رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكاية 18 جنيها تحول خروف العيد لنجم سيما وعارض أزياء

كاريكاتير ساخر من العصر الملكي من عام 1944، بمناسبة عيد الأضحى، يسخر من غلو ثمن خروف العيد فى ذلك الوقت حيث كان ثمنه 18 جنيه.

الكاريكاتير بشكل تهكمى يصور خروف العيد، بعد إرتفاع سعره وعدم إقبال الناس على شرائه، سيصبح مثل نجم السينما أو عارض أزياء مشهور:

يتهافت الناس لرؤيته، يسارعون لأخذ توقيعه على الأوتوجراف، لعمل لقاء معه وسؤاله عن أمانيه فى المستقبل، ويشتاقون لسماع (مأمأته) فى الإذاعة، هذا بالإضافة إلى أخذ صورة له فى أوقات فراغه.

بعيدا عن السخرية، التهكم والفكاهة، وعلى الجانب الجاد، يجب أن نعرف أن هذا السعر المرتفع (بالنسبة لوقته) كان حالة إستثنائية بسبب التأثر بظروف الحرب العالمية الثانية فى جميع مناحى الحياة وإضطراب الأحوال الإقتصادية.

كما يجب أن نعرف أيضا أن الفقراء والبسطاء فى العهد الملكي لم يكونوا يحملون هم ثمن خروف العيد مهما غلا ثمنه فى بعض الأوقات، وذلك لأن الأغنياء والقادرين كانوا يشترون الخروف ويوزعون لحمه على الفقراء مع زيادة أنصبتهم فى كل مرة ومع مراعاة عدد أفراد أسرهم.

هذا بالإضافة أيضا إلى توزيع مبالغ مالية وكساوى.

كما كان بعض الأغنياء كثيرى الكرم والسخاء فى ذلك الوقت، حيث كان أقل الأغنياء ثروة ينحر فى العيد نحو 40 خروفا ليوزعها كلها على الفقراء.

كانت تلك الأضحية توزع جميعها على الفقراء دون أن يذوق الأغنياء منها شيئا، وكان الأغلبية يفعلون ذلك لأنهم كانوا يعتبرون أن خروف العيد حق خالص للفقراء لا ينبغى أن يشاركهم فيه الأغنياء.

بل كان بعضهم يحرم على نفسه أكل اللحوم فى العيد كليتا، وحتى الأقلية التى كانت تحتفظ لنفسها بشئ من تلك الأضحية، كانت تحتفظ بأقل شئ منها.

كانت هدايا الأغنياء من لحوم وهبات مالية وكساء تصل فى (قفة) لكل فقير فى الشارع والحى عن طريق رسول يطرق باب كل فقير.

ولكن أهم نقطة فى كل ما سبق هى مراعاة الأغنياء لكرامة الفقراء، لإنسانيتهم وحفظ ماء وجههم، فكانوا يعدون اللحوم التى يوزعونها ليلا تحت ستار الظلام.

وكان رسول الخير يوصل نصيب الفقير لبيته مع شروق شمس يوم العيد، وما أن يعطيه إياه حتى يختفى دون أن ينتظر حتى كلمة شكر ودون أن يعرف الفقير من أين أتى ذلك الرسول أو من أرسل له ذلك الخير.

كما كان الأغنياء أيضا يمدون موائد الطعام فى ساحات منازلهم فى كل شارع وكل حى لعابرى السبيل والأغراب، فكانوا يدخلون ساحات بيوت الأغنياء ويأكلون ثم ينصرفون دون أن توجه كلمة لواحد منهم