رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف أثرت التغيرات المناخية على الصحة العقلية للمصريين؟

كيف أثرت التغيرات
كيف أثرت التغيرات المناخية على الصحة العقلية للمصريين؟

- بلغ عدد المصابين باضطراب القلق 301 مليون شخص حول العالم بينهم مليون طفل ومراهق عام 2019 مقابل 280 مليون شخص مصابين بالاكتئاب

- اليونيسيف: مصر من أكثر الدول شديدة التأثر بتغير المناخ 

- ارتفاع درجة الحرارة القصوى عن 30 درجة تفاقم الأمراض العقلية بنسبة 1%

- الصحة العالمية: ارتفاع نسبة اضطرابات القلق حتى 26٪ واضطرابات الاكتئاب الرئيسية بنسبة 28٪ خلال عام 

- تقارير دولية: ارتفاع إجمالي الانبعاثات الكربونية فى مصر بنسبة 140% حتى 2016

- الصحة العالمية: تغير المناخ يسبب مخاطر جسيمة على الصحة النفسية والعافية

التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية التي بات يشهدها العالم، تهدد حيوات ملايين البشر، وفق عدة دراسات، وتمتد مخاطرها إلى الصحة العقلية للإنسان وتؤدي لتدهورها، فاختلال المناخ أحدث تغيرات في نسب الإصابة بالأمراض النفسية وأنواعها، كما أحدث خللًا في حدة أعراضها، فكيف أثرت التغيرات المناخية على الأمراض النفسية والعقلية؟

في 6 نوفمبر الجاري انطلق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ «كوب 27»، على مدار 13 يومًا؛ لإيجاد حلول للتغيرات المناخية التي تهدد العالم، على رأسها انبعاثات الاحتباس الحراري، والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، بمشاركة قادة وزعماء وممثلي قرابة 200 دولة، في مدينة شرم الشيخ.

تغير المناخ الذي يتزايد بسرعة يشكل تهديدًا متصاعدًا للصحة النفسية والعافية النفسية الاجتماعية.

نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية

يونيو من هذا العام، نشرت منظمة الصحة العالمية صحيفة وقائع بشأن الاضطرابات النفسية المبينة في المراجعة الحادية عشر للتصنيف الدولي للأمراض، كشفت فيها عن ارتفاع نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية، على رأسهم القلق والاكتئاب، وارتفعت نسب الإصابة بشكل كبير، وفي 2019 كان شخص واحد من كل 8 أشخاص، أو 970 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مصابون باضطراب نفسي، لا سيما القلق والاكتئاب، مقابل ارتفاع تلك النسب عام 2020، بسبب جائحة كورونا، وبحسب التقديرات الأولية ارتفعت نسبة اضطرابات القلق حتى 26٪ واضطرابات الاكتئاب الرئيسية بنسبة 28٪ خلال عام واحد فقط.

بلغ عدد المصابين باضطراب القلق 301 شخص حول العالم بينهم مليون طفل ومراهق، عام 2019، مقابل 280 مليون شخص مصابين بالاكتئاب، بينهم 23 مليون طفل ومراهق، بينما عانى 40 مليون شخص من الاضطراب الثنائي القطب، في حين بلغ عدد المصابين بانفصام الشخصية 24 مليون شخص تقريبًا أو على شخص واحد من كل 300 شخص في أنحاء العالم بأسره، ويقل متوسط العمر المتوقع بين المصابين بانفصام الشخصية بما يتراوح بين 10 سنوات و20 سنة عن عامة السكان، فصلًا عن معاناة  40 مليون شخص، منهم أطفال ومراهقون، من اضطراب السلوك غير الاجتماعي.

رسم بياني يوضح القطاعات الأكثر تلويثًا في مصر

مصر الأكثر تأثرًا بتغير المناخ

ويشير تقرير لمنظمة يونيسيف، نشرته على موقعها الرسمي، قبيل حوالي شهرين، في 21 سبتمبر الماضي، إلى أن مصر تعتبر من أكثر الدول شديدة التأثر بتغير المناخ، مع الزيادة المتوقعة في موجات الحر والعواصف الترابية والعواصف على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​والظواهر الجوية الشديدة، وتم توثيق احترار أقوى على مدار الثلاثين عامًا الماضية، مع زيادة متوسط ​​درجات الحرارة السنوية بمقدار 0.53 درجة مئوية لكل عقد مخاطر المناخ في البلاد ستؤثر على الأجيال الشابة اليوم.

وأظهرت بيانات رسمية أن قطاع الطاقة مسؤول عن إنتاج 71.4% من انبعاثات الكربون في مصر خلال عام 2016، إذ ينتج ما يقرب من 221 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويسهم إنتاج الكهرباء والحرارة بالجزء الأكبر من هذه النسبة 45% مقارنة بالأنشطة الأخرى في قطاع الطاقة والتي تسهم بالنسبة المتبقي، وارتفع إجمالي الانبعاثات الكربونية في مصر بنسبة 140% خلال الفترة من 1990 وحتى 2016، حسب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وأجرت مصر العديد من الدراسات في محاولة لتحليل تدابير التكيف الممكنة مع التغيرات المناخية، وخلصت تلك الدراسات إلى أن قطاعات التنمية المختلفة ستكون عُرضة للعديد من المخاطر، نتيجة التغيرات المناخية، المتمثلة في ارتفاع منسوب سطح البحر، وزيادة شدة وحدة وتكرارية الأحداث الجوية العنيفة، ومحدودية الموارد المائية، ومن المتوقع أن تؤثر تلك التغيرات على الزراعة، والمناطق الساحلية، والاستزراع المائي ومصايد الأسماك، والمستوطنات البشرية والمناطق العمرانية، والتنوع البيولوجي، وعلى صحة الإنسان، حسبما ورد في مقال معنون بـ«تأثير التغيرات المناخية على مصر وآليات المواجهة»، للمهندس صابر عثمان أحد خبراء مصر لدى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، المنشور في دورية الملف المصري الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، نوفمبر الجاري.

أصبحت مصر من أكثر الدول شديدة التأثر بتغير المناخ مع الزيادة المتوقعة في موجات الحر والعواصف الترابية ​​والظواهر الجوية الشديدة.

وكشفت تقارير البنك الدولي، أن انبعاثات مصر من غازات الاحتباس الحراري بشرية المصدر ارتفعت بنسبة 2.76% عن عام 2017، بواقع 220.00.329  كيلو طن متكافئ ثاني أكسيد الكربون، وتبلغ تلك النسبة حوالي 0.7% من إجمالي الانبعاثات العالمية.

أعباء على الصحة النفسية

بينما يشير تقرير صادر عن هيئة المناخ الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «هيئة المناخ»، نُشر في فبراير من هذا العام، إلى أن تغير المناخ الذي يتزايد بسرعة يشكل تهديدًا متصاعدًا للصحة النفسية والعافية النفسية الاجتماعية؛ من الضيق العاطفي إلى القلق والاكتئاب والأسى والسلوك الانتحاري.

وبحسب مديرة إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة في المنظمة، الدكتورة ماريا نيرا: «يتزايد تحول آثار المناخ إلى جزء من حياتنا اليومية، ولا يوجد سوى القليل جدًا من الدعم المخصص للصحة النفسية الذي يُتاح للأشخاص والمجتمعات التي تتعامل مع المخاطر المرتبطة بالمناخ والمخاطر الطويلة الأجل».