رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علي جمعة يوضح فضل وآخر موعد لإخراج زكاة الفطر

النبأ

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل خلق الإنسان واعتنى به، فأرسل إليه الرسل، وأنزل إليه الكتب، وشرع له الشرائع، التي تهدف إلى السمو بالإنسانية والرقي بها في أعلى درجات الكمال، ويترتب على الامتثال بها تطهير النفس البشرية من كل دنس، وشفاء القلب من كل مرض، ويتأكد ذلك المعنى بجلاء في الزكاة حيث ينم اسمها على كل تلك المعاني العظيمة.

وأضاف “ علي جمعة”، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الزكاة في اللغة تعني: النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك ليتطهر به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح، قال الله تعالى: (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) (الكهف: 81). قال الفراء: أي صلاحًا.

وقال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) (النور: 21)؛ أي: ما صلح منكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور: 21)؛ أي: يصلح من يشاء.

 

وأضاف الدكتور على جمعة أن الزكاة التي يخرجها المسلم من ماله يطهر بها نفسه تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: زكاة المال: وهو مقدار يخرجه الإنسان من إجمالي ثروته بشروط معينة كحولان الحول، وبلغ النصاب، ويخرج هذه المال إلى أصناف محددة من الناس كالفقراء والمساكين وغيرهم، وهي على أي مال سواء كان ذلك المال نقدي، أو ما يشبهه من ثروة حيوانية (الأنعام)، أو ثروة زراعية (كغلال الحبوب)، أو ثروة متداولة كالبضائع (عروض التجارة).

والقسم الثاني من الزكاة: زكاة الفطر: والفطر: اسم مصدر من قولك: أفطر الصائم إفطارًا، وأضيفت الزكاة إلى الفطر؛ لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة.

وقال الشيرازي صاحب المهذب: ويقال للمخرج فطرة - بكسر الفاء - لا غير، وهي لفظة مولدة لا عربية ولا معربة، بل اصطلاحية للفقهاء، وكأنها من الفطرة التي هي الخلقة؛ أي: زكاة الخلقة، وممن ذكر هذا صاحب "الحاوي".

والمقصود بزكاة الفطر شرعًا صدقة تجب بالإفطار من رمضان - ويمكن أن نخرج قبل ذلك - بمقدار محدد على كل نفس، يخرجها العائل عن نفسه وعن من تلزمه نفقته، وتخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرهم الله في آية مصاريف الزكاة، قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 60).