رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

على الهواري يكتب: «الحرب الصليبية» بين بوتين وأمريكا والغرب

النبأ

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا «حملة صليبية ضد ما يسميه بوتين الغرب الجماعي».

وأضاف شولتز في خطاب مسجل أثناء مشاركته في قمة «الحوكمة المتطورة» المنعقدة في برلين: «لقد أوضح فلاديمير بوتين وداعموه شيئًا واحدًا واضحًا للغاية، هذه الحرب ليست فقط حول أوكرانيا، فهم يعتبرون الحرب ضد أوكرانيا جزءًا من حملة صليبية أكبر».

وقال «حرب صليبية ضد الديمقراطية الليبرالية، وحملة ضد القواعد القائمة على النظام الليبرالي، وحملة ضد الحرية والتقدم. حملة ضد أسلوب حياتنا، وحملة صليبية ضد ما يسميه بوتين الغرب الجماعي».

من كان صلاح الدين في روسيا ومن سيكون؟

في شهر أبريل 2018، كتب المحلل السياسي ألكسندر نازاروف، مقالا في موقع «روسيا اليوم»، تحت عنوان « من كان صلاح الدين في روسيا ومن سيكون؟»، قال فيه: إن حرب الغرب ضد سوريا من وجهة نظري هي حرب دينية، بل هي حملة صليبية جديدة، لكن ليس بالمفهوم التقليدي للمؤرخين العرب أو للشارع العربي.

 كثيرا ما نصادف فهما للحروب الصليبية بوصفها حربا بين المسيحية والإسلام، وهي الفكرة التي يستخدمها المتطرفون الإسلاميون في محاولاتهم لحشد الجماهير لمواجهة الإمبريالية الغربية. لكننا إذا ما نظرنا إلى السياق والحقائق التاريخية، فسنرى أن البلاد الإسلامية لم تكن الهدف الوحيد للحملات الصليبية، فقد أعلن بابا روما رسميا أن الحملات الصليبية هي ضد المسلمين والوثنيين من سكان بحر البلطيق ومسيحيي الكنيسة الشرقية من السلاف (الذين أسسوا روسيا فيما بعد).

 كما أن لروسيا صلاح الدين الخاص بها، ممثلا في الأمير أليكسندر نيفسكي (1221-1263)، الذي تمكن عام 1242 من هزيمة الصليبيين بالقرب من سان بطرسبرغ الحالية، وأوقف بذلك عدوان الغرب على الشعب الروسي لعدة قرون.

إننا الآن نشهد تكرارا لأحداث وقعت منذ 1000 سنة بالتمام والكمال. فالغرب الآن، مثلما كان إبان الحملات الصليبية، توحّده العقيدة، حيث لم تكن بريطانيا وحدها هي من تسرّع عقب تسميم سكريبال، دون انتظار أي أدلة، وإنما انضمت إليها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية في طرد دبلوماسيين روس. 

لم يكن هناك ما يوحدهم سوى العقيدة.. عقيدة أن روسيا مذنبة، دون استناد إلى أي منطق أو حقيقة، لم تكن هناك حاجة إلى أدلة، واتّخذت خطوات خطيرة غير مسبوقة استنادا إلى تلك العقيدة فحسب. 

بنفس الكيفية تسير الأمور على صعيد الموقف من سوريا، حيث تتحد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وجزء من الغرب في تبنّي موقف مضاد لسوريا، دون وجود حد أدنى من الأدلة لاستخدام الأسلحة الكيماوية، فالغرب ببساطة إنما "يؤمن" بأنه على صواب، والأهم من ذلك أنه "يؤمن" بأنه ليس بحاجة إلى أدلة لإعلان الحرب.. فالأدلة في أمور العقيدة ثانوية.

إن الإيمان المطلق بالصواب وحيازة الحقيقة المطلقة وأستاذية العالم والتفوق على الأعداء المستند إلى الاختيار الإلهي هي ما وحّد الغرب أثناء الحروب الصليبية في القرون الوسطى، وهي ما يوحّد الغرب الآن أيضا.

