رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رسوب 41 ألف طالب بالإعدادية وراء اشتعال الخلافات بين وزير التعليم وأولياء الأمور

وزير التعليم
وزير التعليم

كشف ظهور نتيجة امتحانات الترم الأول بالمدارس، العديد من الأخطاء في الامتحانات، وصل بعضها إلى حد الكوارث، منها رسوب نحو 41 ألف طالب بالشهادة الإعدادية في محافظة القاهرة فقط، ووقعت خلافات شديدة بين الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، وأولياء الأمور بسبب نتائج الترم الأول.

وظهرت نتيجة الشهادة الإعدادية الترم الأول لعام 2023، على موقع مديرية تعليم القاهرة، واعتمد محافظ القاهرة النتيجة، وبلغت نسبة النجاح للعام الدراسي 2022/2023، 77.7% وبلغ عدد المتقدمين  للامتحان 190334 طالبًا وطالبة، حضر منهم  185207 طلاب وطالبة ونجح 143928 طالبًا وطالبة، وكذلك نتيجة الإعدادية الرياضية بنسبة 53%.

بعد اعتماد النتيجة، انتقد الكثير من أولياء الأمور، رسوب أكثر من 41 ألف طالب أي نسبة 22.5% من دفعة هذا العام، وحملوا وزارة التربية والتعليم، نتيجة رسوب هذا العدد من الطلاب.

وقال عمرو حافظ مؤسس قلعة التعليم المصرى، إنه بخصوص رسوب أكثر من 41 ألف طالبًا، لقد تلاحظ نسبة غش جماعي وتصوير لأوراق امتحانية في الربع ساعة الأولى من الامتحان في بعض المواد وقد استخدم الطلبة التكنولوجيا الحديثة ووسائل «التيليجرام» في أعمال الغش، ولا سيما مساعدة بعض المدرسين لهم في توصيل الإجابات الصحيحة لهم.

وأضاف: «41 ألف طالب رسبوا بالرغم من اعتراضي على كلمة رسوب في الترم الأول، حيث إن الترم الأول حصالة درجات ولا يوجد به رسوب أو نجاح نهائي فالنتيجة النهائية تكون في آخر العام، حيث إن حصول الطالب على 50% من مجموع الدرجات بشرط حصوله على ثلث الدرجة الترم الثاني، يصبح الطالب ناحجا في جميع المواد وينقل إلى الصف الأعلى».

وتابع «حافظ»: «السؤال هنا.. برغم كل الوسائل المتاحة للغش الإلكتروني ووجود عوامل مساعدة، ويرسب إذا كان هناك رسوب في الترم الأول أكثر من 41 ألف، فما بلك يا أخي ولي الأمر المعترض دائمًا إذا كان في حالة تشديد إجراءات على الغش، كنا سنصل بالتأكيد إلى أكثر من ضعف هذا العدد؟».

وأشار إلى أنه يعترض أيضًا على أعداد الراسبين، متابعًا: «لا بد أن يكون هناك درجات مرتفعة وطلبة وأولياء أمور حريصون على تفوق أبناءهم واستمرار تفوقهم ونجدهم يذهبون لعمل تظلمات لمجرد انخفاض درجات مادة إلى 3 أو 4 درجات».

وقال «حافظ»، إن هناك أصواتا تحارب وزارة التعليم، وتتهم الوزارة بأنهم سبب رسوب 41 ألف طالبًا وهذا عار تمامًا من الصحة، حيث إن اجتهاد الطالب يكون بسبب الأسرة ورعايتها للطالب ورسوبه أيضًا أو حصوله على درجات منخفضة هو مسؤولية الأسرة.

وأضاف: «لو راجعنا نتائج الطلاب منذ أحداث مرض كورونا من 2020، سنجد أن مستوى الطلاب بدأ في الانخفاض معتمدا على الغش بأي نوع من أنواعه والغريب أن ولي الأمر يريد نجاح ابنه بأي طريقة مستندا لكمية المصروفات والدروس الخصوصية التي يقوم بإنفاقها، وإذا كنا نريد الحق فالتقصير بين أيدينا والنجاح أيضا بين أيدينا».

وتقدم عدد من أولياء الأمور، بشكوى لمدير عام إدارة المرج التعليمية تضمنت صعوبة امتحانات مواد (الدراسات الاجتماعية، اللغة العربية، الإنجليزي، الماث) لصفوف النقل (السادس الابتدائي، والأول والثاني الإعدادى)، وعدم مطابقة ورقة الامتحانات للمواصفات الخاصة بالمرحلة.

وأضاف أولياء الأمور في شكواهم، أنهم لديهم شك في رصد الدرجات بعد أن تم رصد لغة المستوى الثاني في الشهادة بدرجات، وقام مدير المدرسة بإرسالها على جروبات المدرسة بدرجات أخرى غير مطابقة لما وجد بالشهادة.

وأشار أولياء الأمور، إلى أنه تم تغيير رقم الجلوس، فبعد أن أدى الطلاب أول يوم امتحان تم تغيير أرقام الجلوس بترحيل الأرقام، ولم يكتشف الطلاب في باقي المواد إلا بعد قيام المراقب بمراجعة الكشف؛ مما تسبب أن أرقام الجلوس كتبت في بعض المواد بطريقة خاطئة.

