رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصممو الموضة فى قفص الاتهام.. سر استعانة النجوم بالملابس الشفافة والشيفون لإثارة الجدل و«ركوب التريند»

نجوم الفن
نجوم الفن

أثار ظهور النجم أحمد سعد، في حفله الغنائي الأخير بالمملكة العربية السعودية، ضمن فعاليات موسم جدة 2023، جدلًا واسعًا، وذلك بعد ظهوره مرتديا "حلق" في أذنيه، وقميصا شفافا من الشبك، ما جعله يتعرض لانتقادات واسعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره البعض بأنه مظهر غير لائق.

لكن أحمد سعد ليس أول فنان يثير الجدل بسبب الملابس، بل سبقه العديد من الفنانين الذين تعرضوا لانتقادات لاذعة بسبب إطلالاتهم الغريبة ومنهم محمد رمضان، عمرو سعد، أحمد مجدي، وويجز وغيرهم.

"النبأ" تواصلت مع عدد من مصممين الأزياء ليكشفوا لنا عن سبب تلك الإطلالات المثيرة للجدل والكواليس التي توجد خلف قرار ارتدائها
 

قال مصمم الأزياء هاني البحيري لـ "النبأ": “موضة الشبك تعود إلى أكثر من 20 عاما وتحديدًا من أوائل الألفية وكثيرون في أوروبا يرتدون الشبك الذي يناسب الرجال والنساء، ويمكن يناسب الظروف المعيشية في أوروبا، كما أنهم أقل حجمًا منا وهم يتميزون بطول القامة ورشاقة وهذا يجعل هذه الموضة مناسبة في بعض الأحيان، وبالنسبة للظهور على المسرح بهذا الشكل فإنه أمر قديم لأن مايكل جاكسون كان يقدم أفكارا جديدة ومبتكرة مثل الجاكيت المشغول والبنطلون الليكرا والهاف بوت المطرز بالألماظ، وكل هذا منذ حوالي 30 عاما حيث كان مايكل يقدم طفرات في الفاشون وملابس المسرح”.

ويضيف هاني: "أنا واحد من الأشخاص الذين اقتنوا تلك الموديلات الشبكية ولكن لم أرتديها حتى الآن، فهو شكله جذاب في العرض ولكني لا أقبل بالظهور به لأني أنا كمصمم أزياء من الممكن أن يأخذ البعض عني انطباعا أني أريد تعميم موضة معينة، لذا أنا ملتزم بأن أرتدي الكلاسيك الطبيعي، وممكن أغامر في ارتداء ألوان جريئة إلى حد ما مثل البستاج والبيبي بلو والأحمر، لكن في الموديلات الشبك والكت الذي يظهر الجسم من أسفله فأنا عن نفسي لم أعتمده، من الممكن لأي فنان آخر يرى أنه مناسب له أو مصمم الأزياء الخاص به نصحه بارتدائه فهذا يعود له، لقى استحسانا أم لم يلق فهو أكثر شخص رقيب على نفسه، والمرآة تكون صادقة معه".

هاني البحيري


واستكمل هاني البحيري أن "المرآة لا تكذب لذا إذا ذهب الفنان لارتداء ملابس تشذ كثيرًا عن القاعدة ومجتمعنا المصري المسلم والمسيحي والملتزم بأخلاقيات الديانات التي يعتنقها، فأكيد سوف ينتقده البعض فهذه طبيعة مجتمعنا، أما عن الفنان أحمد سعد فهو صديقي جدًا وهو من أنجح الأصوات الموجودة حاليًا على الساحة الفنية وعمر سعد عامل مسلسل حلو جدا، وأحمد مجدي شاب محترم وغيرهم من الفنانين الذين ارتدوا موضة الشبك، ولكن أنا لا أحب الانتقادات السلبية التي تصل إلى السب، ولكن هؤلاء الفنانون مسؤولون عن الشكل العام الخاص بهم".


