رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حقيقة استعانة قطر بـ «ديدات الأكبر» لتعريف جماهير المونديال بالإسلام

حقيقة إستعانة قطر
حقيقة إستعانة قطر بـ «ديدات الأكبر» لتعريف الجماهير بالإسلام

دشنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر جناحًا للتعريف بالإسلام وتعاليمه أثناء فعاليات كأس العالم قطر 2022.

ويتضمن البرنامج الذي يشارك به دعاة من جنسيات عدة، توزيع الكتب المطبوعة بلغات عدة للتعريف بالإسلام وعرض الثقافة العربية، وخصوصا القطرية، والتعريف بها.

كما دشن مركز عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية مبادرة تهدف إلى تعريف جماهير كأس العالم 2022 بالإسلام من خلال مواد دينية مترجمة بلغات عدة.

ونشر المركز على موقع وزارة الأوقاف القطرية رابطًا يحتوي على كتيب ديني ترجم إلى 6 لغات رئيسية هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والروسية والبرتغالية، ويحتوي كل رابط على لغة محددة بها الكتيب الخاص بالتعريف بالدين الإسلامي تحت عنوان "فهم الإسلام".

كما وضعت بعض فنادق الدوحة "باركود" في غرفها للتعريف بالإسلام بلغات عدة خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ونشرت وسائل اعلام قطرية صورة توضح الـ "باركورد"، وبينت إنه ا "باركود في غرف الفنادق في قطر للتعريف بالإسلام بكل لغات العالم أثناء بطولة كأس العالم".

ويذهب الـ "الباركورد" بالمتصفّح نحو صفحة تابعة ل‍وزارة الأوقاف القطرية، وتبدو في الواجهة الأولى منها خيارات تتضمّن لغات مختلفة، وعند اختيار اللغة يظهر دليل تعريفي بالإسلام.

ويحمل "الباركورد" شعار مركز عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، والذي أطلق مبادرة تهدف إلى تعريف جماهير كأس العالم 2022 بالإسلام، من خلال مواد دينية مترجمة بلغات عدة.

وأظهرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، الداعية الإسلامي المعروف “ذاكر نايك” يتجول في بعض الفعاليات على هامش مونديال قطر 2022.

وتفاعل متابعون مع هذا الحدث بشكل إيجابي، كما أشادوا بما اعتبروه التنظيم الاستثنائي لهذا المونديال، والذي يراعي الخصوصية العربية الإسلامية.

وحسب تقارير صحفية، فإن قطر قامت بتوجيه الدعوة للداعية من أجل إعطاء محاضرات دينية في دولة قطر خلال فترة إقامة المونديال، في إطار خطة قطر لتعريف المشجعين الذين أتوا من كل حدب وصوب لمشاهدة المونديال بالإسلام.

وذاكر نايك، داعية إسلامي شهير، ولد في 18 أكتوبر/تشرين الأول عام 1965 في مدينة مومباي بالهند، لعائلةٍ مسلمة طبية، فقد كان أبوه عبد الكريم محمد نايك طبيبا جراحا وناشطا اجتماعيا.، درس علم مقارنة الأديان، وأطلق عليه الشيخ أحمد ديدات لقب "ديدات الأكبر"، هو مؤسس ومدير شبكة "تلفزيون السلام".

أمه هي روشان عبد الكريم نايك، كانت من أسرة فقيرة حصلت على درجة البكالوريوس في الآداب، ودرجة الماجستير في الثقافة الإسلامية من جامعة بومباي، كما حصلت أيضا على دبلوم في التربية البدنية من وزارة التربية والتعليم بولاية بومباي.

أثناء دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة، سأل نايك والدته، "هل تريدينني أن أصبح مثل الشيخ أحمد ديدات أو الدكتور كريستيان برنارد؟" فأجابت بحكمة: "كليهما".

تزوج ذاكر من السيدة فرحات نايك، وهي حاصلة على درجة الماجستير في التجارة من جامعة بونا بالهند ومحاضرة سابقة في الجامعة ذاتها، وكذلك مديرة سابقة للمدرسة الإسلامية الدولية في مومباي، وفي الوقت الحاضر أصبحت مشغولة في أنشطة الدعوة الإسلامية مثل زوجها.

درس الطب بناء على رغبة والديه، وتخرج في كلية الطب في جامعة مومباي، ولكنه سرعان ما ترك هذه المهنة وتفرغ لدراسة الدين الإسلامي، وأساليب التبشير به والدعوة إليه والمنافحة عنه.

بعد أن بدأ الدكتور ذاكر نايك إلقاء محاضرات عامة عن الإسلام، سأل والدته السؤال نفسه مرة أخرى، "هل تريدينني أن أصبح مثل الشيخ أحمد ديدات أو الدكتور كريستيان برنارد؟" فأجابت: أستطيع أن أضحي بألف دكتور كريستيان برنارد من أجل الشيخ أحمد ديدات.

