل، والحد الأقصى 50 جنيهًا، والحد الأدنى للشهادات 20 جنيهًا والأقصى 80 جنيهًا، وبلغ سعر المجموعة للشهادات كحد أدنى في المدارس غير الرسمية التجريبية والمتميزة والخاصة واللغات والمعاهد القومية 30 جنيهًا وبحد أقصى 100 جنيه، بينما يصل سعر المجموعة لصفوف النقل 30 جنيهًا وبحد أقصى 60 جنيهًا.

ومنح الوزير تخفضيات بنسبة 50% للطلاب من أبناء العاملين بالتربية والتعليم، وأبناء الشهداء، والأيتام، والمصابين في كل الصفوف الدراسية بعد تقديم المستندات الدالة على ذلك.

كما قرر الوزير، أن يتولى مدير المدرسة والوكلاء كل ما يخص مجموعات الدعم من الإعلان والتنظيم، والإشراف، والنواحي المالية، على أن يكون المعلمين من داخل المدرسة فقط، وللطالب حرية الاختيار من بينهم.

وتضمن قرار الوزير، أنه يجوز الاستعانة بغير العاملين بوزارة التربية والتعليم لتقديم الدعم في بعض المواد، وتتاح لهم فرصة مؤقتة للعمل بمجموعات الدعم خلال العام الدراسي، ويتم تقييمهم لاستمرارهم من عدمه بمعرفة الإدارة أو المديرية التعليمية التابعين لها، وفي كل الأحوال يجب ألا تزيد نسبة المعلمين المستعان بهم من خارج الوزارة عن 40% من إجمالي أعداد المعلمين المشاركين، وذلك بالنسبة للشهادات المحلية والعامة فقط.

وتحصل رسوم الاشتراك، ويتم خصم نسبة 15% من المتحصلات المالية لحساب وزارة المالية -الحساب الموحد- وتحسب النسبة المتبقية كـ100%، على أن يحصل المعلم القائم بأداء مجموعات الدعم على نسبة 80% يتسلمها بمجرد الانتهاء من المجموعة، بعد استيفاء الأمور القانونية كالضرائب وغيرها.

إشادة وإقبال

من جانبه، أكد يوسف الديب، وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، أن مجموعات الدعم المدرسى بمختلف مدارس البحيرة تشهد إقبالا متزايدا بصفة مستمرة وسط إشادة كبيرة من أولياء الأمور، حيث تهدف المجموعات لتخفيف الأعباء عن كاهل أولياء الأمور وتيسيرًا على أبنائنا الطلاب.

وأضاف أن جميع المجموعات تشهد الالتزام بكافة الضوابط والقواعد الخاصة بالقرار الوزارى رقم 28 لسنة 2023، وتنفيذ الآليات الخاصة بها  لتحسين مستوى الطلاب الدراسي، وذلك بمقابل مادي مناسب وبسيط، وتعد المجموعات اختيارية وفي مختلف المواد الدراسية، للطلاب على مستوى الإدارة التعليمية للشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، وعلى مستوى المدرسة لصفوف النقل.

وأضاف وكيل تعليم البحيرة، أنه تم تجهيز القاعات الخاصة بتلك المجموعات بالمدارس وبداخل كل إدارة تعليمية، مع اختيار أفضل المعلمين المتميزين والبارزين لتدريس المواد المختلفة في مجموعات الدعم المدرسي، وخاصة لمرحلة الشهادات الإعدادية والثانوية، وكذا بمختلف صفوف النقل.

وأضاف وكيل الوزارة، أنه وبالتزامن مع انتظام مجموعات الدعم المدرسى، يتم شن حملات يومية بجميع الإدارات التعليمية على مراكز الدروس الخصوصية بنطاق المحافظة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لغلقها، وتشميعها تنفيذًا لقرار محافظة البحيرة فى هذا الشأن.

وشدد «الديب» على استمرار وتكثيف الحملات والضرب بيد من حديد، لمواجهة أباطرة الدروس الخصوصية.

دخلاء على التدريس

من جانبه، يقول الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن وزارة التربية والتعليم تبذل مجهودات كبيرة في سبيل محاربة الدروس الخصوصية بهدف الحفاظ على حق الدولة من الضرائب، والحفاظ على مهنة التدريس من الدخلاء عليه من معلمين غير مؤهلين تربويًا قد ينقلون للطلاب معلومات وقيم واتجاهات خاطئة.

