رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحولت إلى ظاهرة في السودان

تفاصيل اغتصاب طفلة على يد معلم

تفاصيل اغتصاب طفلة
تفاصيل اغتصاب طفلة على يد معلم

تكررت خلال السنوات الماضية جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال في السودان، كان أخرها جريمة اغتصاب طفلة عمرها 7 سنوات على يد معلم في مدرسة تقع بأحد الأحياء بجنوب العاصمة السودانية الخرطوم، مما دفع الكثير من الحقوقيين إلى المطالبة بتشديد العقوبات على مرتكبي تلك الجرائم والتنفيذ الفوري للأحكام الصادرة ضدهم، كما شكك البعض في نجاعة قانون «جرائم الاغتصاب».

وقد استنكر معلمون الجريمة، وأشاروا إلى أن إفلات مرتكبها من العدالة عدة مرات بعد ارتكابه جرائم مشابهة في السنوات الماضية.

وقالت معلمة زاملت الجاني لفترة طويلة،، إن الجاني سبق أن تحرش بعدد من المعلمات والتلاميذ، لكنه كان في كل مرة يفلت من العقوبة.

كما رأى قانونيون ومدافعون عن حقوق الطفل أن تزايد الانتهاكات الجسدية والجنسية التي ترتكب في حق الأطفال يعود إلى التساهل مع هذه الجرائم البشعة.

وقبل أكثر من عام أثارت جريمة اغتصاب 10 أطفال على يد معلم في إحدى مدارس تحفيظ القرآن في غرب السودان والتي تعرف محليا بـ "الخلاوي" موجة من الغضب الشعبي الكبير.

وفي عام 2015، كشفت وزارة الصحة السودانية في بيان عن تزايد ظاهرة اغتصاب الأطفال وخصوصًا بين تلامذة المدارس. وقال مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة آنذاك الدكتور إبراهيم محمد عبدالرحمن، إن مسوحات أجرتها وزارته في مدارس العاصمة الخرطوم أظهرت تفشي الأمراض النفسية وسط تلامذة المدارس بالتزامن مع تزايد حالات الاغتصاب وارتفاع نسبة التحرش الجنسي بالأولاد، محذرًا من خطورة الأمر.

من ناحيته أوضح استشاري الطب النفسي والعصبي الدكتور علي بلدو، أن "قضايا اغتصاب الأطفال مسكوت عنها في السودان ويتم التكتم عليها ومحاولة نكرانها".

وقال بلدو، إن "هناك جريمة اغتصاب لطفل في كل ساعة في السودان، حسب تقارير واحصاءات ونسب منطقية يمكن حسابها". 

ولفت إلى أنه "لا يتم التبليغ عن هذه الجرائم إلا من قبل نسبة لا تتجاز الـ 1 في المائة فقط من الحالات لدى الجهات العدلية وذلك خوفًا من الوصمة الاجتماعية، وأحيانًا لاعتبارات أسرية وخوفًا من الانتقام، وأحيانًا تتم تسويات خارج نطاق القانون بين أسرة الضحية والجاني".

وعن تنامي ظاهرة اغتصاب الأولاد من قبل مسؤولين عنهم داخل المدارس والمعاهد الدينية، أشار بلدو إلى أن "ذلك يرجع لشعور الأسرة والطفل بالأمان داخل هذه المؤسسات، وإحساس الطفل بالخوف من المعلم أو الشيخ الذي يقوم بتدريسه". وأضاف: "تعليم الأطفال في المجمعات الدينية يولّد رهبة وقداسة من الأطفال تجاه الشيخ، ويرى الناس أن هذا النوع من التعليم ينتشر في الأقاليم والمناطق الطرفية من العاصمة بترهيب الأطفال، فيقوم الشيخ بضربهم ليتمكنوا من الحفظ، ما يجعله يمارس سلطته في التعدي على أجسادهم، وبالتالي يمكنه إيهامهم بأشياء غريبة لاستخراج الجن مثلًا أو السحر من أجسادهم، وبالتالي ربما يتعاون الأطفال معه".