إننا نرى مجددا، كيف أعلن أوباما أولا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة استثنائية، ثم استمعنا مؤخرا إلى خطاب أكثر وضوحا ومباشرة من مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايك بومبيو، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أثناء مراسم نقله من منصبه إلى منصب وزير الخارجية، حينما سألوه عمّا إذا كان بالإمكان أن يكون رد الفعل على تغيير الولايات المتحدة الأمريكية للأنظمة حول العالم أن تحاول دول أخرى استخدام نفس المنهج معها، فكانت إجابته أن الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة استثنائية، بينما الدول الأخرى مثل روسيا ليست كذلك. 

إن الأمر هنا لا يخص روسيا، فروسيا لا تتطلع إلى الاستثنائية، وإنما الأمر في الإيمان الحقيقي للغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية باستثنائيته، وتفوقه على الجميع، الإيمان باستثنائية كل ما هو موجود في الغرب بداية من الثقافة الشعبية وانتهاءا بحقوق المثليين في الزواج. ليس ذلك فحسب، بل إن الغرب يؤمن بحقّه في تحديد طريقة معيشة الآخرين، حتى ولو لجأ في ذلك إلى استخدام العدوان العسكري ضد الدول التي تعارضه.

لذلك يبدو توحّد الغرب مجددا على أساس هذه العقيدة ضد العدو المشترك حربا صليبية جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كل ما تبقى هو إعلان هذه الحرب رسميا، فالجنود بالفعل في مرحلة الحشد من أجل القتال.

بالطبع فالحملة الصليبية الجديدة لها خصوصياتها، فعلى المستوى الإقليمي يحرك تلك الحرب مصلحة إسرائيل، التي تعتبر الأسد الحاكم العربي الوحيد المتبقي دون استسلام، متبنيا موقفا مناهضا لها، كذلك فيشارك في الحملة الصليبية هذه المرة يهود ومسيحيون غربيون ومسلمون عرب، وضحايا الحملة ليسوا من المسلمين فحسب، وإنما من المسيحيين الشرقيين وأقليات أخرى، ما يؤكد أن الحملة الصليبية الجديدة تقوم على عقيدة الاستثنائية والتفوق، وليس على المسيحية أو الإسلام.

أما على المستوى العالمي، فإن السبب في ذلك هو الصراع من أجل سيطرة الغرب لتفوقه واستثنائيته، التي يؤمن بها الحكام الغربيون وكثير من ممثلي الشعوب الغربية الذين قد يؤمنون بذلك أكثر من إيمانهم بالله، بحيث يصبح ذلك الإيمان وتلك العقيدة الدين الوحيد الذي تبقى في الغرب، ويوحّد الحضارة الأطلسية.

لن يتمكن الأسد بطبيعة الظروف والمصادر المتاحة لديه أن يصبح صلاح الدين القادم بالنسبة للشرق الأوسط، كذلك فلن يستطيع بوتين أن يكون صلاح الدين القادم، لكن مصير الغرب على المستوى العالمي سوف يتحدد بمواجهته مع الصين. لكن بإمكان سوريا وروسيا في الوقت الراهن أن تنتصرا في معاركهما، دون انتظار سقوط الغرب.

روسيا تقود حرب مقدسة في سوريا!

في 2015، أعربت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عن دعمها قرار موسكو شنّ غارات جوية في سوريا ضد تنظيم "داعش"، ووصفت هذا التدخل بـ "المعركة المقدسة" وفق ما نقلته "فرانس برس".

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس قسم الشؤون العامة فسيفولود تشابلن أن "القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتله".

وفي بيان رسمي قال بطريرك الكنيسة الروسية كيريل "لقد اتخذت روسيا قرارا مسؤولا باستخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السوري من المعاناة التي يلحقها بهم الإرهابيون".

وأضاف البطريرك، الذي عادة ما يبدي رأيه في الأمور السياسية، أن التدخل المسلح ضروري لأن "العملية السياسية لن تؤدي إلى أي تحسن ملحوظ في حياة الأبرياء المحتاجين إلى الحماية العسكرية".

وتحدث عن معاناة المسيحيين في المنطقة وخطف رجال الدين المسيحيين وتدمير الكنائس، مضيفًا أن "معاناة المسلمين لا تقل عن ذلك".

