قائمة بتطبيقات التجسس الإسرائيلية على موبايلات المصريين
رغم التوترات السياسية التي تشهدها العلاقات «المصرية – الإسرائيلية»، إلا أن الواقع الرقمي يكشف عن تواجد بعض التطبيقات وخدمات إسرائيلية على هواتف المصريين دون أن يدرك كثيرون مصدرها، حيث أصبحت التكنولوجيا الإسرائيلية جزءًا من الحياة اليومية لملايين المستخدمين، والتي تعد ذات سمعة سيئة في كثافة استخدامها للبرمجيات التجسسية.
وتلعب إسرائيل دورا مهما في قطاع التكنولوجيا المرتبط بالهواتف وتطبيقاتها، حيث تعمل على تطوير المعالجات والشرائح الإلكترونية على سبيل المثال: «مراكز أبحاث إنتل، كوالكوم»، بالإضافة إلى تكنولوجيا الكاميرات والذكاء الاصطناعي «بعض تقنيات كاميرات الهواتف تم تطويرها في شركات إسرائيلية ثم استحوذت عليها شركات عالمية».
ويثير تواجد التطبيقات والخدمات والشرائح الإلكترونية الإسرائيلية في أجهزة المصريين، مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات، معتبرين ذلك تهديدًا للأمن القومي، ولا سيما بعد تصريح «نتنياهو» رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي أكد خلاله أن «كل شخص يحمل هاتفا يحمل في جيبه قطعة من إسرائيل».
تطبيقات إسرائيلية في مصر
حسب تقارير عالمية، فإن تطبيق «AppCloud» المثبت على هواتف سامسونج نسخة الشرق الأوسط فقط، وهو تطبيق من إنتاج شركة إسرائيلية لا يلتزم بسياسات الخصوصية ويقوم بتحميل تطبيقات أخرى دون إذن المستخدم ويجمع بيانات مستخدم الجهاز ويستخدمها دون موافقته.
وتطبيق «Install Core» على هواتف سامسونج، عند تحميله من قبل المستخدم، يحدث تلقائي تنزيل تطبيقات على الجهاز دون إذن وبما يتجاوز حتى احتياطات الجهاز الأمنية وبرامج «الأنتي فيروس»، وبيسمح بإظهار إعلانات دون إذن المستخدم.
وطالب البعض بإجبار مصر لشركة سامسونج بشكل قانوني على حذف أي تطبيقات تنتهك خصوصية المستخدم أو القانون المصري إذا كانت سامسونج تريد استمرار تداول هواتفها في مصر، مشيرين إلى أن هذا قانوني ولا يتعارض مع أي اتفاقات تجارية أو اقتصادية؛ لأنه القوانين المحلية بتلزم أي بلد بحماية بيانات وخصوصية مواطنيها، مثل ما فعتله أمريكا مع تيك توك ومع غيره من التطبيقات الصينية.
ويعد «Canopy»، هو تطبيق رقابة للمحتوى الخاص للأطفال والشباب من شركة «Netspark» الإسرائيلية، وهو متاح في مصر ولكن ليس له انتشار كبير حاليًا.
وتطبيق «Waze»، للملاحة شائع ومستخدم بشكل شائع في مصر، بعدما ذكرت تقارير استخدام الإنترنت في رمضان 2024، زيادة كبيرة في استخدام تطبيقات الملاحة «Waze/GoogleMaps» حسب مؤشرات التنزيل والنشاط والتي تظهر وجود مستخدمين فعّالين في مصر.
ويعتبر تطبيق «Vibe»، الخاص بالمراسلة والاتصال، ويعتبر منافس قوي لبرامج «WhatsApp/Telegram»، أسسه إسرائيليون؛ وأيضًا متاح في مصر.
