رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هيثم الخطيب: «العصار» أخبر وزيرًا سابقًا من «جبهة الإنقاذ» أن المجلس العسكري يُجهز «عنان» للرئاسة.. «حوار»

الدكتور هيثم الخطيب
الدكتور هيثم الخطيب - أرشيفية


«إسماعيل عتمان» عرض تعيين 30 شابًا فى «برلمان 2012».. وتوفير 80 مليون جنيه لتأسيس حزب يواجه «التيار الإسلامى»

 

«الجنزورى» اجتمع بى لتعيين أعضاء من الائتلاف «معاونين» للوزراء.. وهذا دور «ضياء رشوان»

 

مصطفى النجار حصل على 40 مليون جنيه من محمد فريد خميس لتأسيس حزب «العدل»

 

«محمد بدران» سافر لأمريكا لتحسين العلاقة مع «إدارة أوباما».. ولكنه باع «السيسى»

 

«مبادرة حجى» تأسست بـ«إيعاز أمريكى».. وعزمى بشارة يدعمها

 

هذه تفاصيل اتهام فايزة أبو النجا بـ«العمالة لإثيوبيا».. وسوزان مبارك أنقذتها

 

رحيل «السيسي» عن طريق الانتخابات «أمر مستحيل»

 

قال الدكتور هيثم الخطيب، أبرز شباب «ثورة يناير»، إن رحيل عبد الفتاح السيسي عن طريق الانتخابات «أمر مستحيل»، مضيفًا أن الرئيس ممسك بكل مفاصل الدولة، ولا يكترث بـ«أمر الشعب».

 

وأضاف «الخطيب»، أن اللواء محمد العصار يُريد «الثأر» من السيسي، خاصة بعد خروجه من «المجلس العسكري»، لافتًا إلى أنه التقى بوزير سابق من «جبهة الإنقاذ»، وأخبره أن المجلس العسكري يُجهز «عنان» لانتخابات الرئاسة، وإلى تفاصيل الحوار:



كيف تقرأ مشهد الانتخابات الرئاسية القادمة؟

فكرة وجود مرشحين أقوياء في الانتخابات الرئاسية، هي فكرة «غير واردة» بالمرة، أما مسألة تجهيز سامي عنان ليكون «محللا للسيسي»، فهو سيناريو وارد، ولكني لست معه.. المسألة أصبحت أكبر من ذلك بكثير، الرئيس استتب له الحكم منذ فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، والمراهنات على رحيل السيسي؛ بسبب موجة غلاء الأسعار، والأوضاع الاقتصادية، هي «مراهنات خاسرة»، السيسي لن يرحل إلا بـ«ثورة حقيقية»، وهي ستكون ثورة «عارمة»، أو «ثورة جياع».

 

إذًا أنت لا ترى فائدة من الانتخابات الرئاسية؟

رحيل «السيسي» عن طريق الانتخابات «أمر مستحيل»، الرئيس ممسك بكل مفاصل الدولة، ولا يكترث بأمر الشعب، والجيش تغير عما كان عليه أيام «مبارك»؛ حيث كانت قياداته تعاني مثلما يُعاني الشعب، أما الآن وفي عهد السيسي؛ فمرتبات قيادات الجيش «أفضل مرتبات»، ويعيشون في مستوى اجتماعي «ممتاز».


وماذا عن خالد علي؟

عندما توافق التيار اليساري على «خالد علي»، مرشحًا رئاسيًا، «لبسوه قضية»، ولكن لن يكون هذا الأمر مشكلة أساسية؛ ولكن النظام يريد إرسال رسالة مُعينة مفادها: «إننا نقدر نمنعه من الترشح للرئاسة».


