رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ليبيا تشتعل من جديد..الاشتباكات مستمرة في طرابلس رغم دعوات التهدئة

ليبيا تشتعل من جديد..الاشتباكات
ليبيا تشتعل من جديد..الاشتباكات مستمرة في طرابلس

قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إنها تتابع بقلق بالغ الأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها طرابلس منذ يوم أمس، وتأثيراتها الوخيمة على المدنيين.

ودعت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، جميع الأطراف المعنية إلى الاضطلاع بمسؤوليتها، بموجب القانون الدولي في حماية المدنيين.

كما تشعر البعثة بالقلق إزاء التأثير المحتمل لهذه التطورات، على الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية للنهوض بالعملية السياسية، بما في ذلك الاستعدادات للانتخابات الوطنية.

وشددت الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على أهمية الوقف الفوري للتصعيد، ووضع حد للاشتباكات المسلحة المستمرة.

وأضافت: «العنف ليس وسيلة مقبولة لحل الخلافات، ويجب على جميع الأطراف الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت في السنوات الأخيرة ومعالجة الخلافات من خلال الحوار».

وتذكر البعثة جميع الجهات الفاعلة بمسئوليتها عن الحفاظ على الاستقرار النسبي السائد، وخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات شاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي.

وأعربت السفارة البريطانية لدى ليبيا، اليوم الثلاثاء، عن قلقها تجاه الاشتباكات في طرابلس، والتي وصفتها بـ "العنيفة"، داعية لحماية أرواح المدنيين.

وأكدت السفارة البريطانية، في منشور عبر منصة "إكس"، تويتر سابقًا، إنها تشارك البعثة الأممية لدى ليبيا في دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد فورا والدخول في حوار.

كما دعت السفارة الفرنسية لدى ليبيا إلى وقف فوري للاشتباكات في العاصمة طرابلس، لما لها من تأثير على السكان، كما دعت لحماية المدنيين.

وحثت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، الأطراف المتحاربة، على وقف التصعيد الفوري للحفاظ على المكاسب الأخيرة نحو الاستقرار والانتخابات.

فيما طالب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، خوسيه ساباديل، بالتخفيف من حدة التصعيد وحماية الأرواح في العاصمة طرابلس 

وأضاف في بيان مقتضب: "الممثلون السياسيون والجهات الأمنية يتحملون مسئولية ضمان عدم استخدام العنف لتحقيق منفعة سياسية أو لتحقيق مكاسب ذاتية".

وكانت اشتباكات عنيفة، قد اندلعت مساء الاثنين، بين قوات "الردع" و"اللواء 444 قتال"، أكبر ميليشيات العاصمة طرابلس، ما أدى إلى توقف الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي، وسط مخاوف من اتساع نطاق العنف المسلح.

واندلعت المواجهات عقب قيام قوات "الردع" باختطاف العقيد محمود حمزة آمر "اللواء 444 قتال" من مطار معيتيقة الدولي، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في ظل صمت رسمي.

فيما قالت مصادر محلية، إنه تم القبض على محمود حمزة من داخل الطائرة عندما كان برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، يستعدون للذهاب لمدينة مصراتة لحضور الاستعراض العسكري بالكلية الجوية، واقتياده إلى مكان مجهول.

وقال سكان محليون إن أصوات تبادل إطلاق النار تسمع على نطاق واسع في مناطق جنوب العاصمة، كما رصدوا انتشارا مكثّفا للآليات العسكرية، بينما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين وسقوط بعضها بالقرب من محلات تجارية ومنازل مواطنين.

قال الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ليوم الثلاثاء إن رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة اتفق مع "أعيان سوق الجمعة" في العاصمة طرابس لتسليم آمر اللواء 444 محمود حمزة لجهة محايدة.

إلا أن مصدر من اللواء 444 قال: "نرفض اتفاق تسليم آمر اللواء لجهة أخرى، ونطالب بإطلاق سراحه فورًا".

وفي وقت سابق من اليوم كان رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، قد دعا رئاسة الأركان والأجهزة الأمنية لوقف إطلاق النار.

وبحسب ما نقلته منصة فواصل الليبية، وجه المنفي رئاسة الأركان والأجهزة الأمنية "بعدم التحرك والتقيد بالأوامر وضرورة وقف إطلاق النار"، كما أمر وزير الدفاع بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث الجارية في طرابلس.