وتطبيق «Moovit»، وهو خاص بمواصلات عامة، حيث تأسس الشركة في عام 2012 على يد رواد أعمال إسرائيليين، وتم الاستحواذ عليه من قبل «Intel» ومتوفر في دول عديدة؛ يستخدمه شريحة من المستخدمين المصريين خصوصًا في المدن الكبيرة.
وتطبيقات مثل «Wix - Fiverr - Payoneer»، هي تابعة لشركات وأسهم إسرائيلية، حيث خدماتهم متاحة لمستخدمي الإنترنت والشركات في مصر، حيث من خلالها يتم إنشاء مواقع، وعمل حر، وتحويلات ودفع إلكتروني.
هدف خبيث
وفي هذا السياق، قال المهندس ياسر علي، خبير أمن المعلومات، إن العالم يشهد حرب إلكترونية وحروب الجيل الخامس، تعتمد على السوشيال ميديا والتطبيقات التي يتم تحميلها على الهاتف.
وأضاف «علي» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-، أن إسرائيل متقدمة إكترونيًا وتستطيع اختراق أجهزة الهواتف بأكثر من طريقة سواء التطبيقات أو المعالجات والشرائح الإلكترونية، مثل ما حدث في تفجيرات البيجر داخل لبنان.
وأكد على ضرورة رفع الوعي لدى المصريين، بخطورة تحميل التطبيقات على الهواتف التي تهدف جمع المعلومات والتجسس، متابعًا: «وللحماية من التجسس الإسرائيلي يجب عدم تحميل أي تطبيقات دون علم مصدره، وخاصة التطبيقات التي تهدف إلى التسلية، بالإضافة إلى التأكد من الهدف من استخدامه، والدولة التى أنشأته، بجانب تكون محل ثقة من الشركات الإلكترونية العالمية».
وأشار إلى أن التطبيقات الإسرائيلية لم تشمل فقط المواصلات والتحويلات الإلكترونية وإنشاء المواقع، بل وصلت إلى الألعاب الخاصة بالأطفال والتطبيقات الخاصة بالصور وإظهار السن بعد الـ60، وجميعها هدفها خبيث وهو التجسس.
وشدد خبير أمن المعلومات، على ضرورة وجود برامج حماية على الهاتف المحمول، والتأكد من أنها أنشأت من قبل شركات معروفة وقوية في السوق، حتى توفر الحماية اللازمة ضد التجسس.
تصريح استفزازي
ومن ناحيتها، قالت النائبة مها عبد الناصر، عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، ونائب رئيس الحزب المصري الديموقراطي الإجتماعي، إن التطبيقات التي يتم تنزيلها على أجهزة الأندرويد أو الـ«IOS»، هي اختيار أمام المواطنين، لذلك يجب عليهم التركيز على جميع التطبيقات التي يتم تحميلها.
وأَضافت «عبد الناصر» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-، أن الدولة بدأت خطوات جادة نحو تصنيع الهواتف محليًا في السوق المصري، وهو ما يساعد على حماية كبيرة للأجهزة والأمن القومي من أساليب التجسس الإسرائيلية، متابعة: «ونتمنى سعي الحكومة إلى تصنيع المعالج الخاص بالموبايلات أيضًا في مصر بدلًا من استيراده من الخارج».
وأشارت «عبد الناصر»، إلى أهمية استخدام الأساليب المتاحة من جانب الإعلام وخبراء أمن المعلومات والإلكترونيات، لتوعية المواطنين بجميع التطبيقات الإسرائيلية في حالة إثبات وجودها على الأجهزة المحمولة أو متجر جوجل بلاي أو أي كلود.
ووصفت عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، تصريح نتنياهو حول «كل شخص يحمل هاتف يحمل في جيبه قطعة من إسرائيل»، بـ«الاستفزازي» ويهدف إلى إثارة «البلبلة»، مؤكدة ضرورة السعي لمعرفة الهدف من هذا التصريح وعدم الانسياق وراء أي شائعات يتم ذكرها الفترة الماضية في إطار هذا الشأن.