في رأيك.. لماذا لم يُعلن السيسي حتى الآن الترشح رسميًا للرئاسة؟

لا يوجد «ديكتاتور» يُعلن مبكرًا الترشح في الانتخابات؛ لأنه لا يكترث في الأصل بأمر الشعب، أما مسألة الانتخابات فهي سيتم حسمها عن طريق الأجهزة الأمنية، السيسي مُطمئن أنه موجود، وسيستمر، ولذلك يعمل داخليًا وخارجيًا، ومُهتم بأمور أخرى.



بخلاف الجيش والداخلية والقضاء.. ما هي مراكز قوى السيسي؟

«الإعلام»، و«فيس بوك»، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى جيش تم تأسيسه منذ ثورة يناير، وهذه الوسائل الإليكترونية تعمل الآن على الصعيد الإقليمي، فمثلًا لاحظ الدور الكبير الذي لعبته هذه المواقع في الهجوم على الفيلم القطري «الأيادي السوداء» الذي يهاجم الإمارات.

 

وماذا عن الحملات التي تخرج لدعم السيسي رئيسًا؟

هذه الحملات تدخل في إطار «البيزنس السياسي»، أنا شخصيًا تعرفت على شخص كون ثروة هائلة من هذا الأمر بعد ثورة يناير، اسمه «أ.س»، هذا الشخص كان يعمل مديرًا في شركة عقارات، ولكن دخل «البيزنس السياسي»، وفي خلال 4 سنوات استطاع تكوين ثروة تقدر بـ«مليار جنيه»، عن طريق صُنع شبكة علاقات قوية مع الإمارات وقطر والسعودية، هو «مشي مع الكل»؛ الإخوان، والسيسي، والمجلس العسكري، حتى مع رجال «مبارك» الذي له علاقات قوية مع «الخليج».

 

وما علاقة السيسي بهذا الشخص؟

هذا الشخص كان مؤسس حملة «بأمر الشعب» التي دعت لترشيح السيسي رئيسًا، وأنفق 6 ملايين جنيه على الدعاية لذلك في صفحات كاملة كان يتم حجزها للحملة في جريدة «الأهرام»؛ بل إن هذا الشخص سعى لعقد صفقة مع رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق، ومع كل رجالة «الفلول» الهاربين، يتم بمقتضاها التنازل عن جزء من أموالهم، مقابل التصالح مع الدولة.



وماذا عن صراع الأجنحة في الدولة ومحاولات الإطاحة بالسيسي؟

فكرة «صراع الأجنحة» انتهت؛ لأن هذه الفكرة كانت تعتمد على وجود قيادات كبيرة في الأجهزة الأمنية، وهذا الأمر لم يعد موجودًا الآن؛ لأن عبد الفتاح السيسي يعمل بصورة مستمرة على «الإحلال والتجديد» في هذه الأجهزة، وهو ما جعله يُسيطر على تلك الأجنحة، ويقضي على «صراع الأجنحة».

 

ولكن هل يعني هذا أنه لا توجد شخصيات تتحرك على الأرض للإطاحة بالسيسي؟

يوجد طبعًا.. منذ ما يقرب من 3 أشهر، اتصل بي قيادي بـ«جبهة الإنقاذ»، وهو وزير سابق، وقال لي: «هناك شيء خطير يحدث، فقد تحدث معي اللواء محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، وأخبرني أن قيادات المجلس العسكري القديم تجهز عنان للانتخابات الرئاسية.. وقال لي عايزين نتحد علشان نشتغل مع بعض في الوقت المناسب، حتى طرح فكرة التنسيق مع الإخوان، كما طالب «العصار»، القيادي في «جبهة الإنقاذ» بالإعلان رسميًا عن عدم دعم السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة؟.

 

وماذا فعل الوزير السابق؟

أخبرني أنه «خائف» من هذا الأمر، وهو عنده حق، رجل كبير ومريض، و«مش حمل بهدلة»، سامي عنان عنده الطموح والرغبة، ولكن كل هؤلاء لن يستطيعوا فعل شيء مع «السيسي»؛ سواء عنان أو شفيق أو حتى الإخوان.. فـ«شفيق»، لن يترشح للرئاسة، ولن يعود لمصر حتى يزول حكم السيسي «نهائيًا».