واستعاد هاني ذكريات مهرجان الجونة قائلا: أنا أشجع جدا أن يكون لدينا مثل هذه المهرجانات وأن نجماتنا يظهرن بمظهر جيد ولكن يلبسن أزياء مصرية وليست خارجة عن المألوف لأننا كمجتمع مصري مسلم ومسيحي لدينا إطار خارجي للديانة وللثقافات وللنجمة أنها قوة ناعمة ومؤثرة في سيدات وأمهات المستقبل، وهناك بعض الفنانات مثل: يسرا، ليلى علوي، داليا البحيري يحافظن دائما على مظهرهن الخارجي لأنهن يؤثرن في الجمهور، فنحن يجب أن نلتزم بحدود اللياقة والشكل العام الجيد لأن أصبحنا قوة ناعمة تؤثر في المجتمع والمنازل".

محمد رمضان


وضرب البحيري مثالا بمسلسل جعفر العمدة الذي حقق مليارات المشاهدات وأثر جدا في الحارة الشعبية وملابس الفنانين في العمل كانت جيدة وتعبر عن أولاد البلد، واستخدموا العباءة أعلى الملابس الواسعة التي ترمز للحارة الشعبية، والاستايلست كان شاطر لأنه غلفهم بغلاف (ولاد البلد)".


وعن المعايير التي يجب أن يتبعها الفنان قبل ظهوره على المسرح أو الشاشة، قال مصمم الأزياء هاني البحيري: " يجب أن يكون الفنان صادقا مع نفسه وطبيعة جسده وشكله، وإذا هناك موضة جديدة غير ملائمة لشكل جسمه يجب أن يتجنبها تماما، لكن هناك تريند ظهر، مشيرًا إلى أن عبد الحليم حافظ من أفضل المطربين والسيدة أم كلثوم، كان زمن غير الزمن ولكن لم يكن هناك أحد يسخر من زي المطرب، وأتذكر موقفا جمعني بالراحلة وردة منذ 30 عاما تقريبًا عندما قالت لي إن 60% من تواجدي على المسرح أن أظهر بشكل لائق، وصباح كانت ترتدي ملابس (مطرقعة) ولكنها  كانت لائقة وأيضًا شريهان عمرها ما خرجت عن الطبيعي وكانت (ست الاختراعات) وفي مرة طلبت شريهان مني تصميما جديدا وقمت بعمل (لوك) من الخيش والودع لكن لم يخدش الحياء ولم يظهر أي جزء من جسدها.

ويقول البحيري، إذا كان هناك حفل بإحدى الجامعات على الفنان أن يرتدي المناسب للمكان الذي يذهب له، مثل عمرو دياب يرتدي المناسب للمكان الذي يحيي به الحفل والمناسب لشكل جسمه، وإذا كان دور في السينما أو التلفزيون سوف يرتدي الفنان ما يناسب الشخصية فهذا طبيعي ولكن في الحياة يمثل نفسه فقط وهذا أهم شيء"، مشيرًا إلى أن المعايير تختلف من دولة لأخرى، فيجب على الفنان مواكبة العصر والموضة وطبيعة بلده وبلاد الآخرين، وأنا من 22 عاما ظهرت بقميص به جزء من الدانتيل الأبيض وحذاء باللون البيج في بيروت لكن عمرها ما كانت خادشة للحياء، ووقتها نالت إعجاب العديد وأطلقوا عليها طلة إيطالية وقالوا (هاني البحيري الإيطالي).
ويعتقد البحيري، أنه بالفعل هناك بعض مصممي الأزياء يلجأون لتقليد تقليعات النجوم العالميين ولكن هؤلاء كل وقتهم يقضونه في الجيم، والوحيد من نجومنا الذي يفعل هذا الشيء هو عمرو دياب الذي يحافظ على لياقته ورشاقته ويرتدي ما يناسب شكله وجسمه ويليق على مجتمع أوروبي وأمريكي.

