رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ماتت مقهورة.. القصة الكاملة لمأساة الطالبة رودينا أسامة بعد تنمر زميلاتها عليها

مأساة الطالبة رودينا
مأساة الطالبة رودينا أسامة بعد تنمر زميلاتها عليها

لطالما سرق التنمر أرواح الكثير من الأطفال والشباب، تاركًا بين الحين والآخر ضحية جديدة، والتي كان آخرها الطالبة رودينا أسامة، بعد تحوله لظاهرة باتت تقضي على حيوات الكثير من الأشخاص، لاسيَّما طلاب المدارس، حيث شهدت خلف أسوارها العديد من وقائع التنمر المؤسفة، التي تسببت في الأذى للكثير من الطلاب وأودت بحيوات آخرين، بعد شعورهم بالقهر وقلة الحيلة، أمام كلمات بلغت حدتها إلى موتهم قهرًا، فكيف حكاية الطالبة رودينا أسامة التي ماتت قهرًا بسبب تنمر زميلاتها عليها؟

مأساة رودينا أسامة التي قتلها تنمر زميلاتها

بدأت مأساة الطالبة رودينا أسامة، صاحبة الـ16 ربيعًا من عمرها، عند تنمر زميلاتها عليها داخل إحدى المدارس الحكومية التابعة لإدارة الهرم التعليمية بالجيزة.

"أنتِ وحشة.. أنت إزاي مستحملة شكلك"، كانت تلك الكلمات القاسية التي وجهتها زميلات رودينا أسامة الطالبة بالصف الأول الثانوي، إليها، والتي لم تستطع أن ترد عليها، لحُسن تربيتها التي جعلتها عاجزة عن مجاراة ما يحدث، لاسيَّما وأن الواقعة بدأت بتعمد زميلاتها مضايقتها من خلال تدوين أسمائهن على المقعد الخاص بها.

اعتراض رودينا على مضايقات زميلاتها لم يلق استحسانهن وحسب، بل أثار غضبهن، فقررن توجيه عبارات التنمر المشار إليها، والتي كانت بمثابة السكين التي ذبحتها؛ بدليل خروجها من المدرسة في حالة انهيار تامة، في طريقها إلى منزلها باعتباره ملاذها الآمن من قسوة البشر.

«القتل المعنوي».. جريمة «مع سبق الإصرار والترصد» يغفلها القانون

مواساة وطمأنة

أخيرًا وصلت رودينا أسامة، إلى بيتها حيث السلام والسكون، الذي لم تجده في مدرستها ووسط زميلاتها، وهناك التقت بشقيقتها وراحت تروي لها ما حدث، والدموع تملأ عينيها التي بلغ فيها القهر أقصى مراحله، عندما سألتها: "هو أنا شكلي وحِش!"، والتي واستها وأكدت لها أنها جميلة، وأن كلام زميلاتها ما هو إلا بدافع الغيرة منها؛ لتفوقها الدراسي.

ولما كان الأب هو الأمان والسند، لجأت رودينا إلى والدها، وروت له ما حدث، وتعرضها للتنمر من قِبل زميلاتها تلك، أثناء الفسحة، ووجهت لها كلمات قاسية، قائلة: ابنتي حكت لي إنها تعرضت للتنمر من قبل ذات الزميلة أثناء الفسحة، قائلة لها: "أنتِ مش من مستوانا علشان تلعبي معانا".

لم يكن بيد الأب حيلة، سوى طمأنة ابنته، مؤكدًا لها أن تلك الأمور باتت عادية، فلا داعي للقلق، وأن لا تشغل بالها بما ردده زميلاتها، باعتباره غير مهم، وفقًا لروايته.

رغم مواساة شقيقة رودينا أسامة لها، وطمأنة والدها، ألا أن تأثير كلمات زميلاتها كان له الوقع الأكبر على نفسها، والذي لم تتحمله فتاة في رِقتها وحُسن أخلاقها، فسقطت قتيلة على الأرض من قهرتها، لتختم حياتها بتنمر زميلاتها وكلماتهن القاسية، التي تسببت في تعرضها لسكتة قلبية، أودت بروحها.

يُشار إلى أن مصادر بالتربية والتعليم،  ذكرت أن الوزارة تتولى تحقيقًا بشأن الواقعة حال وصول شكوى بشكل رسمي، وذلك بعد إصدار تعليمات عاجلة من الوزارة لجميع مدارس الجمهورية لمكافحة ظاهرة التنمر بمختلف أشكالها، والالتزام بلائحة الانضباط المدرسي، وحظر استخدام العقاب البدني والنفسي للطلاب.