وبسبب هذه الأخطاء طالب أولياء الأمور بتعديل أو حذف أجزاء من المناهج في الترم الثاني، خاصة بعد ضغط الخطة الزمنية، وهو ما أثار غضب الوزير، وقال في مؤتمر صحفي، إن كل ما يمكننا قوله الآن هو أننا كلفنا مركز المناهج بأن تكون مناهج الترم الثاني مطابقة للخطة الزمنية للفصل الدراسي الثاني في جميع الصفوف الدراسية، مضيفًا: «محدش يسألنا عملنا ده إزاي وحذفنا إيه، لا تسألوا عن أشياء إن تبدى لكم تسوءكم».

وأضاف الوزير: «أولياء الأمور بيتدخلوا في شغلنا وناقص ييجوا يقعدوا مكانا».

ومن جانبهم، قال عدد من أولياء الأمور، إنهم يكنون كل الاحترام والتقدير لوزير التعليم وقيادات الوزارة، مؤكدين أنهم لا يتدخلون في عمل الوزير أو الوزارة، ولكنهم يحاولون فهم واستيعاب التغيرات والتطورات في العملية التعليمية.

مطالب عاجلة

وطالب أولياء الأمور في جروبات قلعة التعليم المصري وأولياء أمور مدارس مصر، وزارة التربية والتعليم، ضرورة تحقيق 6 مطالب هامة في الترم الثاني وهي:

1- وضع أسئلة خاصة بكل الدروس الجديدة بعد التخفيف، تكون متنوعة وخاصة بكل الدروس.
2- أن تكون تلك الأسئلة موجودة على موقع الوزارة مع بداية الترم الثاني حتى يتدرب عليها الطالب قبل امتحان شهر فبراير.
3- تلتزم الوزارة بوضع امتحانات استرشادية عدة نماذج وعدم الاكتفاء بنموذجين فقط، على أن تشتمل القطع الاستماعية للعربي والإنجليزى بما يتناسب مع الفروق الفردية بين الطلاب.
4- يتم مراجعة الامتحانات الاسترشادية جيدًا حتى لا نقع في نفس مشكلة الترم الأول وتأتي أسئلة لا تخص المنهج.
5- تقوم الوزارة بمراجعة تلك الامتحانات قبل وضعها على موقع الوزارة، حتى تتأكد أنها تناسب المحتوى الجديد للمناهج بعد التخفيف فلا نواجه مشاكل الترم الأول مع أسئلة ليست من نفس المنهج.
6- إلزام من يضع الامتحانات بالالتزام بالنماذج الموجودة حتى لا يقوم بالزيادة أو النقص عن المحتوى المطلوب للامتحان كما حدث بالترم الأول من أسئلة تفوق مستوى الطلاب.

وأعرب أولياء الأمور، عن أملهم في أن تستجيب الوزارة في القريب العاجل لتلك المطالب حتى يتم تدريب الطلاب على نماذج وامتحانات مناسبة  للمناهج بعد التخفيف.

روشتة للطلاب الراسبين

وقدم ائتلاف أولياء أمور مصر، روشتة للتعامل مع الطالب وحثه على المذاكرة وتعويض الدرجات في الترم الثاني، تزامنًا مع إعلان نتائج الشهادة الإعدادية، وعدم رضا الكثير من أولياء الأمور على نتائج أبنائهم.

وقالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إن الكثير من الأمهات ينتابهن حالة من الحزن والغضب ويتحول البيت إلى ما يشبه المأتم بسبب رسوب أحد الأبناء، خاصًة في الشهادة الإعدادية في الترم الأول، بل تصل في بعض الأحيان إلى مرحلة العقاب والوعيد وحرمان من متطلباته.

وأوضحت «الحزاوي»، أن هذا الأسلوب في التعامل مع الرسوب غير صحيح، كما أنه في الواقع لا يوجد رسوب ونجاح بالمعنى الحرفي في الفصل الدراسي الأول، حيث يتم جمع الفصلين الدراسيين وحساب النجاح والرسوب بناء على مجموع الفصلين وليس على مجموع فصل واحد فقط.

ونوهت إلى ضرورة التعامل برد فعل عقلاني وهدوء وتشعر الابن بأنك تتقاسم معه الأزمة، وتعتبر الخطوة الأولى الإصغاء الجيد ومساعدته في التعبير عن مشاعره بالتنفيس عنها، ويكون هذا الاستماع دون أي نقد أو لوم ثم يتم بعد ذلك تحليل المسببات؛ لتدارك الأسباب التي أدت للفشل بعد ذلك في الترم الثاني، ولعل الاعتراف بالإخفاق وعدم الإنكار أمر جيد.

واستكملت «الحزاوي»: «يجب أيضا الحذر من الحماية الزائدة عند الفشل الدراسي لأن ذلك ليس حبًا بل إيذاء للابن في المستقبل لأنه سيتوقع عند كل أزمة أو فشل أن هناك من يسارع للتدليل والدفاع عنه، لذا فالتعامل يتطلب من أولياء الأمور نوع من الوسطية في رد الفعل».

واختتمت «الحزاوي»: «يجب وضع خطة محددة الخطوات للترم الثاني واكتشاف طرق جديدة للمذاكرة تكون أكثر فاعلية كأهمية اشتراك أكثر من حاسة في المذاكرة، ويتم ذلك عن طريق تدوين الملاحظات الخاصة بالدروس وعمل ملخصات لكل درس فالكتابة تثبت المعلومة ويجب تنظيم الوقت بعمل جدول للمذاكرة يتخلله أوقات للراحة وممارسة الهوايات المختلفة حتى لا يصاب الابن بالملل من المذاكرة ويفقد التركيز».