رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

هجرة الأشجار إلى الغرب.. أغرب ظاهرة عرفها التاريخ!

هجرة الأشجار
هجرة الأشجار

تظهر الأبحاث أنه على مدار الثلاثين عامًا الماضية، كانت هجرة الأشجار من شرق الولايات المتحدة تتجه غربًا بسرعة هائلة تصل إلى 9.5 ميلًا لكل 10 سنوات، وهو أمر محير تمامًا للعلماء، الذين اعتقدوا أن تغير المناخ من شأنه أن يجبر الأنواع على البحث عن مناخات مألوفة في قطبي الأرض. ولكن بدلًا من التحرك شمالًا، فإنهم يتجهون غربًا.

والأكثر غرابة هو أن التغيرات في هطول الأمطار لا تمثل سوى جزءًا صغيرًا من هجرة الأشجار، مما يشير إلى أن هناك المزيد مما يعرفه العلماء.

تتحرك في مكان شجري آخر

كانت نتائج الأبحاث "مفاجأة كبيرة"، وفقًا لعالم البيئة بجامعة بوردو الفرنسية، قام فريق البحث بفحص بيانات خدمة الغابات الأمريكية من 1980 إلى 2015، وكانت 86 نوعًا من الأشجار التي تم تحليلها تقع بين ولايات مين ومينيسوتا والولايات الجنوبية مثل فلوريدا.

كانت الأشجار أكثر ميلًا للتحول غربًا بزاوية (73 بالمائة) من الشمال (62 بالمائة)، واتبعت العينات الأصغر هذا المسار أكثر من العينات القديمة، حيث تحركت بعض الأشجار إلى الشمال الغربي.

وبالطبع لا تعني هجرة الأشجار، أنها تقتلع نفسها وتنتقل من مكانها لمكان آخر، ولكنها باتت الشتلات تنجذب الشتلات إلى موائل أكثر ودية، وبمجرد أن تموت الأشجار الأكبر سنًا، يقيم الصغار في أماكن جديدة، حيث تسافر الأشجار المتحركة باتجاه الشمال حوالي 6.8 ميلًا خلال 10 سنوات مقارنةً بالأنواع التي تتحرك باتجاه الغرب بمعدل 9.5 ميل لكل عقد. 

مناخ مُتغير

قد يكون للاحتباس الحراري علاقة بالحركة باتجاه الغرب،ح يث ارتفعت درجة الحرارة في الولايات المتحدة بمقدار 0.29 درجة فهرنهايت بين عامي 1980 و2015، وأثرت درجات الحرارة المرتفعة في الجزء الشرقي من البلاد على مجاميع هطول الأمطار، وشهدت مناطق مثل الجنوب الشرقي مستويات أقل من الأمطار. 

ومع ذلك، فإن 20 في المائة فقط من هجرة الأشجار قد يكون ناتجًا عن تعديلات في هطول الأمطار، وفقًا للباحثين. على الرغم من أنها أكثر رطوبة في الغرب هذه الأيام، إلا أنها ليست أكثر رطوبة من المناطق التي نشأت فيها الأشجار في الشرق. 

بالإضافة إلى ذلك، يتفاعل كل نوع بشكل مختلف مع تغير المناخ والنشاط البشري. ونتيجة لذلك، فإن سبب حركة الأشجار هو أكثر من مجرد ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ. قد تشمل الأسباب الأخرى تنفيذ مشاريع الحفظ والغرس، والطرق المختلفة التي يستخدم بها البشر الأرض، وتفشي الآفات. يجب فحص هذه العوامل لتحديد سبب أكثر واقعية للظاهرة.