طلبت الهند رسميا من الإنتربول الدولي إصدار مذكرة اعتقال حمراء بحقه، بدعوى أنه "هارب دولي من وجه العدالة يتوجب إلقاء القبض عليه في أي مكان وزمان وتسليمه للهند".

استندت السلطات الهندية في طلبها على مجموعة تهم منها "غسل الأموال والكسب غير المشروع عن طريق مؤسسته وقنواته الفضائية، بالإضافة إلى الإرهاب والتحريض، ونشر ثقافة الكراهية"، وسبق ذلك قرار هندي بمنع "مؤسسة البحوث الإسلامية"، التي أسسها نايك من مزاولة أعمالها بذريعة حماية الأمن القومي.

كما حذت دول عديدة حذو الهند، فمنعته الولايات المتحدة الأميركية وكندا من دخول أراضيها، وقامت دولٌ بالتضييق على مؤسساته وقنواته.

وفي يونيو/حزيران 2010 منعت حكومة بريطانيا -التي زارها سابقا عشرات المرات- نايك من دخول أراضيها لإلقاء محاضرات، متهمة إياه بـ "الترويج للفكر الإرهابي"، ووصفته صحيفة صنداي تايمز بأنه "داعية يحض على الكراهية ويدعو إلى الإرهاب، ولا يحترم النساء لأنه يرى أن تبرجهن أحد أسباب ظاهرة الاغتصاب".

وفي يوليو/تموز 2016، وبينما كان نايك في زيارة للسعودية، اتهمته حكومة بنغلاديش بالتحريض على هجوم وقع في العاصمة دكا في الثالث من الشهر نفسه، وأسفر عن مقتل 22 دبلوماسيا أكثرهم من اليابان وإيطاليا، وقالت إن أحد منفذي الهجوم كان يتابع نايك على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدورها، قالت الحكومة الهندية إنها ستعتقل نايك فور عودته من السعودية "بسبب خطابه الذي يحض على الكراهية، والذي كان دافعا للإرهابيين في هجوم دكا"، وقررت مراقبة بيته وتفتيش مؤسساته، وقد دفعته تلك الإجراءات والاتهامات -التي ينفيها جملة وتفصيلا- إلى البقاء خارج الهند، كما رصدت جماعات شيعية وهندوسية مكافآت مالية لمن يقتله.

زاد نايك على شيخه أحمد ديدات بمناظراته مع العلماء الهندوس والسيخ والبوذيين، وفي عام 1994، أطلق عليه ديدات نفسه لقب "ديدات الأكبر"، وفي عام 2000، قدّم له لوحة نقش عليها "يا بني ما فعلتَه في 4 سنوات استغرق مني 40 عاما لإنجازه".

حاور نايك عددا كبيرا من الملحدين الذين يعتبر إقناعهم بالدين الإسلامي أسهل من إقناع غيرهم، لأنهم وفق قوله "لا يعتقدون بوجود إله أصلا، ولذلك فهم يؤمنون بنصف كلمة التوحيد وهو نفي آلهة الشرك، ولأنهم غالبا يؤمنون بالبراهين العلمية، فأنا قادر على مساجلتهم بها لإثبات النصف الآخر وهو وجود الله تعالى، مركزا على الحقائق العلمية الثابتة، وليس النظريات المعرضة للتغيير".

خاض نايك غمار عشرات المناظرات مع علماء ورجال دين من المسيحيين واليهود، عُقدت أشهرها في أبريل/نيسان عام 2000 مع المبشر وعالم الأحياء الدكتور ويليام كامبل في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت بعنوان "القرآن والإنجيل في ضوء العلم".

أسلم على يديه الآلاف في أنحاء العالم مباشرة أو عبر متابعة أشرطته المسموعة والمرئية وبرامجه التلفزيونية على العديد من القنوات في العالم، وقد أدرك بتجربته أن "الأفارقة هم أسهل الشعوب استجابة للحق ودعوة الإسلام، ويليهم الصينيون واليابانيون، ثم الشعوب الغربية، أما أصعبها استجابة فهم الهنود لتعدد أديانهم والتمييز الاجتماعي الذي يمارسونه ضد من يترك دينه منهم".

نال ذاكر نايك عدة جوائز وأوسمة أبرزها:جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.، لقب "الشخصية الإسلامية المرموقة" للعام 2013، منحه ملك ماليزيا عبد الحليم معظم شاه "جائزة الشخصية الدولية المتميزة " للعام 2013، وهي أعلى جائزة بماليزيا، كما قدّمت له لوحة اقتباس موقعة من رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب رزاق، منحه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، "جائزة الشارقة للعمل التطوعي" للعام 2013، حصل على "شارة قائد الوسام الوطني" لجمهورية غامبيا، حصل على شهادة "الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية" (مرتبة الشرف) من مجلس إدارة جامعة غامبيا في 2014، قدّم له الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود "جائزة الملك فيصل العالمية" عن "خدمة الإسلام" لعام 2015.