ولماذا أعلنت كثير من الأحزاب دعمها للسيسي لولاية ثانية في الرئاسة؟
هم أيدوا السيسي «صاغرين مجبرين متملقين»، وما حدث مع نجيب ساويرس، وخروجه من «المصريين الأحرار» كان درسًا لجميع الأحزاب، وعلى فكرة «المصريين الأحرار» لم يكن حزبًا يُشكل تهديدًا للنظام، ولكن كل قوته كانت في رأس المال، وهيئته البرلمانية في «مجلس النواب».
 
الخلاصة أن السيسي لا يُريد «حياة سياسية»، ولا يُريد أحزابًا، ولا يهتم بها من الأصل.
 
وماذا عن حزب مستقبل وطن الذي أسسته المخابرات الحربية؟
ما يجري معه سيكون مثلما يحدث مع كل الأحزاب السياسية الأخرى، حتى رئيسه السابق، محمد بدران، «باع» السيسي عندما سافر لأمريكا.. وهذه معلومات وقصة طويلة، أولًا السيسي كانت لديه مُشكلة مع الإدارة الأمريكية بقيادة «أوباما»، كانت تشمئز منه، تحتقره، فجاء محمد بدران، وعرض السفر لأمريكا؛ ليكون علاقات مع الأمريكان، وبالفعل سافر، سفارة مصر في واشنطن «سخرت» له كل شيء، ولكن هذا «العيل» استغل هذه الأمور لنفسه، وبـ«يلعب» مع الأمريكان حتى يكون علاقات ويكون ذا ثقل، لأنه يعتقد أن الإدارة الأمريكية من الممكن أن تُزكي شخصًا مثله ليكون رئيس وزراء في المستقبل.



ولماذا لم يلجأ النظام لشخصيات توجد في أمريكا أصلًا لحل المشكلة مع إدارة أوباما؟

حدث هذا الأمر بالفعل.. في يوم من الأيام اتصل بي «أ.س»، المؤسس في حملة «بأمر الشعب»، وطلب مني التواصل مع مصري يعيش في أمريكا، أملك صداقة قوية معه، وطلب مني أن يعمل هذا الشخص لصالح نظام السيسي لدى «إدارة أوباما»، وتم هذا الأمر بعلم لواء، كان يعمل وكيلًا من «المخابرات العامة»  

 

ولماذا وقع الاختيار على الشخص الذي تملك صداقة قوية معه؟

كان هذا الشخص قد سافر لأمريكا بعد توريطه في قضية «التمويلات الأجنبية لمنظمات المجتمع المدني»، عن طريق فايزة أبو النجا، والمجلس العسكري، و«أبو النجا» كانت تريد الانتقام من هذا الشخص، لأنه كشف تورطها في العمالة لإثيوبيا عندما كانت تعمل مساعدًا لوزير الخارجية لـ«الشئون الإفريقية»، ولكن لم يتم عقابها؛ بسبب صداقتها القوية مع «سوزان مبارك»، فتم الاكتفاء بإبعادها عن الأضواء، ولكن رجعت بعد تقليد أمور البلاد للمجلس العسكري، وكمال الجنزوري فيما بعد، وكانت علاقاتها قوية به.

 

المهم أن هذا الشخص سافر لأمريكا، ولأنه صحفي كبير، فقد استطاع تكوين علاقات قوية مع دوائر صُنع القرار الأمريكي، وإدارة أوباما، ومن هنا أراد النظام استغلاله لتحسين العلاقة مع هذه الإدارة.. ولكن هذا الأمر لم يتم.




