رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إسرائيل ومونديال قطر..التطبيع من أجل الفلسطينيين

إسرائيل ومونديال
إسرائيل ومونديال قطر..التطبيع من أجل الفلسطينيين

تسعى إسرائيل إلى استغلال بطولة كأس العالم التي سوف تقام في قطر من أجل التطبيع مع الدوحة التي ترفض إقامة اتفاقيات سلام مع تل أبيب قبل حل القضية الفلسطينية. 

قال الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» إنه سيتم تسيير رحلات طيران مباشرة بين تل أبيب والدوحة خلال كأس العالم لكرة القدم، لنقل المشجعين الإسرائيليين والفلسطينيين من مطار بن غوريون إلى مطار حمد.

وقال فيفا في بيان إنه بموجب الاتفاق "سيتم مؤقتًا تشغيل رحلات مستأجرة مباشرة بين مطار بن غوريون في تل أبيب ومطار حمد الدولي في الدوحةمن قبل شركة طيران لها حقوق هبوط قائمة في قطر طوال مدة كأس العالم، وفقًا لمتطلبات إسرائيل الأمنية والقدرات التشغيلية".

وأشار الفيفا إلى أن هذه الرحلات ستكون متاحة أمام الإسرائيليين كما الفلسطينيين بشرط أن تكون بحوزتهم تذكرة مباراة وبطاقة "هيّا" التي تعتبر بمثابة تأشيرة لدخول قطر.

وأضاف بيان فيفا أنه سيتم توفير خدمات قنصلية لمساعدة الزوار الإسرائيليين في قطر خلال البطولة التي ستقام في الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول من خلال شركة سفر مقرها الدوحة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لبيد، إنّ هذا الاتفاق يحمل "أخبارا رائعة لمشجّعي كرة القدم ولجميع الإسرائيليين"، من دون أن يأتي على ذكر ما أشار إليه بيان الفيفا بشأن سفر الفلسطينيين عبر مطار بن غوريون.

وأضاف لبيد في بيانه "بعد عمل شاق على مدار عدة أشهر، رتّبنا للمواطنين الإسرائيليين ليتمكنوا من السفر إلى كأس العالم في قطر على متن رحلات مباشرة، ولافتتاح مكتب إسرائيلي في قطر لتقديم الخدمات للمشجّعين" الإسرائيليين.

وقال مسؤول قطري طالبا عدم نشر اسمه إنّ هذا الاتّفاق "يندرج في إطار التزام قطر بمتطلبات استضافة كأس العالم في كرة القدم ولا ينبغي تسييسه"، مضيفا "لطالما قلنا إنّ أيّ شخص لديه تذكرة مباراة لكأس العالم سيُسمح له بدخول قطر. بفضل هذا الاتفاق، سيكون بمقدور الفلسطينيين الآن الاستمتاع بأول بطولة لكأس العالم في العالمين العربي والإسلامي".

وحذّر المسؤول القطري من أنّ هذا الاتفاق قد يتمّ تجميده إذا ما حصل "تصعيد" في أعمال العنف في القدس الشرقية، مضيفا أنّ "موقفنا من التطبيع لم يتغيّر. موقف قطر لا يزال مرتبطا ارتباطا وثيقا بحلّ القضية الفلسطينية، بما في ذلك حلّ الدولتين وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. في الآونة الأخيرة، لم نشهد في عملية السلام أيّ تطوّرات إيجابية تستحق أن نغير سياستنا".

وقررت هيئة البث الإسرائيلي إيفاد مراسلين لها وإقامة استوديو بث لها في العاصمة القطرية الدوحة لتغطية منافسات مونديال 2022، حيث نشرت، الأربعاء، صورة للاستوديو الذي ستتم من خلاله متابعة تحليلات المباريات.

وكتبت الهيئة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" معلقة على صورة الاستوديو: "نقدم لكم استوديو كأس العالم من قطر"، مشيرة إلى أنه سيكون هناك مراسلمن لها في قطر من أجل متابعة المباريات، دون ان تحدد المكان الدقيق للاستوديو الذي أقامته.

ونشرت الهيئة تقريرا مصورا لموفدها إلى الدوحة مؤاف فاردي قال فيه: "في الدوحة يمكنك أن تشعر بأكبر حدث رياضي في العالم، حيث يتم عرض أعلام المنتخبات الوطنية المشاركة وصور لأكبر نجوم المونديال على ناطحات السحاب".