وأعلن تشابلن أن الكنيسة تدعم قرار روسيا استخدام قواتها الجوية في سوريا لمهاجمة تنظيم "داعش".

وأضافت أن "هذا القرار ينسجم مع القانون الدولي وعقلية شعبنا والدور الخاص الذي تلعبه بلادنا دائما في الشرق الأوسط".

من جانبه أعرب طلعت تاج الدين رئيس الإدارة الروحية المركزية للمسلمين في روسيا عن دعمه للتدخل العسكري، وقال إن السوريين "هم جيراننا".

وقال في تصريح نقلته وكالة ريا نوفوستي الرسمية للأنباء "نحن ندعم تماما استخدام كتيبة من القوات الروسية المسلحة في القتال ضد الإرهاب الدولي".

تاريخ الحروب الصليبية.. ليست ضد الإسلام فقط

بدأت الحملات الصليبية سلسلة من الحروب الدينية أطلقتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فى عام 1095 واستمرت فى أشكال مختلفة لقرون ووقعت أكثر الحروب الصليبية شهرة بين عامي 1095 و1291 في فلسطين، حين حاولت الجيوش المسيحية الأوروبية الاستيلاء على القدس من المسلمين.

ومع ذلك كانت هناك حملات صليبية أخرى ضد المسلمين في شبة الجزيرة الأيبيرية (الأندلس)، وضد الوثنيين والمسيحيين في أوروبا الذين اعتبرتهم الكنيسة الكاثوليكية مهرطقين، وهو ملا يعرفه الكثيرون ظنا منهم أن الحروب الصليبية كانت ضد جيوش المسلمين فقط وهو أمر غير حقيقى.

بعدما أطلق البابا أوربان الثاني الحملة الصليبية الأولى (1095-1099)، احتلت الدول الصليبية الأوروبية مساحات شاسعة من الأراضي المقدسة، بمساندة فرسان الهيكل وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، كانت الحروب الصليبية قد انتهت تقريبًا.

بدأت الحروب الصليبية في نوفمبر 1095، في مجلس كليرمون في فرنسا، هذا ما أكده نيكولاس مورتون، المحاضر الأول في جامعة نوتنجهام ترنت، ومؤلف كتاب "فرسان الجرمان في الأرض المقدسة، 1190-1291" (Boydell، الصادر عام 2009، لـ Live Science.

ويقول مورتون "خلال هذا المجلس، ألقى البابا أوربان الثاني خطابه الشهير، حيث أطلق الحملة الصليبية الأولى".

لم تنته الحروب الصليبية بالضرورة في أواخر القرن الثالث عشر كما هو متداول، حيث قال مورتون في كتابه "على مر القرون، تذبذبت شعبية الحملات الصليبية عبر العالم المسيحي الغربي، لكنها ظلت سمة من سمات الحياة لفترة طويلة جدًا بالفعل".

ووقعت عدة حروب صليبية بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، لكن العدد الدقيق لا يزال محل نقاش بين المؤرخين، بينما كتب مورتون: "المؤرخون بشكل عام متسقون إلى حد كبير في تحديد خمسة من أكبر الحملات الصليبية فى شرق البحر المتوسط ​​، باستخدام مصطلحات مثل "الحملة الصليبية الأولى، والحملة الصليبية الثانية"، وهكذا.

بوتين القديس وحامي القيم المسيحية

يرى الكثير من الخبراء على أن إن الصراع في أوكرانيا يدور بالأساس حول الدين، ونوع الأرثوذكسية الذي سوف يشكل أوروبا الشرقية وغيرها من المجتمعات الأرثوذكسية حول العالم، مشيرين إلى أنه ربما يكون فلاديمير بوتين مجرم حرب بالنسبة لمعظم الغرب، لكن بالنسبة للقوميين المتطرفين الروس المتحمسين، فهو المسيح الذي قام من بين الأموات ويقاتل في حرب صليبية لاستعادة الأرض المقدسة للأرثوذكسية الروسية، ودحر الهراطقة «والمنحلين» المتفرنجين الذين لا يجثون أمام السلطة الروحية لموسكو.

