رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مبادرة باتيلي تكشف المخطط الأمريكي في ليبيا

مبادرة باتيلي تكشف
مبادرة باتيلي تكشف المخطط الأمريكي في ليبيا

في إطار المساعي الداخلية والخارجية الخجولة لحلحلة الأزمة الليبية لا يزال الغموض يحيط بمبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، الخاصة بتيسير إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نهاية عام 2021، وسط دعم أمريكي كبير لها.
فبعد أن أعلن باتيلي، خلال إحاطته التي قدمها إلى مجلس الأمن في 27 فبراير/ شباط الماضي، عزمه إطلاق مبادرة لتجاوز الانسداد السياسي وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العام الحالي، تفاوتت الآراء في الداخل الليبي عن جدواها.
حيث رأى العديد من الليبيين بأن المبادرة مسيسة وتفتقر لآليات واضحة لتنفيذها ولا تتطرق إلى مشكلة الإنقسام المؤسساتي وظاهرة انتشار الميليشيات المسلحة، بل تقتصر على تشكيل لجنة وإجراء الإنتخابات التي سبق وأن فشل إجراؤها بسبب الوضع الداخلي الذي لم يتغير.
وفي إطار فرض المبادرة بالقوة على القوى السياسية في ليبيا، تحت الضغط الأمريكي، حث باتيلي، مجلسي النواب والدولة مجددًا على الوفاء بالتزاماتهما تجاه الشعب الليبي لإجراء الانتخابات ضمن إطار زمني واضح، وإلا سيقوم باللجوء إلى ما أسماه هذه المرة بـ "الإجراء البديل"، في حال فشلت السلطة التشريعية في التوصل إلى اتفاق حول قوانين الانتخابات.
و "الإجراء البديل"، يتمثل في تشكيل لجنة تسييرية عليا تشرف على تنظيم الانتخابات، بما فيها وضع قاعدة دستورية وقوانين الانتخابات، متجاوزة مجلسي النواب والدولة.
من جهته، قال عضو مجلس الدولة محمد معزب بأن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي تجاهل الحديث عن أن القوى المسلحة، هي القادرة على تعطيل أي قانون، حتى لو تم إقراره والتوافق عليه من قبل مجلسي النواب والدولة.
ووصف أغلب أحاديث باتيلي الأخيرة بأنها بدت أقرب إلى إعلان مُبكر بعدم نجاح مبادرته مع محاولة وضع مجلسي النواب والدولة ككبش فداء ليلقي الجميع بالمسؤولية عليهما.
يُشار إلى أن هذا الإلحاح من قبل الولايات المتحدة عبر البعثة الأممية ومبادرة مبعوثها على إجراء الإنتخابات يهدف إلى إيصال رئيس شكلي مع الإبقاء على حالة الإنقسام، ليطبق الأجندة الأمريكية في السيطرة على موارد البلاد ونهبها دون عوائق.
فقد قال الكاتب الصحفي، جبريل العبيدي: "إن إهتمام واشنطن لم يخرج عن إطاره منذ انهيار نظام معمر القذافي في 2011، والجهود الأميركية منصبة الآن لإيجاد بديل للغاز الروسي، وكل ما تغير حاليًا هو أن ليبيا أصبحت جزءًا من منظومة البديل الروسي بعد حرب أوكرانيا، مما حتّم عودة اللاعب الأميركي إلى المقاعد الأمامية".
وأضاف: "مخطئ من يذهب في ظنه أن ما يشغل واشنطن هو ردم التصدعات السياسية والانشقاقات الأمنية التي تعصف بالبلد منذ اندلاع ثورة 17 فبراير".
ولعل زيارة مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية، وليام بيرنز، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربارا ليف ولقائهما بالمسؤولين الليبيين وتصريحاتهما التالية التي ركزت على النفط الليبي وضرورة إخراج عناصر الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر إذ تُثبت هذا الرأي.