هل عرض عليك توفير التمويل لهذا الحزب؟

نعم.. أنا أردت أن أجاريه في الموضوع؛ حتى أعرف كيف يفكر قيادات المجلس العسكري، فقلت له إن الحزب يلزمه تمويل ضخم.. رد علي قائلًا: بسيطة.. عندنا رجل الأعمال محمد فريد خميس، هو مؤسس حزب «مصر أكتوبر»، تاخدوا ورق الحزب مباشرة، أو يمولكم بـ 80 مليون جنيه «طلعة أولى»، على أن نحصل على مثل هذا المبلغ كل فترة، وقال لي أيضًا إن الدكتور مصطفى النجار، أخذ 40 مليون من فريد خميس ليؤسس حزب «العدل»، لكنه أخذ «الفلوس»، ولم يُنفقها على الحزب، كما أنه دخل البرلمان، واشتغل مع الإخوان، يعني «لعب على الحبلين»، ولهذا كان المجلس العسكري غاضبًا منه.

 

وماذا أيضًا؟

أخبرني أن المشير طنطاوي، والفريق سامي عنان، مهتمان بهذا الأمر، كما عرض على توفير كل الدعم للحزب فيما بعد لـ«التكويش» على انتخابات المحليات، عن طريق توفير الخدمات، ومنعها عن الإخوان المسلمين، وقال لي نصًا: «هنوفر لكم الخدمات.. علشان يكون ليكم قاعدة جماهيرية وتكونوا أنتم الحزب الحاكم»، وبالفعل عرضت عليه قائمة بـ30 شابًا من شباب الثورة، وعرف الإخوان بكل هذه الأمور.

 

ولكن لماذا رفض الائتلاف فيما بعد فكرة التعيين في المجلس؟

إسماعيل عتمان عرض تقريرًا قبل ذكرى ثورة يناير «وكانوا خايفين منها جدًا»، التقرير ده كان من المخابرات، وكان كاشفًا لكل تحركات الشباب، وما سيحدث في الذكرى بصورة دقيقة، يومها عرفت أن هذه المؤسسات «شغالة» بقوة، ولا يستطيع الإخوان، ولا شباب الثورة، مواجهتها، وأن هذه المؤسسات ستمسك السلطة، ولكن مسألة وقت، فرفضنا التعيين في البرلمان.. وبعدها تمت إقالة إسماعيل عتمان؛ لفشله في هذا الأمر.




هل حاولت شخصيات أخرى تنفيذ نفس المخطط معكم؟

نعم.. «الجنزوري»، كان يُريد أن يعينني مساعد وزير، إضافة إلى الاستعانة بـ30 شابا من شباب الثورة في نفس المنصب.. وتم التنسيق لاجتماع معي وآخرين مع «الجنزوري» بواسطة الكاتب الصحفي ضياء رشوان، وحضر الاجتماع معي الدكتور سيف عبد الفتاح، ومحمد فؤاد جادالله، وفكري نبيل.

 

هل حدث شيء مهم في هذا الاجتماع؟

نعم.. «الجنزوري» في هذا الوقت كان حائرًا فيمن يتولى منصب وزير الداخلية، وكان هناك 3 أسماء: عبد الرحيم قناوي، ومحمد إبراهيم يوسف، وأحمد جمال الدين، فاقترحت عليه محمد إبراهيم يوسف، لأن «قناوي» كان مجرمًا في «أمن الدولة»، أما «جمال الدين» فكنت أراه ليس رجل هذه المرحلة، وكنا لا نريد «حرقه»، وبالفعل تم تعيين محمد إبراهيم يوسف، وزيرًا للداخلية في حكومة «الإنقاذ الوطني».

 

ولماذا كان الاجتماع بوساطة ضياء رشوان؟

«رشوان» كان قريبًا من المجلس العسكري، ومن «الجنزوري»، وكان يريد إرسال رسالة معينة لهم، مفادها أنه يستطيع السيطرة على شباب الثورة، ولهذا الأمر، كان يُريد توثيق علاقته بي، كان يتحدث معي للساعة الثالثة «ليلًا»، حتى يحصل على منصب كبير فيما بعد.