ويقدم الرئيس الروسي نفسه على أنه حامي القيم المسيحية، حيث وبخ بوتين الولايات المتحدة لتخليها عن القيم المسيحية ووضع الزواج المثلي من نفس الجنس على مستوى الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة. وقال بوتين الذي كان رئيس الكي جي بي سابقًا في دولة ملحدة، أن الولايات المتحدة هجرت الله بتركها القيم المسيحية ولهذا سيقودها الشيطان إلى التدهور والدخول في الظلام والفوضى.

 وكان شائعا بين المحافظين الأمريكيين تسمية الاتحاد السوفيتي الملحد رسميًا، في ذروة الحرب الباردة بـ ” الأمة الملحدة “، وبعد عقدين من الزمان تغيرت الأحوال، وأصبح الكرملين «البرلمان الروسي» وحلفائه في الكنيسة الارثوذكسية يطلقون نفس الإدعاء على الغرب.

وفي كلمة القاها الرئيس بوتين مؤخرًا، قال: ” لقد ابتعدت البلاد الاوروبية عن جذورها وقيمها المسيحية. القرارات السياسية يتم تنفيذها على مستوى واحد، دون التفريق بين الذين يؤمنون بالله والذين يؤمنون بالشيطان، وبين الزواج التقليدي متعدد الأطفال والزواج المثلي من نفس الجنس”. وقد صوّر بوتين الدولة الروسية بالمدافعة القوية عن القيم التقليدية ضد الدول الغربية المفلسة أخلاقيًا.

كما أقر الرئيس الروسي قانونا مثيرا للجدل يجرم إهانة مشاعر المتدينين بالبلاد، وينص على عقوبة السجن لمدة تصل إلى سنة إذا صدر الفعل "المُهين" خارج أماكن العبادة، وتصل إلى ثلاث سنوات إذا صدر داخل أحد هذه الأماكن.

وفي فبراير 2012 نشرت العديد من وكالات الأنباء الروسية والعالمية خبرا بأن بوتين -وكان حينها رئيسا للوزراء- وعد خلال لقائه مع قادة الكنيسة الأرثوذكسية بالدفاع عن المسيحيين الذين يتعرَّضون للظلم في كل أنحاء العالم، وجعل هذا من مهام السياسة الخارجية الروسية. 

كما أكد بوتين في لقاء آخر مع قادة الكنائس المحلية في يوليو 2013 أن العلاقة بين الدولة والكنيسة بلغت مستويات متقدمة، وقال: "علينا أن نعمل كشركاء حقيقيين لمعالجة القضايا الداخلية والدولية الأكثر إلحاحا وتطوير مبادرات مشتركة لصالح وطننا وشعبنا".

بوتين يرى أن ما خسرته روسيا بسقوط الاتحاد السوفيتي هما النفوذ والقوة وليست الشيوعية بعينها، وبالنسبة له فإن المسيحية الأرثوذكسية هي الوجه الآخر للشيوعية اللينينية، حيث يلعب كل منهما دورا وظيفيا في خدمة الدولة.

بوش والحرب الصليبية

بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، قال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، « هذه الحملة الصليبية...هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت»، مما تسبب في ثورة عارمة في العالم الإسلامي، مما دفع البيت الأبيض إلى الإعلان في وقت لاحق أن بوش يشعر بالأسف لاستخدامه هذا التعبير.

وهدد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، الدول التي من المحتمل أن تعارض سياساتها الاستبدادية، قائلًا: "لقد بدأت الحروب الصليبية الجديدة، إما ستكونون معنا أو معهم".

وتم تحديد العراق هدف جديد بعد احتلال أفغانستان، وادعى الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، جورج دبليو بوش، بأن العراق تمتلك أسلحة كيماوية، وطلب من الأمم المتحدة إجراء تحقيق في العراق.،وعلى الرغم من العراق اعترضت على هذا القرار، إلا أنها اضطرت على قبول تحقيق المجلس، واستكمل المجلس تحقيقه وأعلن أنه لم يتم العثور على أسلحة كيماوية في العراق.