و،سادت حالة من الاستياء والتذمر لدى الإسرائيليين بعد إلغاء اسم "إسرائيل" في صفحة "موقع الفيفا" عن خارطة الدول، واستبدالها بعبارة "الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وعلقت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على الأمر، بأن "ملايين الإسرائيليين يبدون متابعة حثيثة لبطولات كأس العالم لكرة القدم، وهي واحدة من أكبر الأحداث الرياضية في العالم، ومع ذلك، فقد اتضح لهم أن إسرائيل نفسها ليست مدرجة على الخريطة المنشورة على موقع الفيفا الخاص بمونديال قطر في نوفمبر، وأي شخص يرغب في شراء حزم الضيافة، سيكتشف أن اسم إسرائيل غير مدرج في القائمة، واستعيض عنه بالخيار الوحيد المسمى "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وهي صفحة مخصصة موجودة على الموقع الرسمي للفيفا".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار قطر أثار استياء كبيرا لدى الإسرائيليين، إذ قال أحدهم "أمام وصمة عار كبيرة، فقد تم اختيار قطر لاستضافة الألعاب، ويجب أن تكون للعالم كله، وليس من الممكن أن تختفي إسرائيل فقط على موقع الفيفا من جميع دول العالم".

وطلبت إسرائيل من مواطنيها الذين يسافرون إلى قطر لمتابعة مباريات كأس العالم 2022 لكرة القدم هذا الأسبوع، التقليل "من وجودهم وأخفاء هويتهم الإسرائيلية حفاظا على سلامتهم الشخصية" وإخفاء أي رمز لبلدهم - على الأرجح إشارة إلى الأعلام الإسرائيلية ونجمة داود.

ويقول الدبلوماسي الإسرائيلي، ألون لافي، المتحدث باسم الفريق القنصلي، إنه كان يعمل خارج فندق في الدوحة بواجبات تشمل نصح الإسرائيليين بتوخي الحذر بشكل خاص بشأن الامتثال للقوانين المحلية وتجنب الاحتكاك مع المشجعين المنافسين.

وقال لراديو الجيش الإسرائيلي: "نحن ضيوف هنا، وهناك العديد من الضيوف من العديد من البلدان - بما في ذلك دول ربما نحن أقل اعتيادا على أن نكون قريبين منها - والقواعد هنا في نهاية المطاف أكثر صرامة".

وقال لافي “الوفد القنصلي هنا للمساعدة في جميع الأحداث. لكن ليس لدينا كل البنية التحتية التي ربما تكون متوافرة لدول أخرى بالتأكيد في ظل عدم وجود روابط دبلوماسية لنا مع قطر، ولذلك أي احتجاز محتمل لمواطنين إسرائيليين هنا هو أمر سيشكل مشكلة لنا”.

وأعلنت حركة مقاطعة إسرائيل “بي دي إس” عن إطلاق حملة من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية، ومناهضة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بمناسبة نهائيات بطولة كأس العالم في كرة القدم التي تحتضنها دولة قطر خلال شهر نونبر الجاري وشهر دجنبر المقبل.

وقالت الحركة في أحدث دعواتها: “خلال فترة انعقاد بطولة كأس العالم في كرة القدم للرجال في قطر، وبينما يجتمع الملايين لتشجيع فرقهم المفضلة: لنغتنم الفرصة لتسليط الضوء على قضية فلسطين ونضال شعبها المستمر توقًا للحرية. لنصعد جهودنا في مناهضة التطبيع مع العدو الإسرائيلي ولنقطع الطريق أمام كافة محاولاته فرض نفسه ككيان طبيعي في منطقتنا وبين جماهيرنا العربية.”

وأكدت “بي دي إس”، في أحدث حملاتها، أن “المحافل الرياضية ليست فوق السياسة، بل ساحة لدعم نضالات الشعوب من أجل الحرية والعدالة، بما فيها النضال الفلسطيني التحرري ضد الاستعمار”، مضيفة: “بإمكاننا فعل الكثير لوضع فلسطين في قلب بطولة كأس العالم”.

كما نادت بـ”رفع علم فلسطين في كل مكان وإبقائه في قلب فعاليات كأس العالم”، مع أخذ “الصور والفيديوهات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الوسوم الرسمية ووسم #فلسطين_في_مونديال_قطر”.

وتوجهت الحملة إلى الحاضرين في “كأس العالم” قائلة: “إن كنتم في قطر مجموعات مشجعين وعائلات وأفراد، نشطاء ومدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني – اهتفوا لفلسطين في كل فرصة وارفعوا علمها في الملاعب وحولها وعلى نوافذ البيوت والسيارات وفي الشوارع، تلبية لدعوة شباب قطر ضد التطبيع ودعوات مجموعات المقاطعة والنشطاء حول العالم.”

وتابعت: “إن لم تكونوا في قطر، ارفعوا أعلام فلسطين في المقاهي وفي تجمعات مشاهدة مباريات كأس العالم ومن شرفات المنازل، إن أمكن، واهتفوا لفلسطين عند كل فرصة.”