أحمد مجدي

وأوضح هاني البحيري، أن هناك درسا في الأناقة والشياكة والاحتشام في حفل زفاف ابنة ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، والملكة رانيا، هذا كان درسا للأمم العربية المسلمة والمسيحية، والحفل شهد التزام بالدريس كود لحفل الزفاف يطلق عليه (عظمة) وكان هناك أيضًا غطاء للرأس للمحجبات".

واختتم حديثه للنبأ قائلا: "أنا مع وجود دريس كود لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعيد صياغة وجمال وشياكة المرأة العربية ومجتمعنا المصري العالمي الذي كان يوجد وقت الأربعينيات والذي كان يتميز بأنه أفضل وأشيك من 2023".

وعن إطلالة الفنانة شهيرة الأخيرة، قال هاني البحيري: "عندما تخرج الفنانة شهيرة للجمهور لتكريمها عن مشوارها الفني والإنساني بعد غياب فكان يجب أن تكون مميزة، وإطلالتها مستوحاة من الشكل العربي والتركي والمغربي، بوجود كاب على رأسها، وكانت مناسبة لشكلها واسمها وحجمها، وكانت مميزة ومحتشمة، ولم أنس عندما اختارتني منذ سنوات وقت حفل زفاف ابنتها رانيا محمود ياسين وأثارت الإطلالة ضجة كبيرة، ومن بعدها استوحت الفنانة العالمية سيلين ديون فكرة الطرحة الإسبانية من إطلالة رانيا ومن وقتها أصبحت موضة وهي فكرة هاني البحيري.


مصممة الأزياء سماح مهران: الانتقاد طبيعي

من جانبها، قالت مصممة الأزياء سماح مهران لـ "النبأ": بالنسبة لظاهرة الشيفون التي انتشرت مؤخرًا لدى العديد من الفنانين فهذه حرية شخصية، وكل شخص من حقه أن يختار ما يناسبه مرة يكون موفقًا وأخرى لا، وانتقاد الجمهور شيء طبيعي لأنهم ينتقدون كل شيء جديد سواء أحبوه أم لا، وأعتقد أن انتقاد الجمهور يفيد الفنان بأنه يضع تلك الآراء في الحسبان لتجنب تكرارها.

مصممة الأزياء سماح مهران

وأضافت سماح، أن المعايير بالنسبة للأزياء ترتبط بكل شخص يحاول أن يرتدي ما يلائم المكان الذي يتواجد به، ودائما المشاهير يفكرون خارج الصندوق وفكرة تقليد تقليعات النجوم العالميين سوف تكون ضد الفنان لأن لدينا عادات وتقاليد نحاول الحفاظ عليها خلال الظهور في المناسبات الفنية مثل المهرجانات وغيرها، لأنهم يمثلون اسم مصر وحضارتها، وأنا أعتقد بأن كل فنان يتتبع تقاليع النجوم العالميين يظلم نفسه.

وأشارت مصممة الأزياء، إلى أن هناك ترتيبات للحفلات والظهور على المسرح، ومنها عدم تكرار الأفكار والألوان والتصميمات لكي لا يفسد إطلالة الفنانة، وهذه نقطة مهمة ويجب وضعها في الحسبان، وفي بعض الأحيان الفاشون ديزاينر يقدم النصيحة للفنان لكنه يرفض، ولكنه من الممكن أن يكون على حق لأنه على دراية أكثر بشكل جسمه ولون بشرته وما يليق عليه والعكس، وهذا لا يسمى عدم الاستجابة للنصيحة ولكن مجرد تعليق ليس إلا وفي النهاية القرار للفنان.

وروت سماح مهران لـ "النبأ" أصعب المواقف التي مرت بها وتعاني منها وهي ضيق الوقت، حيث تطلب الفنانة تصميما في وقت قصير وهذا أمر صعب، وعلى سبيل المثال الفنانة بشرى صممت لها فستانا في يومين وهذا كان صعبًا جدًا، ومن الممكن أن أتفق مع فنانة على تصميم وعند التنفيذ يخرج بشكل مختلف عما اتفقنا عليه ولكن للأفضل وهذا وارد، لكن الوقت مهم جدا.