رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عملاق السيارات BMW تواجه مقاطعة عنيفة في الصين بسبب الآيس كريم

النبأ

أصبحت العلامة التجارية البريطانية ميني كوبر المملوكة لشركة صناعة السيارات الألمانية BMW أحدث علامة تجارية عالمية تواجه دعوات المقاطعة في الصين.
يأتي ذلك بعد أن تعرضت الشركة لانتقادات بعد أن رصدت الكاميرا اثنين من الموظفين في جناح ميني كوبر في معرض شانغهاي للسيارات الشهر الماضي وهما يرفضان تقديم الآيس كريم مجانا للزوار الصينيين عن الأجانب.
وأثار مقطع الفيديو الذي التقط للحادث انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بشأن المعاملة التفضيلية الواضحة للأجانب، حيث دعا الكثيرون إلى مقاطعة العلامة التجارية. وردا على ذلك، أصدرت الشركة اعتذارين خلال 24 ساعة الشهر الماضي.
ومن العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة دولسي أند غابانا، التي وضعت  نفسها في مرمى النيران بسبب إعلانات عنصرية في 2018، إلى الشركة السويدية للأزياء اتش أند أم، التي تم انتقادها في عام 2021 لتجاهل القطن من منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، واجهت العديد من العلامات التجارية الدولية مقاطعة المستهلكين في السنوات الأخيرة. 
وتواجه الآن العديد من الشركات المزيد من الضغوط مع ازدياد مشاعر القومية على الانترنت وتفاقم التوترات بين الصين والغرب والمنافسة من العلامات التجارية المحلية.
ويقول مراقبون إن هذا الضغوط زادت من جانبين: الأول،المستهلكون المتأثرون بالدعاية القومية. والثاني: تزايد المواقف السلبية سواء من قبل الحكومات أو الافراد تجاه الصين في أماكن مثل أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. ونتيجة لذلك، تواجه الشركات الأجنبية بيئة صعبة في السوق الصينية.
ورغم أن التأثير الإجمالي لردود الفعل العكسية عبر الإنترنت على أعمال هذه الشركات لا يزال غير واضح، يرى البعض أن وجودها في السوق الصينية يتقلص بعد تورطها في الخلافات.
وأفاد تقرير السنة المالية 2020 لشركة اتش أند أم أنه كان لديها 445 متجرا في البر الرئيسي للصين، ولكن وفقا لموقع الشركة لا يوجد الآن سوى 316 متجرا.
وقالت تقارير أن مبيعات السيارات اليابانية تأثرت في الصين بشدة في أعقاب الاحتجاجات المناهضة لليابان في عام 2012 بشأن الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي. وتثبت الأيام أن ردود الفعل الخطيرة عبر الإنترنت تؤدي إلى الإضرار بصورة العلامة التجارية  على المدى الطويل وقد يستغرق الأمر عشرات أو حتى مئات السنوات لبناء هذه الصورة من جديد. وتثق شركات صناعة السيارات الصينية من تجاوز اليابان كمصدر أول عالميا في 2023.
وإلى جانب زيادة المشاعر القومية، يرى مراقبون أن ظهور العلامات التجارية المحلية وتغيير تفضيلات المستهلكين يكمن وراء الصراعات المتكررة التي تواجهها الشركات الأجنبية في الصين.
وقالت دراسة صدرت الشهر الماضي من قبل شركة ماكينزي الاستشارية إن حوالي 46 في المائة من مشتريات المستهلكين الصينيين من الهواتف المحمولة من بين أفضل 20 علامة تجارية كانت من علامات تجارية محلية في عام 2013، لكن هذه الحصة ارتفعت إلى 64 في المائة في عام 2021.
ويختار المستهلكون الصينيون العلامات التجارية المحلية لجودتها وارتفاع مستوى الابتكار وليس فقط بسبب الأسعار المنخفضة أو انطلاقا من الشعور بالفخر الوطني.
ووجدت الدراسة أن حصة الشركات متعددة الجنسيات من جميع الإيرادات المكتسبة في الصين انخفضت من 16 في المائة إلى 10 في المائة من عام 2006 إلى عام 2020، على الرغم من أن عائداتها نمت بشكل كبير من حيث القيمة المطلقة.
وفي الوقت نفسه، انخفض نصيبها من إجمالي الأرباح المحققة في الصين من 16 في المائة إلى 14 في المائة. باختصار، نمت الشركات متعددة الجنسيات بسرعة، ولكن بسرعة أقل بكثير من المنافسين المحليين.