رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد اغتيال 3 من أبرز قادتها.. العالم يترقب رد المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي

العالم يترقب رد المقاومة
العالم يترقب رد المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال

شنت إسرائيل فجر اليوم ضربات ضد قطاع غزة، أدت إلى مقتل 13 شخصا من بينهم ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي، وإصابة 20 شخصا، بينهم نساء وأطفال.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن طائرات حربية ومسيرات إسرائيلية استهدفت منازل أمين سر المجلس العسكري جهاد غنام، وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، وأحد قادة العمل العسكري في الضفة الغربية المحتلة طارق عز الدين.

وأكد مصدر من حركة الجهاد، أن "القادة الذين تم اغتيالهم إضافة لعدد من الأعضاء السياسين، كان يفترض بهم التوجه صباح اليوم إلى القاهرة في زيارة للتباحث مع المسؤولين في المخابرات المصرية". 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك تم إطلاقها في قطاع غزة، ردا على الصواريخ التي أطلقت الأسبوع الماضي، وضد عناصر شكلوا عوامل مزعزعة للاستقرار الأمني في الأشهر الأخيرة".

ووفقا للتقارير فقد استمرت الغارات الجوية، التي بدأت بعد الثانية صباحا بتوقيت غزة، قرابة ساعتين، مع سماع دوي انفجارات جديدة جهة الشرق.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريشارد هيخت، الأهداف التي ضربتها الغارات الإسرائيلية في غزة بـ "الإرهابيين الرئيسيين" وشدد على أن الجيش "قام بكل ما بوسعه للتركيز عليها"، لكنه اعترف بأن الجيش الإسرائيلي كان "على علم بوجود خسائر جانبية بالأرواح"، في إشارة واضحة للزوجات والأطفال الذين قُتلوا أيضا مع قيادات الجهاد الإسلامي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على أسئلة الصحفيين: "إذا كانت هناك بعض الوفيات المأساوية، فسننظر في الأمر ونعود إليكم"، وأشار إلى أنه على دراية بالتقارير المنتشرة على وسائل التواصل حول مقتل نساء وأطفال بالغارات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "موجة تصفيات" استهدفت قادة من الصف الأول في سرايا القدس وعشرة مواقع لإنتاج الأسلحة ومجمعات عسكرية تابعة للحركة في قطاع غزة.

وأكد أن التخطيط للغارات الجوية بدأ بعد إطلاق صواريخ من غزة الثلاثاء الماضي، على ضوء مقتل المعتقل الذي أضرب عن الطعام، المتحدث السابق باسم الجهاد الإسلامي خضر عدنان، في السجون الإسرائيلية، ولفت إلى أن إطلاق الصواريخ من غزة خلال شهر رمضان كان عاملا أيضا في شن الضربات.

وأضاف هيخت أن الغارات وقعت ليلة الاثنين بناء على المعلومات الاستخباراتية وعوامل الطقس والإذن بتنفيذ الضربات.

وشاركت نحو 40 طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي في العملية التي وصفها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنها "دقيقة للغاية"، وقال إنه لا يعلم إن كان هناك المزيد من الضربات.

وقال هيخت: "لا نعلم بعد ما إذا كنا سننفذ المزيد من الضربات، الوقت لا يزال مبكرا، نحن جاهزون لذلك مهما كان التوقيت، السؤال الكبير هو حماس وما تعتزم فعله"، حسب قوله.

وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة واقتحام مدينة نابلس صباح اليوم.

وحمل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وقال إنه يجر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر وعدم الاستقرار.

وحذر أبو ردينة الإدارة الأمريكية من السماح للسلطات الإسرائيلية بالتمادي في ما وصفها بـ "الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني"، خاصة أنها تطال الأطفال والنساء والمقدسات، حسب تعبيره.

كما أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية القصف الإسرائيلي، الذي يراه محاولة لتصدير الأزمة الداخلية التي تعاني منها الحكومة الإسرائيلية.

وطالب رئيس الوزراء الأمم المتحدة بإدانة القصف الإسرائيلي على القطاع، وتوحيد المعايير في التعامل مع قادة إسرائيل، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب.

كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية القصف الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي بتدخل عاجل لوقف ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي.

وأكدت الخارجية أن الحل السياسي التفاوضي للصراع هو المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في ساحة الصراع.

وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن العدوان ونتائجه على ساحة الصراع، الذي عدته تصعيدا خطيرا يهدد بتفجيرها بالكامل.

وأدانت مصر التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنها ترفض ما وصفتها بـ "الاعتداءات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي، وقصف قطاع غزة واقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى في حماية الشرطة الإسرائيلية، واستمرار اقتحامات المدن الفلسطينية".

ووصفت الخارجية المصرية التحركات الإسرائيلية بأنها تؤجج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل قد يخرج عن السيطرة، وتقوض جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر.

وقد توعدت المقاومة الفلسطينية في قطاع فزة في تصريحات وبيانات متتالية بالرد على درائم الإحتلال الإسرائيلي، ولكنها لم تحدد وقت أو طبيعة هذا الرد.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إنها ستستمر في مقاومة إسرائيل، وإن كل السيناريوهات مفتوحة، فيما حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية التبعات، وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية: "إن العدو أخطأ في تقديراته وسيدفع ثمن جريمته، والمقاومة وحدها ستحدد الطريقة التي تؤلم العدو الغادر".

ونعى الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "سرايا القدس" ثلاثة من قادته اغتالتهم إسرائيل اليوم الثلاثاء، في سلسلة هجمات جوية على قطاع غزة.

وقالت سرايا القدس في بيان صحفي، إن القادة القتلى هم أمين سر مجلسها العسكري جهاد الغنام، وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، وطارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري للسرايا في الضفة الغربية.

ويعتبر الغنام يبلغ من العمر 62 عامًا وهو من سكان جنوب قطاع غزة من أبرز قادة سرايا القدس، وأحد المطلوبين لإسرائيل منذ عام 2000.

وكان غنام شغل عدة مناصب عسكرية في سرايا القدس منها قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال وأصيب بجروح منها بتر قدميه.

أما خليل البهتيني يبلغ من العمر 44 عامًا فكان يشغل عضوية المجلس العسكري لسرايا القدس وقائد منطقتها الشمالية، وهو من سكان مدينة غزة، وله علاقة بتطوير القذائف الصاروخية في الجهاد الإسلامي.

وتقول إسرائيل إن البهتيني تسلم قيادة منطقة شمال قطاع غزة في سرايا القدس، بعد اغتيال قائدها السابق تيسير الجعبري في أغسطس عام 2022 جراء غارة إسرائيلية.

أما طارق عز الدين 48 عامًا فهو ينحدر من جنين في الضفة الغربية وأبعدته إسرائيل إلى غزة عام 2011 عند الإفراج عنه بموجب صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس بعد اعتقاله لمدة 9 أعوام.

وانتخب عز الدين ضمن أول مكتب سياسي منتخب للجهاد الإسلامي عام 2018، ثم أعيد انتخابه في دورة ثانية قبل أشهر، ويعد مسؤول العلاقات بين الجهاد الإسلامي في غزة والجماعات المسلحة في الضفة الغربية.