رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سامح شكري ووزير الخارجية الصيني يؤكدان عمق العلاقات بين القاهرة وبكين

سامح شكري وزير الخارجية،
سامح شكري وزير الخارجية، ونظيره الصيني

أكد سامح شكري وزير الخارجية، ونظيره الصيني، تشين قانج، عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزيران، اليوم، الأحد، في ختام مباحثاتهما بالقاهرة.

ورحب سامح شكري، في مستهل المؤتمر الصحفى بوزير خارجية الصين الذي يقوم بزيارة هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه الجديد، متمنيا التوفيق لوزير الخارجية الصينى قى مهامه الجديدة.

وأشار وزير الخارجية إلى أن الرئيس عبد القتاح السيسى استقبل وزير الخارجية الصينى صباح اليوم، وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتأكيد على وجود الإرادة السياسية وتوجيهات من القيادتين للارتقاء بالعلاقات نحو آفاق ارحب ووصف شكري العلاقات بأنها تضرب في عمق التاريخ خاصة وأن البلدين لهما حضارتين عريقتين.

مباحثات منفردة بين شكري ونظيره الصيني

وقال وزير الخارجية إنه عقد مع الوزير الصينى جلسة مباحثات منفردة أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تم مناقشة تفعيل التعاون على المستوى الثنائى سياسيا واقتصاديا وعلى مساوى المتعدد، مشيرًا إلى التوافق في الرؤى والعلاقات استراتيجية بين البلدين. واضاف «أن والعلاقات الاقتصادية المتنامية بين القاهرة وبكين خلال السنوات الاخيرة اسهمت في جهود مصر التنموية.

وقال «شكري»، إن «الحضارة المصرية والحضارة الصينية اسهمتا في الحضارة الانسانية، مضيفا أن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادىء اساسية من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل على تحقيق المصالح المشتركة. واشار شكرى إلى أن الصين اعربت عن استعدادها لاستمرار تعاونها مع مصر في مجال الصناعات ونقل التكنولوجيا والعمل على ادارة المنظومة الاقتصادية الدولية على اساس قواعد من العدالة ومراعاة مصالح الدول النامية».

ونوه شكرى إلى أن السياحة تمثل نطاقا هاما للتعاون بين الجانبين ومصر تعتمد على السياحة في اطار ما تمثله للناتج لقومى المحلى، لافتا إلى أن مصر ترحب بالسياح الصينيين في ضوء العلاقات العميقة التي تربط بين البلدين على المستوى السياسى حيث كانت مصر أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام ١٩٥٦ واستمرت هذه العلاقات على اسس العلاقات الدولية المستقرة الساعية لتحقيق السلام. وقال» اننا نتطلع لزيادة اعداد السائحين الصينيين وتوفير كل سبل الراحة لهم واتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بما تحتضنه مصر من ثلث اثار العالم والحضارة المصرية القديمة.

واوضح شكرى أن زيارة وزير الخارجية الصينى إلى مصر تعكس الرغبة المشتركة لتوثيق العلاقات والارتقاء بها من خلال الاليات القائمة لاستمرار التواصل بين القيادتين وعلى مستوى وزيرى الخارحية والاجهزة الحكومية المختلفة لتحقيق المصلحة المشتركة. وتدعيم السلم والامن الدوليين. 

واكد شكري أن مصر تقدر الصين حضارة وشعبا وحكومة تقوم بدورها في تحقيق السلم والاستقرار ودورها كعضو دائم في مجلس الامن، ونتطلع لاستمرار التنسيق مع بكين في الاطار المتعدد على اسس من تحقيق المصالح ليس فقط البلدين ولكن لقطاع عريض من انتماءات مصر كدولة نامية في اطار مجموعة ال٧٧ والصين، والعلاقات العميقة بين الصين وافريقيا وايضا العلاقات بين الصين والدول العربية وكان اخر محطة لها القمة العربية الصينية بالرياض.

وقال شكرى «أن الوزير الصينى وجه له الدعوة لزيارة بكين وستم تحديد توقيت ملائم للجانبين لتلبيتها، معربا عن التطلع للقاءات التي ستجمع قيادتى البلدين في ظل العلاقات الشخصية العميقة التي اصبحت تربط فيما بينهما واهمية استمرار توجيهاتهما للجهات الحكومية لتفعيل كافة مجالات التعاون. وردا على سؤال خول الاحتفال العام المقبل بمرور 10 سنوات على إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

قال سامح شكرى» إن الارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية يصب في مصلحة البلدين، وهذا التطور له أثر لزيادة التنسيق السياسى بين البلدين في العلاقات الثنائية والمجالات الاقتصادية والثقافية والاستفادة من قدرات الصين الاستثمارية، ودعم جهود مصر التنموية في إقامة مشروعات تنموية كبرى ومساهمات في البنية الأساسية اتصالا بجهود مصر التنموية وما تعود به من فائدة عامة لمستقبل مصر الاقتصادى.

واضاف «أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة أدت لتنسيق أعمق تجاه القضايا الإقليمية والدولية أسهمت في احتواء الأزمات والتعامل مع التحديات، مشيدا بموقف الصين الداعم للحفاظ على استقرار الدول التي اهتزت وأهمية استعادة الاستقرار بها وممارسة مؤسسات الدولة لدورها وتلبية تطلعات شعوبها.

وأكد أن التنسيق بين البلدين في منظومة العلاقات الدولية والتأكيد على ميثاق الأمم المتحدة وعدم التعامل مع القضايا بازدواجية وانما بالعدالة وبعيدا عن الصراع العسكرى أو التدخل في الشؤون الداخلية. 