وأضاف أنه لا يوجد أى مبرر لأن يشرح العلوم معلم خريج كليات الزراعة، أو أن يشرح الرياضيات معلم خريج تجارة، وعلى الرغم من انتشار السناتر والدروس الخصوصية بشكل كبير في مختلف محافظات مصر وفي جميع المراحل التعليمية وبصفة خاصة الشهادات التعليمية، مثل الإعدادية والثانوية، إلا أنه يلاحظ عدم حدوث طفرة في نسب النجاح العامة أو شرائح مجاميع الطلاب رغم ما يأخذونه من دروس خصوصية تستنزف منهم آلاف الجنيهات شهريًا؛ مما يعكس وجود خلل خطير في تلك السناتر.

وأوضح «شوقي»، أنه من أبرز الجهود التي تبذلها الوزارة لمحاربة الدروس الخصوصية والسناتر هى إنشاء مجموعات الدعم المدرسي، والتي أتوقع نجاحها في جذب فئات عريضة من الطلاب، خاصة غير القادرين على سداد المتطلبات المادية للدروس والسناتر.

ويرى الخبير التربوي، أن نجاح مجموعات الدعم يتطلب توافر مجموعة من العناصر، وهي: الدعاية بشكل مكثف لها في كافة وسائل التواصل الاجتماعى وجروبات المدارس والإدارات التعليمية، بالإضافة إلى توفير مجموعات الدعم وتوزيعها بشكل متوازن جغرافيا مع أماكن إقامة الطلاب.

وشدد «شوقي»، على ضرورة أن تكون أسعار مجموعات الدعم مخفضة عن السناتر بشكل يجذب الطلاب وأولياء الأمور، مع ضرورة جذب المعلمين المتميزين للعمل بها، وأن يتم البدء فيها قبل بدء الدراسة الرسمية في المدارس.

ودعا أستاذ علم النفس والتقويم التربوي، إلى ضرورة منح تخفيضات للطلاب الأشقاء، وللطلاب المتفوقين المنضمين إليها، مطالبًا بضرورة عمل لوحات شرفية تتضمن أسماء أوائل الطلاب ممن كانوا في مجموعات الدعم.

عودة دور المدرسة

بينما ترى فاطمة فتحى، مؤسس جروب «تعليم بلا حدود»، أن الوزارة تعمل جاهدة لعودة الشرح في المدارس وعودة دور المدرسة، لأن التقصير والخلل فى الدور الذى تقوم به المدرسة، هو السبب الأساسي فيما يعانيه ولي الأمر من زيادة المصاريف سواء بسبب زيادة أسعار الدروس الخصوصية أو تفريغ الكتاب المدرسي من محتواه وكان سبب في غلاء الكتاب الخارجي.

وأضافت فاطمة فتحي، أنها تشك في أن المجموعات المدرسية ستنافس السناتر، لعدة أسباب منها، تطور الخدمات التى يقدمها السنتر ليس فقط لأسعار السناتر المناسبة، بجانب الخصومات والعروض التى يقوم بها المسئولون عن تلك السناتر، علاوة على ذلك وجود أكثر من فرع للسنتر يتيح للطالب الحضور لمدرس آخر بنفس سعر الشهر دون زيادة، ومن خلال الكارت الخاص بالطالب.
وتابعت: «في السناتر القاعات مجهزة بالشاشات والميكروفونات ومكيفة وكرسي مناسب للطالب عكس المدارس التي لا توجد بها مروحة أو مقعد مناسب للطالب، وكذلك المتابعة الدورية لمستوى الطالب بعقد امتحان كل حصة، وأخذ الغياب ومتابعة مستمرة مع ولي الأمر من قبل مساعدين كل مدرس وإدارة السنتر».

وأوضحت أن السناتر الخاصة تشجع الطلاب على التفوق، من خلال تقديم هدايا رمزية، ورحلات، وندوات دعم نفسي للطالب، وأنشطة مختلفة غير الإشراف».

وأكدت «فتحي»، أن كل هذه الأسباب والعوامل لا تتوفر في اليوم الدراسي، ولا حتى في المجموعات المدرسية التابعة للوزارة.