رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تمهيدًا لتعيينهم مديرين بالمدارس.. كيف تؤثر مبادرة تدريب 1000 معلم على العملية التعليمية؟

كيف تؤثر مبادرة تدريب
كيف تؤثر مبادرة تدريب 1000 معلم على العملية التعليمية؟

- التعليم: مبادرة تدريب 1000 معلم تهدف إلى إعداد كوادر من الشباب لتولي قيادة وإدارة المدارس  

- وزارة التعليم: لا بد أن يمتلك المعلم المرشح شخصية قيادية إيجابية مؤثرة ورؤية للتطوير

- تربوية: التعليم محتاج شباب المعلمين داخل الفصول للتدريس وليس داخل المكاتب للإدارة

- تربوي: أتمنى أن يزيد عدد المعلمين بالمبادرة إلى 100 ألف على الأقل لقيادة العملية التعليمية

- خبير تربوي: فرق كبير بين المدير والقائد والدولة ترغب في تجهيز قادة مديرين

- مجدي حمزة: بعض المديرين ليس لديهم فكر ويجهلون فن الإدارة ويخالفون القرارت الوزارية
 لطالما لم تعرف المناصب الإدارية الشباب، واعتاد المصريون في كل المؤسسات أن توضع الإدارة في أيادي من هم تخطوا مرحلة الشباب، انتصارًا لمبدأ الخبرة، إلا أن هناك اتجاه من الدولة بإعطاء فرصة للشباب، للتمكين في المناصب الإدارية في بعض القطاعات، من بينها قطاع التعليم، بانتقاء 1000 معلم ومعلمة من المميزين في التدريس؛ لتولي إدارة المدارس وتسكينهم في وظيفة مدير مدرسة.

ولما كان قطاع التعليم ذا طبيعة خاصة، لا سيما مع عجز المعلمين الذي تعانيه المدارس، انقسم المختصون إلى فريقين الأول مؤيد للفكرة باعتبارها أنها خطوة جيدة لتمكين الشباب، بل وطالب بعضهم بزيادة العدد إلى أكثر من 1000 معلم، بينما يرى الفريق المعارض أن المدرسة بحاجة إلى طاقة المعلمين الشباب  داخل الفصول وتدريس الطلاب، فما تأثير تلك المبادرة على العملية التعليمية؟

شروط وضوابط

7 نوفمبر الجاري، بدأت الإدارات التعليمية في جميع محافظات مصر، في إجراءات تنفيذ مبادرة تأهيل شباب المعلمين ليصبحوا مديري مدارس.

وفي 6 نوفمبر الجاري، حددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، شروط اختيار المعلمين المقرر تأهليهم ليصبحوا مديرين مدارس وفقًا للمبادرة التي أطلقها الرئيس، على أن يتم اختيار 7 معلمين ومعلمات أو أخصائيين من كل إدارة تعليمية، لشغل وظائف مديري المدارس، بعد تدريبهم، وفقًا للشروط المحددة، والتي تشمل: أن تتراوح أعمارهم بين الـ35 إلى 45 عامًا وأن يكونوا من أعضاء هيئة التعليم على درجة معلم أول أخصائي على الأقل، وأن يكون المعلم المرشح حاصل على مؤهل تربوي عالٍ مناسب، وأن يكون على رأس العمل مدة لا تقل عن 5 سنوات متصلة.

كما اشترطت الوزارة ألا يكون المعلم الذي تم اختيارة ضمن مبادرة تدريب 1000 معلم ليصبحوا مديرين مدارس، حصل على أية جزاءات، وأن يمتلك شخصية قيادية إيجابية مؤثرة، وأن يكون لديه رؤية للتطوير.

واشترطت الوزارة، أيضًا، أن يتم ترشيح المعلمين من خلال لجنة يترأسها مدير مديرية التربية والتعليم، وتضم كل من (وكيل المديرية- رئيس مجلس الأمناء والأباء والمعلمين بالمديرية- مدير الشئون التنفيذية- ممثل عن نقابة المعلمين- عميد كلية التربية أو من يفوضه).

ووفقًا للوزارة يعتمد نظام تقييم المعلمين المرشحين على تخصيص 25 درجة للخبرات العلمية، و25 درجة على الخبرات العملية، 25 درجة على المهارات القيادية، و25 درجة على السمات الشخصية، ويتم الإعلان عن بدء المبادرة، لمدة أسبوع، ثم تجرى المقابلات لمدة أسبوعين، على أن تكون نسبة اجتياز كل مكون لا تقل عن 75% وترسل كل إدارة تعليمية الترشيحات إلى مدير المديرية.

مديرون شباب

وفي 27 أكتوبر أعلن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور رضا حجازي، انطلاق مبادرة الرئيس السيسي لإعداد كوادر من الشباب لتولي قيادة وإدارة المدارس والتي ستبدأ المرحلة الأولى منها بـ 1000 معلم ليصبحوا مدراء بعد حصولهم على دبلومة الإدارة الاستراتيجية، خلال احتفالية المعلم.

25 سبتمبر كان الكشف مبادرة الرئيس، لانتقاء ألف معلم ومعلمة من المميزين في التدريس لتأهيلهم على أعلى مستوى ليصبحوا في طليعة الجيل المستقبلي لمديري المدارس من شباب المعلمين، كنتيجة لاجتماع الرئيس السيسي، برئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي.

التدريس بحاجة للشباب

"العملية التعليمية قائمة بالأساس على المُعلم، ومهمة التدريس بحاجة إلى شباب المعلمين أكثر من الإدارة"، بهذه الكلمات بدأت أستاذ فلسفة أصول التربية، والخبيرة التربوية، الدكتورة بثينة عبدالرؤوف حديثها مع ا«لنبأ الوطني».