وأعرب شكري عن التطلع لاستمرار العلاقات بين البلدين والارتقاء بها لمستويات أرحب، مؤكدا أن الثقة في التعامل هي الأساس وان هذه الثقة متوفرة بشكل مطلق، وننتظر للتجربة الصينية بكل احترام واعجاب ومكانة دولية مرموقة.

 من جانبه عبر وزير الخارجية تشين تشين قانج عن سعادته بزيارة مصر بناء على دعوة من الوزير سامح شكري وزير الخارجية، مشيرا إلى أنها الزيارة الأولي للقاهرة عقب توليه حقيبة وزارة الخارجية الصينية. وقال الوزير الصيني» أن الزيارة جاءت في إطار جولة إفريقية يقوم بها تشكل عدد من الدول الأفريقية. 

واضاف «أنه زار مصر عام ٢٠١٦ ضمن الوفد الرسمي المرافق للرئيس الصيني شي جينج بينج، مشيرا إلى المثل المصري» من يشرب من مياة النيل يعود إليه مرة أخرى. وأكد أن مصر بلد له حضارة عريقة، تشهد تنمية وتحديث كلها أمل ونشاط وحيوية. وقال «أشعر بالدفء عندما أعود إلى مصر، موضحا أن ذلك يعود إلى الحضارة التاريخية بين البلدين.

 وأكد وزير الخارجية الصيني على أن العلاقات المصرية الصينية استراتيجية شاملة، لافتا إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت فيها العلاقات بين الدولتين طفرة كبيرة في مجالات مختلفة خاصة مكافحة جائحة كورونا. 

وأوضح أن قيادتي البلدين التقيا في بكين خلال افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، مشيرا إلى أن هناك رغبة من جانب قيادتي البلدين لتعزيز وتطوير العلاقات بين مصر والصين لآفاق أرحب واكبر. وقال قانج» إن مباحثاته مع الوزير سامح شكري كانت مثمرة وتطرقت إلى كافة الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفا «أنه تم التوصل إلى توافقات واسعة تجاه تلك القضايا وعلي مستوي التعاون الثنائي. 

وأوضح الوزير الصيني أن العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين قوية، مشيرا إلى دعم الصين لمصر في جهودها نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والنهضة الشاملة. وقال» إن هناك حرص صيني على التعاون الاقتصادي مع مصر، وتشجيع زيادة استيراد المنتجات المصرية.

 وأضاف «نشجع الشركات الصينية على زيادة استثماراتها في مصر وقيام شراكات اقتصادية مع الشركات المصرية في جميع المجالات الاقتصادية. وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أهمية زيادة التعاون الثقافي وتوسيع النواحي الإنسانية بين الشعبين المصري والصيني. ولفت الوزير قانج إلى أن الحكومة الصينية قامت في الفترة الأخيرة بتعديل إجراءات الخاصة بصفر كوفيد، منوها إلى تشجيع حكومته لزيادة السياحة الصينية لمصر في الفترة المقبلة. وقال» سيتم قريبا زيادة رحلات الطيران المباشر بي المطارات المصرية والصينية لتعود تدريجيا إلى المستوي الذي كانت عليه قبل جائحة كورونا.

 وأوضح وزير الخارجية الصيني أن هناك تطابق في الرؤي بين مصر والصين تجاه عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك،وأن هناك تأكيد من الجانبين على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. 

وقال «هناك تنسيق متبادل بين الجانبين وحرص على مزيد من التعاون. ووجه الوزير الصيني الدعوة للوزير سامح شكري لزيارة بكين، وقال» نتطلع لاستقبال الوزير شكري في الصين. 

وردا على سؤال حول ما يشهده العالم من اضطرابات ورؤية الصين تجاه قضايا الشرق الأوسط.. قال وزير خارجية الصين أن دول الشرق الأوسط تشهد في السنوات الأخيرة قيامها بتقوية ذاتية والتنمية ومن جهة أخرى مازال هناك عناصر من عدم الاستقرار وتشهد عدة دول الكثير من الاضطرابات وتدخلات خارجية تؤدى لتخريب المنطقة وندعو الدول من خارج الشرق الأوسط عدم التدخل في المنطقة وندعو إلى تقديم المزيد من الدعم الانمائى لدول المنطقة لمساعدتها على مواجهة التحديات من الغذاء والطاقة ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في شئونها الداخلية وتطبيق تعددية الأطراف واحترام تاريخ وثقافة الشرق الأوسط بدلا من صنع فوارق. 

كما دعا وزير الخارجية الصينى شعوب المنطقة لاكتشاف طرق تنموية بنفسها وحل قضاياها بنفسها. 

وأكد أن مصر ذات وزن كبير وتلعب دور هام في حفظ السلام والامن ولدينا مواقف متطابقة تجاه الشرق الأوسط. 

وردا على سؤال حول القضية الفلسطينية ودور الصين في حلها.. قال وزير خارجية الصين أن القضية الفلسطينية مسألة جوهرية تتعلق بالعدالة والانصاف الدوليين وأكد الرئيس الصينى شى أن الظلم الذي يعانى منه الشعب الفلسطينى لا يجوز أن يستمر ويجب على المجتمع الدولى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والأرض مقابل السلام وسعى الجهود الحميدة لتقديم مساعدات للشعب الفلسطينى.

 وأعرب عن قلق الصين الشديد تجاه تصاعد التوتر في الأراضى الفلسطينية.. وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى القائم للقدس الشريف، داعيا اسرائيل للتوقف عن الاستفزازات للفلسطينيين. 

وقال إن سبب تفاقم الأوضاع يعود لتعثر عملية السلام وعدم حل الدولتين وأهمية قيام المجتمع الدولى والدول الكبرى دفع مفاوضات السلام، مشيدا بدور مصر الهام في دعم القضية الفلسطينية ونحرص على تعزيز التواصل مع مصر لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.