رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عميد آثار القاهرة سابقا يكتب.. ارحمونا وكفاكم عبثا بالتاريخ والدين والهوية

النبأ

 لماذا تمت استباحة التاريخ  من كل الفئات،  بحيث صار كالكلام المباح يستحله لنفسه من يشاء، وكأنه مجرد حدوته أو حكاية  في قعدة؟!   وهو ما نراه أمام أعيننا  في وسائل الإعلام المسموعة والمقرؤةو المرئية، فنجد الاعلامي والصحفي والمحامي  والطبيب والمهندس يتكلم ويتحدث بل ويكتب ويفتي وينظر في التاريخ بل وفي الدين والهوية الوطنية؛ ومن اللافت للنظر إن بعض المعدين ورؤساء التحرير  يكتبون اسكريبت  مملوء بالأخطاء  لأنهم إعتمدوا على  المعلومات المدونة  في الميديا  وليس بمقدورهم  الحكم  على  مصداقيتها أو عدم مصداقيتها؛ وكأن

التاريخ لا أب له ولا منهج علمي يحكمه ويضبطه ويزنه بمعيار الموضوعية والحيادية والنزاهة والشفافية

والمصداقية مع إخضاع الروايات والأخبار والأحداث أي المحتوى  للنقد ؛ وكذلك المؤرخين  أنفسهم يخضعون

للنقد الظاهري والباطني حتى نطمئن إلى صحة مافي كتبهم؛ اما ما يحدث الان فعكس ذلك تماما فكل من هب ودب  يفتي وينظر  ويهدم الأسس  والأصول  ويشكك في الرموز والهوية ويزلزل الثوابت دون أدلة موضوعية يقينية وبدون منهج علمي سليم  وللأسف هناك جامعات ومؤسسات واكاديميات عالمية في الغرب بل حكومات ومنظمات ورجال أعمال يدعمون ذلك التوجه ويمولونه بل ويستقطبون أعوانا واتباعا وانصارهم من الشرقيين من المحيط إلي الخليج وتزخربهم وسائل الإعلام المختلفة فضلا عن اليوتيوبوالفيسبوك؛ ومن العجيب والمدهش

إن كل ذلك يحدث ولاحياة لمن تنادي من المسؤولين في بلادنا ومن  الجامعات والجمعيات والمراكز البحثية

المعنية؛ ولذلك اناشد السيدالرئيس ودولة رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ ووزراء التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والسياحة والآثار  ورؤساء الجامعات والاجهزة والشركات المعنية بالإعلام  بالتدخل الفوري للقضاء على هذه المهزلة وإستصدار تشريع ملزم  يمنع العبث بالتاريخ  والدين والهوية  من غير المتخصصين؛ أسوة بالتخصصات الأخرى كما نرى في البرامج الرياضيةو القانونية والطبية والسياسية والاقتصادية والزراعية والفنية بل وحتى برامج الطبيخ من خلال الاستعانة بالمتخصصين  في كل منها من اللاعبين والحكام والمحامين والأطباء  وهكذا؛ فلماذا يعطي العيش لخبازينه في هذه البرامج  فقط؛ اما التاريخ فكل من هب ودب تتم الاستعانة به   ولله در القائل" تملأ الكوز غرفة من محيط فيرى الكوز أنه هو المحيط" والقائل قبل العلم رأس الجهل وإنصرف فيايها المسؤولون إن مايحدث إنما يمثل خطورة وتهديدا  للأمن القومي وأطالب  بتشكيل  المجلس 

الأعلى  أو المجلس القومى  للتاريخ  تحت رئاسة دولة رئيس  الوزراء على إن يضم  ألعلماء الاكفاء من المتخصصين ؛  كذلك يجب توفير الدعم الكبير  اللازم  للجمعية المصرية للدراسات التاريخية حتى تقوم بدورها  الوطني   والعلمي خير قيام؛ ومن جهة أخرى فقد إن الأوان لإستصدار التشريعات والقرارات الملزمة لمنع العبث بالتاريخ لإنه علم وفن وفلسفة وليس حكاوي حواديت ودردشة؛ ومن ثم لايجوز العبث به وفيه من  كل من هب ودب وأصحاب الاجندات والتوجهات ممن يطلقون على أنفسهم أصحاب التنوير والفكر الحر والعصرنةو العلمانيين والملحدين واللادينيين ومن

يدعمونهم في الداخل والخارج؛ وحتى يحدث ذلك  يجب على وسائل  الإعلام عدم  الاستعانة بغير المتخصصين  كما هو   متبع بكثرة حاليا  فقد أصبحوا وجوها مكررة  كالوجبات  الثلاث؛ وبالتالي  تتم الاستعانة المتخصصين؛ وان يعهد إلى المتخصصين فقط الاعداد ورئاسة التحرير  لكتابة اسكربتات  سليمةوصحيحة وقوية؛؛ ونفس  الشئ يحدث  في الأعمال الدرامية  التاريخية والدينية؛؛؛ حفظ الله مصر أرضا وشعبا وقيادة  وتراثا وحضارة وأثارا وثقافة وتاريخا صحيحا وهوية وطنية  لا تشكيك فيها ولا زلزلة لثوابتها ورموزها إلى إن تقوم الساعة وإلي إن يرث الله الأرض ومن عليها؛ اللهم

أمين يارب العالمين.