من جهته قال عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، اليوم الثلاثاء، إن هناك بوادر استجابة من طرفي النزاع في طرابلس، لإنهاء الاشتباكات الجارية منذ أمس.

ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن اللافي قوله "بدأنا في التواصل مع طرفي النزاع، وهناك بوادر استجابة من كليهما لإنهاء الإشكال القائم".

وقال مصدر في مستشفى طرابلس الطبي لتلفزيون "المسار" الليبي، اليوم الثلاثاء، إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 29 آخرون جراء الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية.

وكانت وسائل إعلام ليبية قد نقلت عن متحدث باسم سرية الإسعاف والطوارئ بجهاز الطب العسكري قوله، اليوم الثلاثاء، إن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء الاشتباكات في العاصمة طرابلس. وقال المتحدث عبد الرحمن كبلان في تصريحات لتلفزيون "ليبيا الأحرار" إن السرية قامت بإسعاف تسعة مصابين.

وفي وقت سابق من اليوم كان جهاز الإسعاف والطوارئ قد أعلن عبر حسابه على "فيسبوك" إصابة إحدى سيارات الإسعاف بعيار ناري.

من ناحية أخرى، أفاد تلفزيون "المسار" الليبي بسقوط عدة قذائف في محيط قاعدة معيتيقة الجوية، مشيرًا إلى تعليق الطيران من وإلى المطار وتحويل الرحلات إلى مطار مصراتة.

من جهتها، دعت جمعية الهلال الأحمر الليبي عبر تويتر، جميع الأطراف إلى التهدئة وتخفيف حدة التوتر حتى يتسنى لفريقها العمل وتقديم المساعدة للمدنيين العالقين.

وأضافت الجمعية: "نتلقى العديد من المكالمات والرسائل من الأسر العالقة في مناطق الاشتباكات، حيث يناشدوننا بضرورة توفير ممر آمن للخروج.. يجب أن نتذكر أن المدنيين ليسوا هدفًا".

ودعا وزير الصحة بحكومة الوحدة الليبية رمضان أبو جناح اليوم طرفي النزاع في طرابلس إلى التوصل إلى هدنة، لتمكين فرق الإنقاذ من إجلاء المدنيين ونقل الجرحى والقتلى.

وحثت وزارة الصحة في بيان نشرته على فيسبوك طرفي النزاع إلى توفير ممرات آمنة لفرق الإخلاء والإنقاذ والطوارئ لإنقاذ المدنيين العالقين في مناطق الاشتباكات.

كما ناشدت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الليبية، جميع القادرين على التبرع بالدم للتوجه إلى نقاط التبرع، مشيرةً إلى وجود حاجة عاجلة لجميع فصائل الدم لإنقاذ حياة المصابين جراء الاشتباكات التي تشهدها بعض المناطق بجنوب طرابلس.

من هو آمر اللواء 444 المتسبب باقتتال طرابلس ؟

يذكر أن اللواء 444 قتال، تابع لمنطقة طرابلس العسكرية، في رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، وهو تحت رئاسة العقيد محمود حمزة.

ومحمود حمزة بدأ مسيرته العسكرية في قوة "الردع" التي يقودها عبد الرؤوف كارة، لكنّه انفصل عنها وأسس كتيبة "20-20" ومقرّها معيتيقة، تحوّلت لاحقا إلى "اللواء 444" وانضمت إلى رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، لتصبح من أهم المجموعات المسلّحة في العاصمة طرابلس، حيث تسيطر على مناطق واسعة واستراتيجية في غرب ليبيا وتقوم بتأمين أجزاء كبيرة من العاصمة ومدن ترهونة وبني وليد، وكان لها دور في ضبط الأمن ومحاربة التهريب.

ونال حمزة شهرة محليّة ودولية بسبب قيامه كل مرّة بدور الوساطة ومنع الاقتتال ووقف الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس والغرب الليبي، حيث لعب دورا كبيرا في وقف المواجهات المسلّحة العنيفة التي اندلعت عند محاولة رئيس الحكومة السابق المكلّف من البرلمان فتحي باشاغا اقتحام طرابلس لتسلم السلطة من الدبيبة، وتدخلّ لتوفير ممر آمن لخروج باشاغا من العاصمة ولإعادة الهدوء.