رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر غضب الجمهور من مسلسلات رمضان 2023

سر غضب الجمهور من
سر غضب الجمهور من مسلسلات رمضان 2023

محمد العدل: الضغوط التي يعانيها المصريون سبب في الهجوم 

محمد العدل: الناس مش طايقة نفسها فبتطلع غلها في المسلسلات

«التلكيك» أو تصيد الأخطاء يرجع إلى الضغوط التي يعاني منها المصريون

المعدول: النقد حق لكل مواطن ولكن النقد الموضوعي لا يكون حلقة بحلقة ومشهد بمشهد

الناقد محمود قاسم: لا يمكن الحكم على عمل في بداياته وحتى بعد مرور 10 حلقات نكون مؤشرات أولية لتقييم نهائي

انتقادات لاذعة وسخرية متواصلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد «التلكيك»، واختلاق أخطاء من العدم، ونسبها إلى بعض الأعمال، بات هذا حال المشاهد المصري تجاه مسلسلات رمضان 2023، التي لم يسلم السواد الأعظم منها، من الهجوم والسخرية؛ للدرجة التي اتهم فيها البعض صناع الدراما إلى تعمد تشويه صناعة الفن المصري، في حين ألقى فريق آخر اللوم على ممثلي مصر، واصفين إياهم بعديمي الموهبة، فما أسباب ذلك الهجوم الشرس؟ وهل أصبح الجمهور على درجة عالية من الوعي أم أنه يفتي دون علم؟ وهل أخفق صناع الدراما بالفعل؟

اختلاق وتصيد السقطات

مسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي، كان له نصيب الأسد من الهجمة الشرسة وتصيد الأخطاء واختلاقها في أحيان أخرى، على الرغم من أن بداية تفاعل الجمهور معه كانت مُبشرة.

لم يعد سره باتع 

مسلسل «سره الباتع» إخراج خالد يوسف، كان من أوائل الأعمال التي لفتت أخطاؤها انتباه الجمهور، والتي بدأت بالسخرية من ارتداء أحد جنود الحملة الفرنسية حذاءً يعود للعلامة التجارية العالمية «أديداس».

المنتج والسيناريست محمد العدل

سقطات رشيد

ولفت انتباه متابعي مسلسل «رشيد» بطولة محمد ممدوح ودينا الشربيني، ظهور أحد المنتجات الغذائية الحديثة، داخل أحد الأكشاك، والتي تم طرحها عام 2022، واعتبر المشاهدون أن تلك سقطة كان يجب ألا يقع فيها صناع العمل، الذي تدور أحداثه في عام 2009.

الكبير في الفخ

مسلسل «الكبير أوي 7»، وقع بين براثن الجمهور، الذي أطلق أحكامه على أبطال العمل دون تريث، لاسيَّما رحمة أحمد التي تجسد شخصية «مربوحة»، وذهب البعض إلى ضعف العمل، وتفاهة موضوعاته.

فيلر وإضاءة خافتة

الجمهور لم يغفل أيضًا، ظهور الممثلين في مظهر لا يتلاءم مع شخصياتهم التي يجسدونها، مثل روجينا في مسلسل «ستهم»، والتي ظهرت بأسنان ناصعة البياض بسبب إجراء تجميلي بها، وهذا يتنافى مع شخصية «ستهم» المرأة الصعيدية تعاني من ظروف سيئة.

الأمر ذاته انتقده الجمهور في مسلسل «جعفر العمدة» بعد ظهور محمد رمضان بأسنان ناصعة البياض، كما سخر الجمهور من ظهور الفنانات بمكياج صارخ وشفاه منتفخة بفعل ووجه مشدود، يصل لدرجة التخشب، بفعل «الفيلر»، في معظم المسلسلات، بما لا يتناسب مع الشخصيات التي يقدمونها.

الإضاءة الخافتة التي اتسمت بها معظم مسلسلات رمضان 2023، كان ضمن الأمور التي أرقت المشاهدون، واتخذ منها أداة للهجوم على الأعمال وإطلاق الأحكام المطلقة عليها.

تلكيك للتنفيس

«التلكيك» أو تصيد الأخطاء، وخلقها من اللاشيء في أحيان كثيرة، يرجع إلى الضغوط التي يعاني منها المصريون، ما دفعه إلى التنفيس عنها، في مسلسلات رمضان والإعلانات أيضًا، من خلال إصدار أحكام مبكرة، على الرغم من أن الكثير من الأعمال المعروضة ليست بها السوء الذي يعتقده الجمهور، الذي باتت أحكامه مطلقة معتقدًا أنه يمتلك الحقيقية والرأي الصائب، وعليه فإن التفسير المنطقي الوحيد لما حدث أن "الناس مش طايقة نفسها فبتطلع غلها على المسلسلات والإعلانات"، حسبما يرى المنتج والسيناريست، محمد العدل.

ويرى «العدل»، أن تحميل الممثل مسؤولية الأخطاء الموجودة في العمل أو فشله، أمر غير صائب، لاسيّما وأن الإخراج يعتمد على مدرستان مع الممثل، الأولى تقوده لأداء حسب رؤية المخرج، والثانية تقول بإن الأداء مسؤولية الممثل، وفي كلتا الحالتين، المخرج هو المسؤول، لأنه الممثل اختياره وتحت قيادته.

الناقد الفني محمود قاسم

أحكام غير منصفة

أحكام الجمهور على مسلسلات رمضان منذ الحلقات الأولى غير منصفة، فلا يمكن الحكم على عمل في بداياته، وحتى مع مرور الحلقات الـ10 الأولى لا يمكن الحكم على العمل، ولكن يمكننا تكوين انطباعات تكون بمثابة مؤشرات أولية لتقييم نهائي، حسب الناقد الفني، محمود قاسم.

ويرى أن الماراثون الدرامي الرمضاني الحالي، يشهد منافسة شرسة حتى الآن، لاسيَّما وأن بعض المسلسلات بها مادة غنية، مثل مسلسل «رسالة الإمام» و«المداح 3» و«الهرشة السابعة».

ناموس إلكتروني

لا يمكن لأحد منع الجمهور من ممارسة حقه في انتقاد المسلسلات، فالنقد الفني حق لكل مواطن، لاسيَّما وأنه لم يعد سواه متاحًا للنقد، مع الأخذ في الاعتبار أن النقد الحقيقي والموضوعي، لا يكون نقدًا يومًا بيوم وحلقة بحلقة ومشهد بمشهد، ولقطة بلقطة، حسب المخرجة المسرحية والكاتبة فاطمة المعدول.

وتؤكد «المعدول»، أن الأزمة تكمن في أن الناس، اتخذوا من الانتقاد وتشريح المسلسلات أداة لـ«تسلية صيامهم»، بخلاف أن الجميع يجهل القاعدة النقدية التي تقول: يجب احترام الجهد المبذول، وتحولت المسألة إلى طريقة لتوجيه جمهور المشاهدين والتأثير عليهم، من خلال ناموس إلكتروني موحد.