لكن رغم نتيجة هذا التحقيق، احتلت الولايات المتحدة العراق في 20 مارس 2003. في 3 مايو 2003، بعد 44 يومًا من الهجمات الجوية والبرية، أعلن الرئيس الأمريكي بوش أن الحرب قد انتهت.

وبعد أن فقد ما يقرب من مليون مدني حياتهم خلال الاحتلال، وأصبح 5 ملايين طفل أيتامًا، وأصبح مئات الآلاف من المدنيين لاجئين، اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن مزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق لا أساس لها من الصحة.

الدين برئ

يقول الششيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن الجماعة الإسلامية، أن الغرب وأمريكا  هم منبع الحروب الصليبية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أعلن الحرب الصليبية على المسلمين بعد ضرب برجي التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001، مؤكدا على أن الحروب التي خاضتها أمريكا في العراق وأفغانستان والبوسنة والهرسك هي حروب صليبية ضد الإسلام والمسلمين، وكانت تتم باسم الرب، لافتا إلى أن الحرب الدائرة الأن بين روسيا وأمريكا والغرب على الأراضي الأوكرانية لا علاقة لها بالدين، ولكنه حرب على المصالح، موضحا بأن الحرب الصليبية هي في الأساس حرب على الإسلام والمسلمين قادتها الكنيسة الغربية، مؤكدا على أن الله تعالى أظهر بوتين لأمريكا والغرب حتى يتم الإصلاح في الأرض، بعد أن ظنت أمريكا ومن معها أنها القوة الوحيدة التي تحكم الأرض وأن العالم ليس فيه إلا قوة واحدة، مصداقا لقول الله تعالى: « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض»، مشيرا إلى أن العالم لن ينسى لويس التاسع أو ريتشارد قلب الأسد، لافتا إلى أن بوتين مسيحي والقادة الغربيون مسيحيون، فهل يعقل أن يقاتل الصليب الصليب؟!، منوها أن ادخال الدين في مثل هذه الصراعات والانتهاكات فيه ظلم للدين، موضحا أن الدين هو السلام، مؤكدا على أن الحرب في أوكرانيا هي حرب مصالح ونفوذ وأطماع واستكبار، ليست حرب صليبية ولا حرب دينية، الحروب الدينية هي التي قامت بها أمريكا ضد الشعوب الإسلامية في العراق والبوسنة وأفغانستان، لأنهم كانت تحارب باسم الصليب والكنيسة كانت تبارك ذلك، مؤكدا على أن هؤلاء يتمسحون بالدين للهروب من شعوبهم التي تعاني، لكن الدين برئ من هؤلاء وهؤلاء. 

فتي بوتين الملل

ويعتبر موقف الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، مثال صارخ على توظيف الدين في السياسة وفي الحروب، حيث يعتبر "رمضان قاديروف" هو الرئيس الأقرب إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وقد أعلن الأول مرات عديدة، أنه يهب حياته دفاعًا عن روسيا وعن الرئيس بوتين. وبسبب قوة العلاقة ما بين الرئيسين، فقد أطلق على "قديروف" لقب "فتى بوتين المدلل".

ومنذ بداية التدخل الروسي في أوكرانيا أعلن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف أن المقاتلين الشيشان الموالين له يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.

في أعقاب انسحاب القوات الروسية من بلدة ليمان الاستراتيجية، وقال رمضان قديروف، زعيم جمهورية الشيشان، في بيان غاضب ينتقد فيه الجنرالات الروس، إن الوقت قد حان لكي يستخدم الكرملين كل سلاح في حوزته.

وأضاف قديروف: "لا أعرف ما تقدمه وزارة الدفاع إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن في رأيي الشخصي نحتاج إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، بما في ذلك إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة (المعروفة أيضًا أسلحة نووية تكتيكية)، وقال قديروف في قناته على تلغرام: "ليست هناك حاجة لاتخاذ كل قرار مع أخذ المجتمع الأمريكي الغربي في الاعتبار".

يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين، منح الرئيس الشيشاني "قديروف" رتبة فريق في الجيش الروسي، بعدما قلّده بوتين سابقًا وسام "بطل روسيا".