وتضيف «عبدالرؤوف»، أن المنظومة التعليمية لا تعاني من عجز في الإدارة، في مقابل العجز الشديد الذي تعانيه المدارس في المعلمين في التخصصات كافة، مُضيفةً أن تولي شباب المعلمين منصب إدارة المدارس، من شأنه أن يحرم المعلمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 إلى 50 من فرص الترقي وتولي منصب مدير المدرسة.

الطاقة والحماس الذين يتمتع بهما شباب المعلمين أولى بهما الطلاب داخل الفصول، لا سيما وأن المعلمون غير الشباب ليس لديهم القدرة الكبيرة على التدريس والشرح واستيعاب الطلاب، لا سيما في ظل تطوير المناهج والمنظومة التعليمية، وفقًا للدكتورة بثينة عبدالرؤف: "التعليم محتاج شباب المعلمين داخل الفصول للتدريس وليس داخل المكاتب للإدارة".

واختتمت «عبدالرؤوف» حديثها في هذا الشأن، بالإشارة التعليم ذا طبيعة خاصة، وبحاجة إلى طاقة الشباب في التدريس والشرح للطلاب، مُضيفةً أن تمكين الشباب وإسناد المناصب الإدارية في قطاعات أخري بخلاف التعليم، لا سيما مع ما تعانيه المدارس من عجز في عدد المعلمين.

الدكتورة بثينة عبدالرؤوف

أزمات وأولويات

"في حالة الرغبة في تطوير التعليم علينا حل المشاكل الحقيقة التي يعاني منها"، بهذه الكلمات بدأ، الخبير التربوي، والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، الدكتور كمال مغيث، حديثه عن مبادرة تدريب شباب المعلمين؛ لتأهيلهم لإدارة المدارس. 

ويشير «مغيث» إلى أن التعليم يعاني من عجز هائل في الميزانية المخصصة للمنظومة التعليمية، والتي تقل عن النسبة التي أقرها الدستور، وهي 4% من إجمالي الناتج المحلي للتعليم، وعليه فإن المخصصات المالية للتعليم أعل من 3% من إجمالي الناتج المحلي، لافتًا إلى أن عجز المعلمين يتخطى 350 ألف معلم، فضلُا هعن أن المعلم المصري يعد أفقر معلم في العالم من حيث الرواتب، ولذلك عندما نريد تطوير التعليم، لا بد من سد الفجوات والمشاكل الحقيقية التي يعاني منها التعليم.  

ويرى الدكتور كمال مُغيث، أن اختيار 1000 معلم ومعلمة من الشباب لتأهيلهم ليصبحوا مديرين، أيضًا، أمر ضروري في ظل وقف التعيينات في الفترة الأخيرة، ولكن هناك أولويات.

واختتم "مغيث" حديثه بالإشارة إلى أنه مع وقف التعيينات، ستصبح الأماكن فارغة؛ فلا بد انتقاء شباب المعلمين المميزين وتدريبهم على مهارات الإدارة وفقًا لما يتماشى مع عملية تطوير التعليم المنشودة، مُضيفًا أن المؤسسات التربوية المعنية، لديها الإعدادات والتدريبات اللازمة لتأهيل الشباب المرشحين ليصبحوا مديرين بالمداس. 

المديرين عصب التعليم

"مديري المدارس هم عصب العملية التعليمية، فإما أن يكونوا قادة تقوم عليهم عملية التنوير والتطوير أو أن يكونوا أداة للتخلف والرجعية"، بهذه الكلمات بدأ، الخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة، حديثه تعليقًا على اختيار 1000 معلم شاب لتدريبهم تمهيدًا لتوليهم إدارة المدارس.

ويضيف «حمزة» أن مبادرة تدريب 1000 معلم من الشباب المتميزين، جزء من منظومة التعليم الحديث وتطويرها، مُشيرًا إلى أن الدولة في الفترة الأخيرة، تسعى لتطوير التعليم بصورة واضحة وصريحة، والتي نراها في توجيهات الرئيس السيسي، والتي من بينها تلك المبادرة.

فرق كبير بين المدير والقائد، والدولة ترغب في تجهيز قادة مديرين وليس مديرين وحسب، على أن يكون المدراء لديهم القدرة على التصرف واتخاذ قرارات سريعة، وأن يكونوا مفيدين للمنظومة التعليمية التي تسعى الدولة لتطويرها، يساعدون في خلق بيئة عمل مناسبة لجميع العاملين في المنظومة، حسب مجدي حمزة.

بعض مُدراء المدارس الحاليين ليس لديهم فكر، ووصلوا إلى مناصبهم بالواسطة، ولذلك هم يجهلون فن الإدارة، ما يجعلهم يدخلون في صدام مع المعلمين، ويخالفون القرارات الوزارية في بعض الأحيان، ويعملون عكس رؤية تطوير التعليم، وفقًا للخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة. 

الدكتور مجدي حمزة

وطالب مجدي حمزة، بزيادة عدد المعلمين المرشحين لإدارة المدارس إلى أكثر من 1000 معلم، لا سيما وأن لدينا أكثر من مليون و300 ألف معلم، مُضيفًا أنه يمكن اختيار حوالي 100 ألف معلم شاب على الأقل، لقيادة العملية التعليمية والمدسة إلى التطوير المنشود، بصورة صحيحة.

واختتم «حمزة»، حديثه في هذا الشأن، بأن المبادرة ستقدم مدراء يكونون بمثابة وزراء في مدارسهم، ويستطيعون قيادتها نحو التطوير، مُضيفًا: أتمنى أن يكون تدريب المعلمين أكثر صرامة وحزمًا، لا سيما وأنهم حجر الأساس في العملية التعليمية.